مخابرات ملالي إيران في "لباس الإحرام"
منذ انقلاب "الخميني" في إيران عام 1979، بدأت محاولات ملالي طهران في تسيس قضية الحج وضرب صورة المملكة في تنظيم شعائر ومراسم أقدس العبادات لدى المسلمين، وصولاً إلى الاستهداف المباشر لحجاج بيت الله الحرام، عبر افتعال عناصر المخابرات الإيرانية الذين يلبسون لباس الإحرام عدة حوادث دامية، أبرزها (أحداث مكة عام 1987) حيث رفع متظاهرون إيرانيون صور الخميني، فضلاً عن شعارات ثورته، وأخرى منددة بأمريكا وإسرائيل كما هو المعتاد، وقد قطعوا الطرق وعرقلوا السير، وحاول هؤلاء المتظاهرون اقتحام المسجد الحرام ما أدى إلى صدامات مع قوات الأمن أودت بحياة 402 شخصاً و85 رجل أمن سعودي.
تجريد السعودية من إدارة الأماكن الدينية
بعد سنتين من (أحداث مكة) افتعلت أذرع إيران حادثة جديدة ولكنها اشد خطورة، والمعروفة بحادثة "المعيصم "عام 1989، حيث قام حجاج كويتيون شيعية منتمون لما يعرف باسم بـ"حزب الله الحجاز"، وبالتنسيق مع جهات إيرانية، باستخدام غازات سامة لقتل آلاف الحجاج في نفق المعيصم، بمكة المكرمة، حيث أكدت الحكومة السعودية حينها أن عدد الوفيات 1426 حالة وفاة معظمهم من الحجاج الآسيويين، وصولاً إلى حادث التدافع الدامي في مشعر منى صبيحة عيد الأضحى في العام الماضي، والذي نتج عنه وفاة 717 حاجاً واصابة 863 وفقا لبيانات الدفاع المدني السعودي، في حادثة افتعلتها حملات حجاج ضخمة للإيرانيين، عبر التعمد في السير نحو الاتجاه المعاكس، لتستغل إيران هذه الحادثة عبر تسييس قضية الحج بهدف توظيفها في الأحداث والأزمات الإقليمية، عبر محاولة إظهار السعودية بأنها غير قادرة على إدارة شؤون الحج، ولتدعو لاحقاً إلى تجريد السعودية وسحب البساط منها على الأماكن الدينية وعمل دولة دينية تجمع بين مكة والمدينة على غرار الفاتيكان ووضعها تحت ولاية منظمة المؤتمر الإسلامي.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن الدبلوماسي الإيراني المنشق، "فرزاد فرهنكيان" كشف أن ستة من ضباط الحرس الثوري هم الذين افتعلوا حادثة التدافع في منى، واتهم طهران بالسعي لتنفيذ مخطط يهدف إلى "سقوط أكبر عدد من الوفيات وقيام مظاهرات كبيرة تتخللها أعمال عنف" في موسم الحج.
ونشر الدبلوماسي المنشق وقتها أسماء ستة ضباط، مؤكداً أنهم من كبار قادة الحرس الثوري في الوحدة 400، وهي وحدة العمليات الخاصة والموكل إليها كافة العمليات الخارجية التي يحددها الحرس الثوري كانوا يقودون عملية التدافع المفتعل وإكمالها بمظاهرات وأعمال شغب بمنى.
"خطاب صوتي" إلى المرشد الإيراني
قبل نحو 45 يوماً من الآن، كشفت صحيفة "عكاظ" السعودية" معلومات تتعلق بمخططات النظام الإيراني لاستهداف أمن واستقرار المملكة٬ ونشر الفوضى خاصة في موسم الحج، وذلك من خلال اعترافات عدد من المتهمين في خلية التجسس المرتبطة بجهاز المخابرات الإيرانية المكونة من 32 متهماً (30 سعوديًّا وأفغاني وإيراني) التي لا تزال مستمرة في المحكمة الجزائية بالرياض.
واعترف أحد المتهمين "وهو صاحب مكتب حج " بأنه أرسل "خطاباً صوتيًّا" إلى المرشد الإيراني يطلب منه دعماً ماليًّا لإنشاء مركز خاص بالطائفة الشيعية في مكة المكرمة، بهدف إثارة الفتنة وزرع الطائفي٬ وتقديمه معلومات أمنية عن موسم حج 2012 لجهاز الاستخبارات الإيرانية، مستعيناً بعنصر من المخابرات الإيرانية كان يعمل لدى منظمة التعاون الإسلامي.
وكشفت المحاكمات عن لقاءات أخرى تمت بين بعض أعضاء الخلية والمرشد الإيراني علي خامنئي، فيما ثبت بالأدلة كذلك لجوء النظام الإيراني إلى عقد اجتماعات سرية لبعض الموالين له في لبنان، وتحديدًا في ثكنات "حزب الله"، لوضع الخطط التي تضمن له تحقيق مبتغاه طوال أيام موسم الحج، حتى ولو كان الثمن أرواحاً بريئة تزه٬ أو ممتلكات تدمر.
إيران أوعزت إلى "حزب الله" بوقف العمليات ضد إسرائيل واستهداف السعودية
إذاً، تستخدم إيران أذرعها المخابراتية في التآمر لاستهداف السعودية، ولا سيما عبر ميليشياتها في العراق ولبنان ومناصريها في بعض الدول الخليجية، فقد ذكر تقرير لموقع "ميدل إيست آي" أعده" ديفيد هيرست" أن إيران أوعزت إلى ميليشيا "حزب الله" اللبناني بوقف العمليات ضد إسرائيل واستهداف المملكة العربية السعودية بدلاً من ذلك، وأن مسؤول الجناح العسكري لحزب الله تم تعيينه مباشرة من قيادة الحرس الثوري الإيراني، في رسالة نقلها قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" الذي جاء خصيصاً إلى بيروت لتسليم هذه الأوامر.
كما عين سليماني خليفة بدر الدين وكلا نائبيه، ويعتبر هذا خطوة غير مسبوقة في العلاقات بين إيران والتنظيم اللبناني، حيث كانت التعيينات السابقة مسألة داخلية بالحزب تأتي بالتشاور مع إيران.
ويذكر الموقع أن شعارات حزب الله أثناء تشييع "بدر الدين"، لم تترك أي مجال للشك بأن المتهم في اغتيال بدر الدين هو السعودية، لافتا إلى أن العلاقات السعودية الإيرانية تعيش توتراً منذ قطع الرياض علاقتها مع طهران، على خلفية مهاجمة سفارتها في طهران، بعد إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر بداية العام الجاري.
ويفيد الموقع أن الأوامر التي تلقاها حزب الله من إيران كي يبدأ حملة ضد السعودية قبل موسم الحج في شهر أيلول، ستكون مهمة بالتنسيق بين المليشيات الشيعية العراقية "عصائب الحق"، والبحرينية "سرايا المختار".
3 قياديين من ميليشيات "الحشد" الشيعية يتواجدون الآن في المدينة المنورة
واللافت في تفجير يوم أمس في محيط المسجد النبوي، تزامن مع كشف ناشطون عن تواجد ثلاثة قادة من ميليشيات "الحشد" العراقية الشيعية في المدينة المنورة، وهنا لابد للتذكير بأن هذه الميليشيات واظبت خلال الفترة الماضية على توجيه التحذيرات والتهديدات إلى السعودية، والتي كانت آخرها قبل أيام، عندما هدد "فالح الفياض" القيادي في ميليشيات "الحشد الشعبي" في لهجة تحذيرية بأن تعداد "الحشد" وصل إلى 140 ألف مقاتل، وذلك على خلفية دعوة وزير الخارجية السعودية، "عادل الجبير"، إلى تفكيك مليشيات "الحشد" الشيعية، متهماً إياها بتأجيج "التوتر الطائفي" في العراق.
التعليقات (12)