قمة بلا رؤساء.. ودور أبو الغيط القادم "دفن كيان مات"

رفض عدد من وزراء الخارجية العرب، منح الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة مقعد سوريا في الجامعة العربية، وذلك خلال الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر القمة العربية المقرر انعقاده اليوم الإثنين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وسط غياب شبه كامل لرؤساء الدول العربية. 

وجرى أمس "نقاشاً قوياً سبق الاجتماع بشأن مقعد سوريا، حيث طلبت بعض الدول منحه لائتلاف المعارضة، بينما رفضت الغالبية ذلك مع إبقاء الوضع على ما هو عليه، وبقي المقعد السوري شاغراً، حيث وضعت عليه اللجنة المنظمة جدول أعمال الجلسة، والوثائق التي سيتم نقاشها خلال الاجتماعات. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، يوم أنه لا يمكن استعادة سوريا لعضويتها في الجامعة، إّلا "بتوافق داخلي بين الحكومة والمعارضة".

قمة "بلاقيمة"

ووصف سياسون أن القمة العربية التي تنعقد في موريتانيا، بأنها "قمة بلا قيمة" والذي جعلها الأضعف هو غياب رؤساء عنها.

وذكرت وسائل الإعلام الأردنية أن الملك عبدالله الثاني لن يحضر القمة العربية في نواكشوط، وسيترأس رئيس الوزراء هاني الملقي الوفد المشارك في أعمال القمة .  واعتذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن حضور القمة العربية وكلف المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بترأس وفد مصر في اجتماعات القمة العربية التي تستغرق يومين.

وفي ذات الصدد تأكد غياب كل من الملك السعودي وولي عهد أبوظبي وملك البحرين الشيخ حمد بن خليفة، والرئيس التونسي الباجى قايد السبسي، بينما لم يتأكد بعد حضور رؤساء دول الصومال، وجيبوتي، وجزر القمر.

وغاب عن القمة العربية الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب وفاة شقيقه، وسلطان عمان قابوس بن سعيد، لأسباب صحية، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادى، والملك المغربي محمد السادس لأسباب غير معلنة. وتأكد أن كلا من أمير قطر وأمير الكويت ورؤساء السودان والصومال وجيبوتي وجزر القمر سيشاركون في القمة.

غياب التوافق العربي

أمين يسري، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، رأى أن الجامعة العربية تلفظ أنفاسها الأخيرة، حيث توالى عليها 4 أمناء عامين مصريين جميعهم من أول عصمت عبد المجيد لعمرو موسى ونبيل العربي وأخيرا أحمد أبو الغيط كانوا رؤساء للوفد المصري الدائم لدى الأمم المتحدة وليس لأي واحد منهم أي توجه عربي.

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية"، أن العمل في الأمم المتحدة هو للحرص على كيان الدول بينما العمل في الجامعة العربية كان يسعى للنجاح في إذابة حدود الدول واندماجها في دولة واحدة ومضى الآن سبعون سنة ولم نفعل شيئا.

وأشار إلى أن كل دولة عربية الآن حريصة على أن يبقى كيانها وغير مستعدة إطلاقا الاتحاد أو الانضمام أو التعامل حتى مع باقي الدول العربية. وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أن القمة اليوم بلا أي جدوى وأن دور أبو الغيط القادم هو دفن كيان مات.

انزعاج الموريتانيين

ويأتي ذلك في الوقت الذي أبدى فيه الموريتانيون انزعاجهم من الإجراءات التي اتخذتها السلطات استعداداً لتنظيم القمة العربية، فبعد إغلاق بعض الشوارع ومنع وقوف السيارات في الشوارع الرئيسية وقطع إمدادات الماء والكهرباء أثناء أشغال البناء وترصيف الشوارع، قررت السلطات الموريتانية إغلاق المحلات التجارية الكبيرة في العاصمة نواكشوط خلال أيام القمة العربية التي ستحتضنها العاصمة نواكشوط يومي 25 و26 الشهر الجاري.