العامل الأبرز
كان لولاء " أوميت دوندار" قائد الجيش الأول التركي للحكومة التركية الدور الأبرز في إفشال المحاولة الانقلابية حيث أنه المسؤول عن الدفاع عن مدينة اسطنبول وأنقرة، وبذلك استطاع تأمين المدينتين وتصدى للطائرات التي استخدمها الانقلابيون مجبراً إياهم على التوقف عن قصف أنقرة وقدم الحماية الجوية للطائرة التي أقلت الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إلى اسطنبول.
لقائد الجيش الميداني السلطة على القواعد البحرية والبرية والجوية التابعة لمنطقته العسكرية وهذا ما يفسر قدرة "اوميت" على تحريك الطائرات وحماية اسطنبول والعاصمة أنقرة.
4 جيوش ميدانية
يتألف الجيش التركي من 4 جيوش ميدانية، يتمركز الجيش الأوّل في منطقة مرمرة باسطنبول مهمّته حماية اسطنبول، مضيق البسفور و الدردنيل و شبه جزيرة كوجائلي.
الجيش الثاني في جنوبي شرق تركيا، مقرّه في مالاطيا ، مهامه دفاعية في مواجهة سوريا، ايران و العراق.
الجيش الثالث شمالي شرقي تركيا مقره في ارزينجان، و ينتشر شرقي الاناضول، يغطي الحدود مع جورجيا، ارمينيا، اذربيجان و من الشرق و المنطقة الشمالية الشرقية
والجيش الرابع مقرّه في أزمير، و تمّ انشاؤه في السبعينيات نتجية التوتر المتعاظم آنذاك مع اليونان في بحر ايجة، ولذلك يسمى بجيش "إيجة".
ومن التوزع الجغرافي للجيوش الأربعة يتضح أن موقف الجيش الأول هو الحكم في نجاح الانقلاب من فشله، ومن خلال الاعتقالات التي تلت المحاولة الفاشلة تبين تورط قيادات الجيوش الثلاثة (الثاني والثالث والرابع) في الانقلاب.
ويعيد مراقبون ولاء الجيش الأول بسبب وجوده في اسطنبول وقربه من القيادات الامنية والسياسية في الدولة.
منح الولاة المزيد من السلطة
وبإعلان أردوغان لحالة الطوارئ مساء أمس الأربعاء يكون للولاة (المحافظين) المزيد من السلطة في ولاياتهم من ضمنها السيطرة على القطعات العسكرية الموجودة في ولاياتهم وهذا يعني التقليل من المركزية حيث سيؤدي ذلك إلى التخفيف عن أنقرة واعتماد الولايات عليها، حيث أن النظام التركي معروف بمركزيته القوية، كما من شأن سيطرة الولايات على القطعات العسكرية فيها التقليل من فرص نجاح أي محاولات انقلابية لا سيما أن الولاة أثبتوا ولائهم للحكومة المنتخبة.
وينفي مراقبون أن يكون للانقلاب نية بجر البلاد إلى حرب أهلية وإنما اعتمدو على الطريقة التقليدية "كلاسيكية" حيث توجهوا بداية إلى التلفزيون الحكومي وحاصرو البرلمان وحاولوا الفصل بين شطري اسطنبول كما أرسلوا قوات إلى مكان تواجد الرئيس التركي، ولكن الهبة الشعبية وتصديها للجنود بالإضافة لموقف قائد الجيش الأول فوت عليهم الفرصة، ومن خلال محادثات الواتس آب التي نشرتها أورينت نت تبدو المفاجأة والحيرة في المراسلات المتبادلة بخصوص طريقة التصرف مع المتظاهرين الذين يتجهون للأماكن التي سيطر عليها الانقلاب.
لماذا لم يتم اكتشاف الانقلاب في وقت أبكر؟
يدل التأخر في الكشف عن الانقلاب بالرغم من الحجم الكبير نسبياً للمنخرطين فيه تدل على طبيعة العلاقة بين مؤسسة الجيش التركي والحكومة التركية حيث من الواضح أن تنقلات الجيش ومشاريعه العسكرية غير خاضعة لسلطة أحد خارجه وبالتالي كان طبيعياً عدم الانتباه إلى الحركة غير الطبيعية، ويبقى العامل الأهم في الكشف عنه هو لحظة عرض الخطة على قائد الجيش الأول ورفضه لها وتسريبها للمخابرات التركية.
التعليقات (0)