داريا قاتلت النظام بأظافرها..ناصرت الجميع وخذلها القريب والبعيد

داريا قاتلت النظام بأظافرها..ناصرت الجميع وخذلها القريب والبعيد
تدخل مدينة "داريا" في الغوطة الغريبة بريف دمشق منعطفاً هو الأخطر في تاريخها مع الثورة السورية، وذلك على ضوء ابتلاع قوات الأسد المدعومة بميليشيا "حزب الله" اللبناني والميليشيات العراقية، المزيد من الأراضي والكتل السكنية في المدينة، ضمن خطة يهدف النظام من خلالها إلى تطبيق سيناريو الوعر و الزبداني في المدينة، وسط نداءات إلى فصائل الثوار في القنيطرة ودرعا إلى فتح الجبهات وإنقاذ "أيقونة الثورة" السورية. 

وأفادت مصادر ميدانية لـ"أورينت نت" أن قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، شنت هجوماً عنيفاً على مدينة داريا خلال الساعات 48 الماضية، مشيرة إلى أن تلك الميليشيات باتت على مشارف حدود المناطق السكنية، وذلك بعد احتلالها مناطق زراعية وكتل سكنية في الجهة الغربية للمدينة".

رسالة قائد لواء شهداء الإسلام

و أكد النقيب سعيد نقرش (أبو جمال) قائد لواء شهداء الإسلام كبرى الفصائل الثورة في مدينة داريا أن الأولوية تنصب حالياً على تأمين أقبية وملاجئ سكنية آمنة للمدنيين المحاصرين من القصف العشوائي بالبراميل المتفجرة والصواريخ "أرض – أرض".

ووجه "أبو جمال" في تصريح مقتضب لـ"أورينت نت" رسالة إلى جميع الفصائل في كافة الأراضي السورية "بألا تعتبر نفسها بمعزل عما يجري في حلب وداريا وأن النظام سيتفرغ لها وسيتفرد بالمدن واحدة تلو الأخرى حتى ينهي الثورة السورية".

تحذير من مجازر في المدينة

الناشط الإعلامي "مهند أبو الزين" أكد لـ"أورينت نت" أن مدينة داريا وأهلها المحاصرين اليوم في خطر كبير أكثر من أي وقت مضى، محذراً من حصار نحو 8600 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال في مساحة صغيرة مجردة من كل شيء إلا من الحجارة المدمرة، مشيراً إلى أن قذيفة صغيرة واحدة كفيلة بارتكاب مجزرة.

وذكّر الناشط الإعلامي بأن داريا كانت السباقة في نصرة باقي المناطق الثائرة، وقال: "لم تتوانَ داريا في نصرة إخوانها بدءاً من درعا مروراً بحمص وحلب والغوطة والزبداني وغيرها الكثير الكثير، وتحملت تبعات نصرتها من دماء أبناء ومقدرات أهلها، والآن ماذا نحن فاعلون؟!".

عتب على "رفاق السلاح"

من جهته، قال الإعلامي "أيهم محمد" عضو المكتب الإعلامي في "لواء شهداء الإسلام" كبرى الفصائل العسكرية في المدينة، "إن داريا‬ اليوم تتألم بصمت دون صراخ يملأ الدنيا ضجيجاً فكل من في العالم يعرف أننا ع سرير الموت دون دواء وطعام".

وعاتب الناشط "رفاق السلاح" لعدم نصرة داريا، وقال عبر منشور له عبر صفحته في موقع فيس بوك "من شاركناه الآمنا وناصرناه رغم ألمنا وهببنا له رغم قلة الإمكانيات، فما بال من خرجنا معه الثورة، واليوم بات همه نفسه دون غيره بات همه أن يعيش وليمت كل من حولي داسوا ع الثورة وعلى مبادئها مقابل ان يعيشوا بعبودية وذل لا متناهي".

وأضاف "اكتب هذه الكلمات بحرقة وغصة في القلب اكتبها وانا أعلم أن دموعاً سوف تنهمر يوماً على مدينة ناضلت فيها لثلاثة سنوات وسبعة أشهر كل يوم فيها بآلاف السنين، في حصار لا يوجد مثيله في العالم أجمع، وبسلاح لا أعلم إلا أنه يعمل بلطف الله وقدرته.

وشرح الإعلامي في "لواء شهداء الإسلام" حال الثوار في المدينة بوصفهم "ثلة مؤمنة صابرة آثرت الآخرة على الحياة الدنيا وملذاتها تركوا الأهل والعائلة، تركوا أعمالهم وأرزاقهم ضحوا، بكل ما يملكون في سبيل قضية خرجنا لأجلها، واصلت ليلها بنهارها ليبقوا صامدين في وجه كل الأمم في وجه كافة الأسلحة، بكت عيونهم من الألم والسهر، وتورمت أيديهم من حفر الأنفاق والخنادق، وتنفخت أقدامهم من السير حفاة، وظهرت عظام أجسادهم".

هادي العبد الله : انقذوا روح الثورة

بدوره الناشط الإعلامي "هادي العبد" كتب على صفحته في موقع فيس بوك "داريا هي النموذج المشرق "الوحيد ربما" الذي بقي محافظاً على روح الثورة وأَلقها وإجماع السوريين على حبهم لها طيلة السنوات الخمس الماضية".

وأضاف "العبد الله" الذي يتلقى حالياً العلاج في تركيا بعد محاولة اغتياله مؤخراً في حلب "داريا التي شكلت رغم حصارها وضعف إمكانياتها كابوساً مرعباً لمجرم الحرب وهو يشاهد صمود رجالها من قصره!، داريا اليوم تُترك وحيدة في وجه تدميرٍ ممنهج يقوم به حلفاء الأسد "الإيرانيون والروس" ولا أحد يحرّك ساكناً لنصرتها".

ودعوة إلى التظاهر ضد "القيادات المتخاذلة"

وأردف داريا الخالية من أي وجود لـ"داعش والقاعدة" فضحت  العالم الذي لطالما برر التدمير والمجازر بحجة وجود هذين التنظيمين، وإنْ كنّا اعتدنا على تخاذل العالم وإنْ كنّا جميعاً نتحمل المسؤولية تجاه ما يحصل في داريا إلا أن الجبهة الجنوبية في درعا والقنيطرة تتحمل المسؤولية الأكبر"، فهم الأقرب لها وهم الوحيدون القادرون "لو أرادوا" على قلب الطاولة ومساعدة إخوتهم في داريا.

وطالب "هادي العبد الله" أهالي درعا للتظاهر ضد "القيادات المتخاذلة" وختم منشوره بالقول "أهلي الأحرار في درعا التاريخ يسجل لا تخذلوا إخوتكم في داريا".

يشار أن داريا كانت تضم في عام 2010 نحو 250 ألف نسمة، أما اليوم يعيش فيها نحو 12 ألف نسمة بين عسكريين ومدنيين، ويعانون من انقطاع كافة الخدمات الأساسية وندرة المواد الغذائية والطبية، ومع تكثيف قوات الأسد قصفه على المدينة مؤخراً، اضطر السكان لإنشاء أقبية تحت الأرض.

والجدير بالذكر، أن مدينة داريا كانت السباقة في التضامن مع مدينة درعا، وكانت أولى مظاهراتها ضد النظام يوم الجمعة 25 آذار 2011، وقدمت المدينة "غياث مطر" الذي يعتبر رمزاً في النشاط السلمي، وتعرضت لسلسلة مجازر ولعل أكبرها التي وقعت في تاريخ 20-08-2012، والتي راح ضحيتها وفق المجلس المحلي للمدينة نحو 500 شهيد.

التعليقات (4)

    الدمشقى

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    والله أنا مالي فهمان هالشعب شلون بفكر وكيف بيفتح حرب لم يستعد لها ولم يوفر لها من الأسباب سوى ما سمعوه من أمريكا حول الدعم المزعوم لهذه الثورة، والله العظيم لإن الذي قتلنا هو هذه العقلية الفاشلة التي تحركها الأوهام التي لا أساس لها.

    دمشقي آخر

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الحرب كانت خيار النظام المجرم و ليس الشعب. الاعتماد على الآخرين خطأ وقع فيه كثير من السياسيين المعارضين و لكن وقع فيه النظام السوري أيضا الذي باع سوريا لحلفائه. فكرة أن يتمكن الشعب من الاستعداد لمواجهة مع نظام مستبد قبل بدء المعركة غريبة لأن النظام يستخدم كل طاقاته و موارده في الأوضاع العادية لقمع الشعب و التضييق عليه. المحصلة أن نظام عفن كالنظام السوري لن يرحل إلا بمصيبة إما من خلال احتلال أجنبي أو مواجهة عسكرية داخلية كالتي تحصل اليوم. بما أن المواجهة حصلت فلا بديل عن اكمال الطريق

    ليسكت الجهلة

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    لم يطلب أحد من أمريكا شيئا بل ببنادق الصيد دافع الأدالبة عن نسائهم ومزارعهم ثم أخذوا غنائم من النظام ليحاربوه بأسلحته أمريكا هي التي تمنع السلاح وتمنع تركية من إعطاء السلاح للسوريين فليسكت الجاهل وليتكلم من لديه كلمة خير

    الدمشقى

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الى الأخ الدمشقى الآخر والله هاد الكلام سمعته من الكثير الكثير من السوريين وأنا غير مقتنع فيه لأن السوريين لم يفعلوا اي شئ قبل الثورة فبعد إنشقاق خدام اجتمعت الأطراف المعارضة ولم يخرجوا من الإجتماع لا بكيان معارض موحد ولا برئيس ولا بخطة ولو كانت بسيطة المعنى أننا لم نفعل اي شئ على الأقل لو اسسو كيان موحد ووضعوا خطة للتواصل مع الكونغرس والدول الغربية المؤثرة وقد فعل اللبنانيون والعراقيون ونجحوا فلماذا لا ننجح للأسف هناك اصرار شعبي على هذه النظرية الإعتذارية الغير صحيحة وهي سبب المصيبة
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات