دالاس تكشف المستور .. العنصرية بأمريكا متأصلة ولم تتوقف يوماً!

دالاس تكشف المستور .. العنصرية بأمريكا متأصلة ولم تتوقف يوماً!
تأتي حادثة قتل الشرطة الأمريكية لمواطنين سود بدم بارد ودون مبرر قانوني، في يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين،  لتؤكد على استمرارية النظرة العنصرية تجاه الأمريكيين المتحدرين من أصل إفريقي، حيث ما زال بالنسبة للشرطة الأمريكية كل رجل أسود البشرة هو مجرم محتمل ويتم قتله على الشبهة، واعادت هذه "الجريمة" ما حصل في مدينة فيرغسون الأمريكية قبل عام ونصف إلى واجهة الأحداث، عندما حصل ذات المشهد بذات الأبطال: رجال شرطة بيض يطلقون النار على رجال سود دون سبب، ليبقى التبرير العنصري الذي جمع بين الحادثتين هو الوحيد.

حظر الطيران وغضب في الشارع الأمريكي 

قامت الشرطة الأمريكية بقتل رجلين أسودين خلال أقل من 24 ساعة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في ولايتي لويزيانا ومينيسوتا، مما أدى لخروج مظاهرات غاضبة احتجاجاً على ما أصبح نهجاً عند الشرطة واستخفافاً بحياة الأمريكيين السود.

وشملت المظاهرات كلاً من ولايات إلينوي، لويزيانا، مينيسوتا، فلوريدا، ميشيغان، واشنطن، تكساس وبنسلفانيا، كما تظاهر المئات بمنهاتن في نيويورك، واعتقلت الشرطة العشرات  منهم بعدما عطلوا حركة السير.

وكان أعنف المظاهرات في دالاس حيث حصل إستهداف للشرطة، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية، من قبل قناصين، مما أدى لمقتل 5 من رجال الشرطة وجرح 6، وقامت سلطات الطيران الفيدرالية الأميركية بفرض حظر مؤقت على رحلات الطيران فوق مدينة دالاس للاشتباه بوجود قنابل في المدينة.

مدينة فيرغسون

وكانت مدينة فيرغسون الأمريكية عاشت اضطرابات مشابهة في العام الماضي، آذار 2015، عندما أقدم الشرطي "دارين ويلسون" على قتل الفتى الأميركي الأسود "مايكل براون" وكانت هذه هي الحادثة الثالثة من نوعها، وعمت المظاهرات سائر أرجاء الولايات المتحدة، وتم نشر 2200 عسكري من الحرس الوطني في فيرغسون لمنع تكرار إشعال الحرائق وعمليات النهب.

ونشرت وزارة العدل الأمريكية آنذاك تقريرا بشأن التمييز الذي تمارسه الشرطة في فيرغسون والذي أبدى وزير العدل أريك هولدر "استعداده" لوضع حد له، وكشف التقرير أن شرطة ضاحية فيرغسون في مدينة سانت لويس بولاية ميسوري وسلطات المدينة تمارس نمطا من التمييز العنصري واستخداما مفرطا في القوة ضد الأميركيين السود. وأشار وزير العدل إلى أن التقرير أثبت انتهاك كل من الشرطة والسلطات في المدينة المذكورة الحقوق الدستورية للسكان السود "بشكل روتيني وممنهج"، وممارستهما تمييزا عنصريا بحقهم.

تاريخ حافل بالعنصرية

العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية تعود إلى الفترة التي تلت الحقبة الاستعمارية والتوسعية للأمم، ونتيجة للهجرات الجماعية من العديد من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا في مطلع القرن التاسع عشر، حيث كان التمييز العرقي في الولايات المتحدة قضية رئيسية.

وكان القانون الأمريكي يعطي امتيازات وحقوق للأمريكيين البيض لا تمنح للأمريكيين من أصل أفريقي مثل التعليم والهجرة وحقوق التصويت، والمواطنة، وحيازة الأراضي والإجراءات الجنائية بموجب قانون على مدى فترات من الزمن تمتد من القرن السابع عشر إلى الستينات، وتمثلت العنصرية أيضاً في عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، كما اتخذت أشكالاً أكثر حداثة، في فرص العمل، والسكن والتعليم، والقروض، والحكومة. وذكرت شبكة حقوق الإنسان في الولايات المتحدة (U.S. Human Rights Network): "التمييز يتخلل جميع نواحي الحياة في الولايات المتحدة، ويمتد إلى جميع المجتمعات المحلية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات