أسسها مجموعة من الطلاب
منظمة سانت إيجيديو، هي منظمة كاثوليكية دولية، يعود تاريخها إلى عام 1968، حيث أطلقها مجموعة من طلاب المدارس الثانوية، وتقوم المنظمة بالإضافة لنشاطاتها الانسانية من مساعدات وبرامج لتعليم الفقراء وتأهيلهم بدور أساسي ولافت في السعي من اجل السلام والتوسط في النزاعات، كما ورد في موقعها على الانترنت.
وتسعى المنظمة للقيام بدور فاعل وحقيقي في التوسط بالنزاعات الدولية حيث نشطت في جهود السلام وأثبتت نجاحات في عدد من الدول بينها لبنان والجزائر ودول إفريقية وفي أمريكا الجنوبية، وقام "بطرس بطرس غالي" الأمين العام السابق للأمم المتحدة بامتداح عملها " جمعية سانت إيجيديو انتهجت أسلوبا مخالفا لواضعي السياسات ، ولكن نهجها كان مكملا لسياسيتهم. حرية تصرف المنظمةوصفتها غير الرسمية تلتقي مع العمل الرسمي للحكومات والمنظمات الحكومية الدولية".
"طريقة سانت إيجيدو"
وتقول المنظمة عن طريقتها بالتوسط في النزاعات، تسميها " طريقة سانت إيجيديو"، أن تطويرالعلاقات الشخصية وفهم ثقافة الأطراف المتحاربة هي بعض معالمها الأبرز، النهج الحذر، الصبر، والتعامل الشخصي صفات تتبناها سانت إيجيديو في وساطة السلام، وتسهم هذه الصفات في خلق جو فيه تعاون وثيق بين الفصائل، بالإضافة إلى الأطراف المشاركة في النزاع، العديد من الدول والجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية بامكانها المشاركة، لتضيف الزخم وتساعد الأطراف على الاقتراب من بعضها البعض. في الواقع تؤمن منظمة سانت إيجيديو في التآزر بين الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية والحكومية وهي ضد أي منافسة خلال عملية الوساطة.
وهناك سمة أخرى من نهج سانت إيجيديو هي الامتناع عن ممارسة الضغط على الأطراف أو وضع الانذارات. ولذلك لا يتم استخدام "نهج التهديد" .
كما تعتمد على شبكتها الواسعة من الاتصالات والعلاقات بين الأديان والمكتسبة خلال أكثر من عشرين عاما من التعامل في الحوار بين الأديان العالمية العظيمة بالاضافة للاجتماع الدولي السنوي بين الأديان للصلاة من أجل السلام ، والذي يعقدعادة كل عام في سبتمبر والذي يحضره أكثر من 400 من قادة الدينيين .
https://orient-news.net/news_images/16_7/1467727043.jpg'>
المحبة والتعايش
وعن دورها في حوار الأديان والثقافات وكيف يخدم توجهها في حل النزاعات تقول المنظمة إن خدمة السلام ترافق وتنبع أحيانا من، شبكة منسوجة بإحكام من أواصر العلاقات والصداقات التي ولدت من الحوار بين الأديان التي تقوم به المنظمة منذ الثمانينات، فتحقيق السلام في الصراعات المعاصرة يتطلب جهودا كبيرة لفترات طويلة من جهات متعددة حكومية وغير حكومية بالاضافة الى تضافر الموارد والنوايا. فالحوار بين الطوائف والأديان لا يعني فقدان الهوية، كما لا يعني الاستسلام للتوفيق بين المعتقدات.
على العكس من ذلك، من دون التباس وايضا من دون فصل، هو حوار يستجيب لأعمق أسباب المحبة والتعايش. صداقة المؤمنين يجب أن تقف في وجه الصعوبات والاختلافات الواضحة، في ظل وعي على أنه لا يوجد بديل عن الحوار وبذلك يصبح قطبا لجذب جميع الذين يبحثون عن عالم أكثر عدالة وانسانية.
ويكيليكس
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة سانت إيجيدو استطاعت أن تتحول لركن أساسي في الكثير من جهود السلام والحوار وبحسب مقال في الشرق الأوسط فأدوار المنظمة واسهاماتها جعلت الدبلوماسية الأميركية تقيم وزنا خاصا لقنوات الاتصال الفاتيكانية الرسمية الممثلة في بعثاته الدبلوماسية حول العالم، ولقنواته غير الرسمية وفي مقدمتها جماعة سانت ايجيديو، ما ظهر جليا مؤخرا في وثائق "ويكيليكس"، فبحسب البرقيات الأميركية المتسربة، فإن الدبلوماسيين الأميركيين رحبوا بالعمل الذي تقوم به جماعة سانت ايجيديو المتخصصة في حل النزاعات والحوار بين الأديان، وفي 2001 أكد الدبلوماسيون الأميركيون أن السفارة الأميركية في روما، طلبت من سانت ايجيديو انخراطا أكبر في المفاوضات حول إقليم كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث كانت تدور حرب أهلية.
ويعني ما تقدم أنها جماعة نافذة وقادرة عبر مبادئها الإنسانية في تصويب أخطاء السياسة العمياء، وهذا ما تبدى بوضوح في اللقاء الذي جمعها بالرئيس الأميركي السابق بوش في 10 يونيو (حزيران) 2007 عندما زار مقرها في روما ووجه له ماركو امبالياتزو رئيس جماعة سانت ايجيديو كلمة بها كثير من الإسقاطات التي تلفت إلى سياساته المرتكزة إلى القوة، والمنطلقة من قلب "الحروب الاستباقية"، وهو ما رفضته الجماعة وقتها وما ثبت فشله لاحقا.
التعليقات (44)