تحذيرات من تفكيك جيش الفتح بعد قرار زيادة التعاون بين واشنطن و موسكو

تحذيرات من تفكيك جيش الفتح بعد قرار زيادة التعاون بين واشنطن و موسكو
قررت الإدارة الأمريكية "زيادة" مستوى التعاون العسكري والاستخباراتي مع الجانب الروسي ضد "جبهة النصرة"، وسط تحذيرات من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تفكيك "جيش الفتح"، في حين تجرى اتصالات مكثفة بين لندن وباريس وبرلين تحت مظلة "مجموعة أصدقاء سورية" لضبط "هرولة" إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الأشهر الأخيرة من ولايتها باتجاه المقاربة الروسية حول سوريا.

قرار أمريكي بزيادة التعاون العسكري مع روسيا ضد جبهة النصرة

وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن معارضين سوريين تبلغوا في الساعات الماضية قرار إدارة أوباما "زيادة" مستوى التعاون العسكري والاستخباراتي مع الجانب الروسي ضد "جبهة النصرة" من دون أن يصل هذا التعاون إلى مستوى "الشراكة" بين الجيشين الأميركي والروسي. 

تحذيرات من تفكيك "جيش الفتح"

وحذرت مصادر في المعارضة السورية من أن يؤدي التعاون العسكري والاستخباراتي بين روسيا وأمريكا إلى تفكيك "جيش الفتح"، والذي يسيطر على محافظة إدلب ويخوض معارك في ريفي حلب واللاذقية، إلى جانب "فتح الباب أمام انتصار القوات النظامية وإعادة إنتاج النظام بدعم روسي".

وكشفت الصحيفة أن وزير الدفاع "أشتون كارتر" رفض "الشراكة الكاملة" مع نظيره الروسي، وربط وزير الخارجية جون كيري التعاون العسكري بالانتقال السياسي، في حين بعث الرئيس "أوباما" الأسبوع الماضي إلى الكرملين ورقة تضمنت "خليطاً" من آراء مسؤولي إدارته ومبادئ التعاون في سوريا، تناولت الجوانب الاستخباراتية والعسكرية والسياسية، ما يعني التعاون في مجال تثبيت وقف العمليات القتالية وأن يمارس كل طرف نفوذه على حلفائه لتحقيق التزام الهدنة وإدخال المساعدات الإنسانية والتعاون لتحقيق "انتقال سياسي" واستئناف مفاوضات جنيف، إضافة إلى اقتصار الانتقاد الأميركي للعمليات الهجومية على الجانب اللفظي من دون أفعال.

وخلاف على دور بشار الأسد

وفي السياق، أكد مسؤول غربي أن أوباما لم يعرض على بوتين "شراكة كاملة" بين الجيشين ورفض تقديم إحداثيات وخرائط انتشار فصائل المعارضة السورية المدعومة غربياً، لكن البيت الأبيض "قدم لأول مرة عرضاً بتفاصيل الانتقال السياسي"، وذلك على خلفية الضغط الذي مارسه "كارتر" ضمن رؤية عسكرية أوسع لها علاقة بنقاط الصدام الروسي مع "حلف شمال الأطلسي" (ناتو).

 وكشف المسؤول الغربي أن المحادثات بين مبعوث الرئيسين الأميركي والروسي تناولت سيناريوات الانتقال السياسي وكيفية الحفاظ على المؤسسات وصوغ الدستور السوري، في حين أبلغ مسؤول أميركي معارضين سوريين أن "الفجوة لا تزال قائمة بين واشنطن وموسكو إزاء الانتقال السياسي ودور بشار الأسد ومستقبله"، ذلك أن "الجانب الروسي يقول بضرورة إعطاء الأولوية لمحاربة الإرهاب أولاً ثم بحث الانتقال السياسي، فيما يربط الأميركيون بين الانتقال ومحاربة الإرهاب".

فيتو روسي على الحسم العسكري

في المقابل، وصل واشنطن وعواصم غربية أنباء عن استياء متبادل بين موسكو والنظام السوري في الأيام الأخيرة، إذ أن وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" أبلغ محاوريه السوريين "ضرورة العمل على حل تفاوضي في سورية وليس الانتصار العسكري الكامل والتزام الهدنة المتفاهم عليها مع أميركا"، لكن سجل في الأيام الأخيرة تعرض مسؤولين سوريين مقربين من موسكو لـ"مضايقات"، بينما يمضي النظام السوري في أولوياته العسكرية والسياسية مستفيداً من الدعمين الروسي والإيراني والإبحار في شقوق الخلافات بين أولويات طهران وموسكو، كما أن طهران لم تخفي الانزعاج من عدم دعم الطيران الروسي العمليات الهجومية في حلب لـ"خنق" مناطق المعارضة.

مجموعة "أصدقاء سورية" تبادر لضبط "إيقاع" الموقف الأمريكي

إلى ذلك، عبرت كلاً من باريس ولندن وبرلين ودول إقليمية عن قلقها من حصرية اتصالات مبعوثي أوباما وبوتين، كون هذه الدول غير راضية على إسقاط التفاهمات الأميركية - الروسية من فوق على اجتماعات "المجموعة الدولية لدعم سورية". 

ويسعى كل طرف إلى التأثير في مآلات خط البيت الأبيض - الكرملين وحماية نفسه من عقباته، وعقدت لهذا الغرض في الأيام الماضية اجتماعات مكثفة بين مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وألمان لبحث التنسيق الثلاثي تمهيداً لاحتمال استضافة مؤتمر وزاري لـ"مجموعة أصدقاء سورية" قبل اجتماع وزاري لـ"المجموعة الدولية" في فيينا نهاية الشهر الجاري.

وتحاول الدول الأوروبية الثلاث "ضبط إيقاع" الموقف الأميركي بموقف موحد تتم مباركته من "أصدقاء سورية"، كما يهدف التحرك الثلاثي إلى الحد قدر الإمكان من إمكانية انزلاق واشنطن أكثر نحو مقاربة موسكو للحل السوري قبل نهاية ولاية إدارة أوباما، مدعوم أيضاً من المعارضة السورية.

 

حجاب إلى روما و"الهيئة التفاوضية" تجتمع في الرياض

ويشهد الأسبوع المقبل سلسلة من الاجتماعات، تبدأ بزيارة المنسق العام لـ"الهيئة التفاوضية العليا" رياض حجاب إلى روما للقاء وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني الذي يعمل لجمع حجاب وقادة في "الائتلاف الوطني السوري" مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في ١١ الجاري، بالتزامن مع اجتماع الهيئة العامة لـ"الائتلاف" في إسطنبول، قبل انعقاد اللجنة القانونية والهيئة العامة لـ"الهيئة التفاوضية" في الرياض بين ١٥ و٢٠ الجاري.

تهدف هذه الاجتماعات إلى وضع لمسات أخيرة على رؤية سياسية مقبولة من شريحة واسعة من السوريين والمعارضة السياسية والعسكرية، استعداداً لاحتمالات حصول اختراق أميركي - روسي يباركه مؤتمر "المجموعة الدولية" نهاية الشهر واستئناف المفاوضات الشهر المقبل، أو ترحيل الملف السوري بأقل الخسائر إلى إدارة الرئيس الأميركي الجديد "مع رهان" على أن تكون هيلاري كلينتون، في حال كان خيار بوتين أيضاً انتظار الرئيس الأميركي الجديد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات