لم يهدأ نشطاء الثورة منذ يومين وتحديداً على مواقع التواصل الاجتماعي من التقريع بما فعله عناصر "الزنكي" والذي لايرقى أن يكون من فعل ثوار سوريين، حسب وصفهم، فنالهم ما نالهم، ليضطروا لاحقاً أن يصدروا بياناً استنكروا فيه العملية، وأعلنوا أنه تم إلقاء القبض على جميع من ظهر في الفيديو، وتمت إحالتهم إلى القضاء.
المقطع ذو الدقائق الثلاث، كان كفيلاً أن يثور العالم عليه، سواء من المعارضة أو من الموالين، لأنه ببساطة يظهر طفلاً لا يتعدى 12 عاماً يذبح على يد مقاتلين، وهو أمر بديهي لأن يتعاطف معه العالم رغم أنه كان يقاتل بصف عناصر الأسد ضد الثوار بريف حلب بحسب ناشطين.
ولكن ما تكشّف لاحقاً، (بمعزل عن عملية الذبح المدانة بشدة) أنه ليس فقط مقاتل في صفوف شبيحة الأسد، بل عمره البالغ 19 عاماً (من مواليد 1997) الأمر الذي أثبتته وثيقة كشف عنها مؤخراً.
واشتعلت مواقع التواصل بقصة الذبيح "الطفل" دون الاكتراث إلى أن من جنده في صفوف شبيحة الأسد لم يراعي طفولته، فلملمت أجهزة المخابرات التابعة للنظام القصة على عجل، ورمت إلى الجمهور المؤيد المتعطش لمثل هذه الأمر رواية هزيلة، تقول بأن "الطفل" من حي السكري وأنه فلسطيني من أهالي مخيم حندرات، وأن دعوة أنه مقاتل مع قوات النظام إنما هي من تأليف الثوار.
ومضى اليوم الأول، بعد أن حشد إعلام النظام جميع أجهزته المرئية والمسموعة والمقروءة، لتقول إن "المعارضة المعتدلة" تذبح طفلاً دون ذنب.
عنصر مخابرات..
اليوم كشف ناشطون عن صورة لبطاقة انتساب للمخابرات الجوية، كان يحملها "العيسى"، وهي تكشف بجلاء حقيقة الرجل.
وذكر في البطاقة أنه عبد الله تيسير العيسى، والدته سميرة، من مواليد حمص 1997، بخلاف ما ذكره النظام عبر وسائل إعلامه على أنه فلسطيني من حلب.
كما كشف أيضاً عن صور أخرى للرجل يقاتل إلى جانب لواء القدس، الذي نفى علاقته به سابقاً وقال إن تلكح الرواية من تأليف الثوار، وأصدر بياناً قال فيه إن لواء القدس لا يعرف هذا الطفل، "وكيف لطفل أن يقاتل معه".
العائلة غاضبة..
من جهتها اعتبرت عائلة عبد الله العيسى أنه قتل مرتين، الامرة الأولى عندما ذبح، والمورة الثانية عندما تم إخفاء ذكر.
وكتبت "لولي العمورة" ابنة عمة عبد الله العيسى منشوراً لصفحة "شام إف إم" الموالية، قالت فيه: "هاد الشب اللي شغل الدنيا ابن خالي وهو من ضيعة غور العاصي بضيع حماه وساكن بحمص وهو مريض تلاسيميا ولهيك شكلو بيبين طفل بس هو عمرو 19 سنة ومتطوع بأحد المجموعات ومن بعد اذنكن الكلام اللي انحكا ع التلفزيون وع الانترنت وعكلشي وخاصة على قنواتنا الرسمية انو فلسطيني ويتيم وعمرو 12 سنة وغيرو وغيرو.. حرام ".
واعتبرت "لولي" أن تغييب حقيقة العيسى، انتهاك لنضاله ودمه معتبرة أنه "فوق الموتة تزوير".
ونقلت صفحات على فيس بوك مناشير من أقرباء العيسى استنكروا تغييب حقيقته، وخاصة بعد أن طلبت المخابرات منهم عدم إقامة عزاء له، للحفاظ على الرواية التي تقول إنه فلسطيني وعمره 12 عاماً كما يريدون.
التعليقات (9)