رسالة القاع: "على المسيحيين أن يدخلوا الصراع"

رسالة القاع: "على المسيحيين أن يدخلوا الصراع"
لم تكن تفجيرات القاع اللبنانية أول التفجيرات التي تستهدف مناطق ذات أغلبية مسيحية أو طائفية، وهي حتما لن تكون الأخيرة، والمراقب للشأنين اللبناني والسوري سيلاحظ أن الأحداث مؤخراً قد بدأت تسير بتسارع كبير، ما جعل حزب الله يظهر وكأنه في سباق مع الزمن، فالحزب ونتيجة تمدده الكبير على الخارطتين السورية والعراقية، بات في ورطة وغاص في المستنقع السوري, الأمر الذي فرض عليه تحمل مسؤوليات تفوق طاقته وقدراته، وتمنعه من الوفاء بتعهداته التي قطعها على نفسه، لكنه وفي المقابل لا يملك إمكانية سد العجز البشري الحاصل، ولا يملك إمكانية فرض التجنيد الإجباري على حاضنته الشعبية، وهو ما فرض على الحزب البحث عن بدائل ممكنة، يستطيع من خلالها حماية ظهره لبنانيا على أقل تقدير، وإنتظار مآلات الأحداث على الساحة السورية خاصة في ظل ترنح نظام الأسد في ريفي حلب الجنوبي واللاذقية. 

حزب الله وكلما ازدادت خسائره البشرية يقوم برفع حدة الخطاب الطائفي والديني، فيبرر خسائره ويستقطب عناصر جدد يعوض بهم النقص الحاصل، وهو ما يؤدي بالمحصلة لمزيد من إنخراط الحاضنة الشعبية في مشاريع الحزب. 

بلدة القاع لم تكن هي المستهدفة، بل أماكن لبنانية أخرى، لعل أهمها الضاحية الجنوبية، لكن حزب الله أرادها أن تكون في القاع التي تلقت الضربة بعد أن تم كشف المنفذين الذين فتح لهم الحزب ثغرة ينفذون منها الى البلدة، الأمر الذي يعطي مؤشرا على أن العملية أكبر بكثير من مجرد هجوم استهدف بلدة لبنانية صغيرة، ليس فيها أهداف إستراتيجية تستحق أن تضرب. 

موقع "ليبانون ديبايت"، نشر معلومات قال فيها إن إنغماسيي تنظيم الدولة الإسلامية تسللوا من موقع "تلة الكهف" نحو معابر ترابية بين سِنان صخرية حتى وصلوا إلى البلدة.

قبل عام ونصف وتحت ضغط الأهالي في خرج حزب الله من المنطقة التي لم يرغب أهلها بالتورط في الصراع السوري، رغم أنها تعتبر معقلا عونيا بامتياز، إنسحاب حزب الله أنذاك لم يكن كاملا، فقد أبقى على نقاط مراقبة، في مواجهة المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية من الجانب السوري، حيث لم يكن هناك عمل عسكري جاد لمواجهة هذا الإختراق، الذي جعل مناطق لبنان المسيحية في القاع وراس بعلبك على مرمى حجر من التنظيم. ربما أرادها الحزب فزاعة يستفيد من وجودها لاحقا وهو ما حدث فعلا.

حزب الله وبالإشتراك مع الجيش اللبناني، يرابط على العديد من النقاط العسكرية، كتلة السمرمر والنصراني والمدبحه وتلال رافق، والجرش، الصليب واللاتون ثم عاد الحزب ليرابط على نقاط تماس مباشر مع موقع "الشجرة" الذي يعتبر أحد نقاط تنظيم الدولة الإسلامية الأساسية في الجرود بمواجهة الكسّارات، خاصة وأن التنظيم يستحوذ على حوالي 30 كلم من جرود البلدة مع تحكم ناري يسيطر على تلال المخيرمة، الكسارة، الشجرة والكهف.

 خلال أقل من أسبوعين تخللهما حديثان لحسن نصر الله، خسر الحزب أكثر من 50 قتيلا في معارك ريف حلب الجنوبي، الأمر الذي دفع بزعيم الحزب للإعتراف بمقتل 26 عنصرا وتعهده بمواصلة القتال حتى النهاية بل والتعهد بإرسال عناصر الحزب الى أي مكان تقتضيه الضرورة، خسائر الحزب لم تقتصر على عناصره الذين قتلوا في معارك ضد ثوار سورية، بل تعدته الى خسارة 8 من مقاتليه في مواجهات ضد قوات الأسد وأيضا في الريف الجنوبي لحلب.

موقع جنوبية اللبناني واسع الإطلاع والمحسوب على الشيعة في لبنان، نشر ما قال إنها معركة حقيقية قد نشبت في تلة الميسات والبريج في ريف حلب الجنوبي، بين قوات الأسد من جهة وعناصر الحزب من جهة ثانية، حيث وصل الأمر حد إستهداف طيران الأسد موقعاً للحزب بثلاث غارات. الاشتباكات جاءت على خلفية انسحاب جنود ‏النظام من مواقع قدّم حزب الله الكثير من الخسائر البشرية من أجل السيطرة عليها.

هذه الإشتباكات دفعت الصحافي المخابراتي شريف شحادة للقول: "السيادة الوطنية خط أحمر والقرار دائما للبوط السوري. أبنائي في حزب الله أتيتم لتنصرونا وليس لتحكمونا أرجوكم أعيدوا حساباتكم".

   

لم يعد خافيا حجم الخسائر التي تلقاها الحزب في سورية، فأقل التقديرات تشير الى مقتل أكثر من 1500 عنصر في حين أن بعضها يقدر خسارة الحزب بحدود 3000 مقاتل بينهم أكثر من دزينة من قادة الصف الأول الكبار، وهي وبلا أدنى شك قائمة طويلة، لكنها لن تقتصر على هؤلاء فانخراط الحزب عسكريا في أكثر من دولة، سيحتم عليه دفع فاتورة كبيرة من عناصره وقادته، وعلى الحزب وحاضنته الشعبية أن يعلما أن الأسوأ لم يحدث بعد!

 مسؤولون ومقربون من حزب الله، يعترفون بأنه يخوض معركة صعبة، لكنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الحزب الى هكذا هزات، وبالتالي فهو قادر على تجاوزها كما تجاوز غيرها، لكن هؤلاء يغفلون حقيقة أن الحزب وقبل إنخراطه في الصراع السوري الى جانب نظام الأسد، كان يتمتع بغطاء رسمي وشعبي عربي إسلامي، منحه شرعية وفرت له حرية حركة ونشاط تجاري، وتسهيلات مالية وبنكية مهولة، سمحت له بتحريك سيولة مالية تزيد على مليار دولار، إضافة لما كان يحصل عليه من دعم ومساعدات عربية تقدم باسم لبنان، لكنه اليوم يعاني من حصار وعقوبات مالية قيدت حركته كثيرا ودفعته للتخبط في مواجهته مع البنوك اللبنانية.

لا أدل على عمق الأزمة التي يعيشها الحزب، من ذهاب حسن نصر الله بعيدا في خطابه الأخير، حيث اعتراف صريح بالتمويل الايراني الكامل، وتمهيد لإنخراط كلي وعلني في المشروع الإيراني، وإستباق لأي تطورات أو خسائر كبيرة قد يواجهها الحزب مستقبلا، وذلك على خلفية عدم التراجع والمضي قدما في الحرب على الشعب السوري، وهذا الأمر يكشف عمق الأزمة التي يعيشها الحزب، والتي دفعت أمينه العام لإظهار استقوائه بإيران، من أجل طمأنة حاضنته الشعبية التي تدفع تكاليف تورط الحزب في الحروب والنزاعات الإقليمية، أقله في ثلاث دول عربية، هي سورية والعراق واليمن، عدا عن الأزمات التي تسبب بها الحزب للبنان، ونشر خلاياه النائمة في أكثر من دولة عربية خليجية.

لقد مثلت محاولة مصرف لبنان المركزي تطبيق العقوبات الدولية على مؤسسات حزب الله ضربة قاسمة لنشاطات الحزب الذي بدا في حالة عدم توازن، فتجميد الأموال وإغلاق الحسابات يكبل أيدي هذه المؤسسات ويحد من قدرتها على التحرك، فكانت الرسالة القاسية التي تمثلت في تفجير عبوة ناسفة خلف بنك لبنان والمهجر، حيث وصلت الرسالة وتم حلحلة الموضوع بعيدا عن الأضواء ومن خلال تواصل بين الحزب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي أبلغ وسطاء انه لا مانع من قيام المؤسسات الاجتماعية التابعة للحزب، ولا سيما مستشفى الرسول الاعظم بفتح فتح حسابات مصرفية لها.

جهات مقربة من الحزب نقلت وسربت تهديدا خطيرا مفاده أن الحزب هو القوة الوحيدة القادرة على قلب الطاولة عبر القول: إن حزب الله هو القوة الوحيدة التي تملك القدرات الأمنية والعسكرية التي تتيح لها الإمساك بمناطق كبيرة من لبنان، وفي حالات تحالفاته القائمة، فإن نفوذه سيتمدد ليشمل غالبية لبنان، ما عدا بعض المناطق، من بينها الشمال، الذي لن يكون مستقرا بل سيكون ساحة حروب أهلية مدمرة.

برأي نصر الله وحزبه فإن كل من يقف ضد مشروع الولي الإيراني فهو تكفيري وعميل وعملاء لأمريكا والغرب، لكنه ينسى أنه يصادر قرار لبنان بل ويحتله عسكريا، وفي نفس الوقت يتجاهل وجود الآلاف من الأفغان والباكستانيين والإيرانيين والعراقيين واللبنانيين الذين يقاتلون في سورية، وينسى أو يتناسى أيضا أن قاسم سليماني الإيراني يصول ويجول في سورية العراق، ويقاتل في الفلوجة بحماية الطائرات الأميركية التي لولاها لما حقق حشده الشيعي العراقي – الإيراني أي تقدم يذكر.

طبعا حزب الله يزعم أنه يقاتل في سوريا حفاظا على أمن لبنان، لكن من الذي بدأ بالتدخل، وسار بالأحداث بعيدا لتصل الى ما وصلت اليه اليوم؟ ولماذا يقاتل الحزب في العراق واليمن؟ ولماذا يحاول الحزب أن يعطي الإنطباع بأن الفصائل السورية ذات لون واحد، في حين أنها ليست كذلك، فجبهة النصرة ذات التوجه السلفي الجهادي ومعها فصائل من الجيش الحر تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، وهناك من يقاتل النصرة، وهناك قتال في جنوب سورية بين فصائل الجيش الحر من جهة وأخرى ذات توجه سلفي جهادي.

 

حزب الله يعتبر أن كل من يحمل السلاح في وجه نظام الأسد ومشروع الولي الفقيه الصفوي في المنطقة هو إرهابي وتكفيري.    

في تقرير له نقل المراسل العسكري لصحيفة هآرتس عن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) الجنرال هرتسي هاليفي، قوله في مؤتمر لمعهد هرتسيليا بتل أبيب، إن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها حزب الله قد تدفعه للقيام بممارسات وسلوكيات غير مفهومة وليست متوقعة، حيث فقد الحزب ما يزيد على 1500 من مقاتليه داخل سوريا مما يؤثر حتما عليه لأنه يواجه تحديات جمة داخل الأراضي السورية، ويعاني ظروفا قاهرة، وما يتكبده من خسائر، لا يعادل حجم الإنجازات الميدانية.

من المهم لنا أن نعلم أن حزب الله لم يسجل في سورية أية إنتصارات أو إنجازات عسكرية تذكر، منذ معركة القصير في العام 2013.  

علاقة حزب الله بالنظام السوري ونتيجة لإملاءات إيران عليه، تحولت من مجرد تحالف إلى حرب وجودية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالحزب مستمر في الحرب على كافة الجبهات، ويخسر كثيرا ليس فقط بشريا، بل حتى سياسيا، فمجرد ترديد شعارات المقاومة، أو دعم القضية الفلسطينية أصبح مثار سخرية حتى من قبل شريحة من حاضنته الشيعية التي باتت تدرك أن الحزب ومعه الحاضنة الشعبية قد غاصا في المستنقع السوري وإلى غير رجعة.

حساب منشق عن حزب الله ذكر في إحدى تغريداته: " كذب الإعلام الحربي لحزب الله فاق الكذب المعروف للنظام السوري تصوير عمليات في إيران وعرضها على أنها في سوريا إنتصارات وهمية لرفع المعنويات".

حتى تلك الشعارات التي يرفعها الحزب كالتصدي لخطر التكفيريين ما عادت مقنعة، ولا تبرر بحال من الأحوال نشاطات الحزب الإرهابية في أكثر من دولة عربية، أما ما يقوم الحزب ببثه من تقارير وأخبار عن قتله لأبو خطاب وأبو عائشة وأبو عمر التركماني وعثمان الشيشاني وغيرهم من الأشخاص المجهولين فهي ليست سوى بروبوغاندا إعلامية طائفية تستهدف رفع معنويات حاضنته الشعبية. 

تخبط قيادة حزب الله، دفع أمينه العام للتصريح بأن الحرب في سورية واليمن، أكثر قدسية من الحرب مع الكيان الصهيوني، وهذه سقطة كبيرة.

تزايد الأعباء التي تفرضها مشاركة الحزب في الصراع السوري، وضعته أمام معركة بقاء وهو ما أفقده توازنه، حتى بات أمام خيارات صعبة، فهل يستجيب للإملاءات الإيرانية، ويستمر في المشاركة بالحرب مع كل ما يعنيه ذلك من تحمل لخسائر وتبعات كارثية على وجوده، أم ينسحب تدريجيا وينكفئ إلى الداخل اللبناني، فطول أمد الصراع ليس في مصلحة الحزب، حتى مع كل الدعم الإيراني عسكريا وماليا وسياسيا، ومستقبله بات متوقفا على عدة عوامل، منها مصير الأسد ونظامه، الذي بات شكليا وقابلا للإنهيار في أي لحظة، إضافة إلى ما قد يواجهه الحزب من خسائر بشرية كبيرة مستقبلا.    

بعيدا عن حسابات حزب الله، فإن لبنان يبقى هو الحلقة الأضعف والمرشحة لمزيد من الأحداث نظرا لإنخراط الحزب في الحرب السورية، إضافة للانقسام السياسي الحاد بين مكونات لبنان سياسيا وطائفيا. 

حزب الله يعلم تماما أنه لن يستطيع أن يغطي كامل رقعة المواجهات التي إنخرط فيها، ولهذا سنجد أنه قد سارع الى استقطاب الشارع المسيحي بعد تفجيرات القاع، فالوزير الحاج حسن وأثناء قيامه بواجب التعزية بقتلى القاع، نقل على لسان نصر الله: "أن مقاتلي الحزب بتصرف ابناء القاع، وحزب الله لن يدخر جهداً في حماية القاع إلى جانب الأهالي والجيش وهو مستعد للقيام بأي إجراء يساهم في تعزيز صمود أبناء البلدة وبقائهم ومواجهتهم للتكفير". وهو ما طبق حرفيا من خلال عودة الحزب إلى المواقع العسكرية التي كان قد إنسحب منها قبل عام ونصف بالإضافة إلى تدعيم مواقع أخرى. 

بعد عملية القاع تداعت أطراف مسيحية إلى ضرورة تشكيل ميليشيات شعبية تتولى حماية مناطقها، وهو ما سعى اليه الحزب، حيث سيتم الزج بهذه الميليشيات المسيحية في المعارك التي يحضر لها الحزب، إذ من غير المستبعد ان يقوم الحزب بممارسة سياسة الهروب الى الأمام، وذلك بتوريط الجيش اللبناني وتياري الكتائب والمردة في حرب باتجاه الجانب السوري من الحدود بحجة تطهيرها من التكفيريين.

تفجيرات القاع تسببت في الغاء حزب الله لاحتفالية يوم القدس، الذي إبتدعه الخميني للمتاجرة بالقضية الفلسطينية، وهذا الأمر بحد ذاته مؤشر على أن حزب الله كان يخشى من وجود إنغماسيين آخرين وصلوا الى الضاحية دون أن يتم كشفهم، حيث تسببت عملية الإلغاء في حرج كبير ليس فقط لحزب الله، الذي يتاجر بالقضية الفلسطينية، بل لميليشيات "الحوثي" في اليمن التي ألغت بدورها الفعاليات المقررة بأوامر إيرانية وذلك للتغطية على خطوة حزب الله التي إتخذت على خلفية مخاوف أمنية.

سلسلة تفجيرات "القاع"، أثارت ردود فعل عنيفة حيث وكالعادة علت الأصوات المطالبة برفع السلاح وتشكيل "لجان حماية شعبية" ترافقت مع حملة مبيتة إستهدفت اللاجئين السوريين، محملة إياهم مسؤولية الهجوم، حيث تم الإعتداء على المخيمات وشنت حملة إعتقالات كبيرة طالت المئات من اللاجئين السوريين الذين لاحول لهم ولا قوة.

نظام الأسد لم يكن ليفوت الفرصة حيث ذكرت مواقع لبنانية طلب نظام الأسد من الحكومة اللبنانية عودة التنسيق الأمني بشكل رسمي لضبط الحدود، واستعداده لاستقبال جزء من اللاجئين السوريين وتوفير أماكن لجوء لهم في ريف دمشق، وهناك معلومات تحدثت عن إعادة تسكين اللاجئين في منطقة السيدة زينب؟!

حزب الله إستطاع وبمساعدة إيران أن يبني ترسانة عسكرية كبيرة، تضم أكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية، إضافة إلى جيش ربما يبلغ تعداده 50 ألف مقاتل، بينهم 10 آلاف من قوات النخبة، وهو يمتلك صواريخ ارض – جو من طرز سام 17 وسام 22 وصواريخ بر – بحر من طراز ياخونت، وهناك معلومات عن قيام الحزب ببناء مخازن صواريخ ومعامل تصنيع ذخيرة داخل سورية، في وادي بردى والقصير وترتبط بالأراضي اللبنانية من خلال شبكة أنفاق تحت الأرض، وهو كذلك يمتلك صواريخ هجومية من بينها زلزال 3، فجر 5، صاروخ سي 80 وغيرها من الأسلحة حتى الدبابات وناقلات الجند التي تركتها إسرائيل للحزب بعد انسحابها من جنوب لبنان، لكن جميعها أسلحة ليست ذات قيمة ويمكن تحييدها عندما يلتقي المقاتلون وجها لوجه في حرب عصابات ومدن. 

لن تتوقف الحرب ولن تنتهي الفوضى في المنطقة، طالما أن إيران تتحكم بدول كالعراق وسورية ولبنان واليمن، وبأشياعها في البحرين وباقي دول الخليج العربي، لأن إيران وأذنابها يعتاشون على الطائفية، فإذا ما إنتهت الطائفية إنتهى وجود إيران ودورها في دولنا، لذلك هي تدعم الميليشيات الطائفية، ومن ضمنها حزب الله، الذي يقود الطائفة ولبنان الى المجهول بحجة تماسك الجبهة الداخلية للحزب، في حين أن التفاف الحاضنة الشعبية خلفه، هو ما سيقود الحزب إلى حتفه، إذ وكلما غاص الحزب في المستنقع السوري، كلما رفع من وتيرة خطابه الطائفي وبالتالي خسر أكثر، وسيصل مرحلة يصبح من الصعب بل من المستحيل عليه الانسحاب، لأنه سيكون حينها قد دخل في مواجهة مع كامل المعسكر الآخر، الذي عمل الحزب على شيطنته وتكفيره لسنين.

خلاصة القول: حزب الله الإرهابي، المعتدي والمأزوم جدا، لن يقدم للبنان سوى الخراب والدمار، فهو يضع لبنان على فوهة بركان ويعمل جاهدا على توريط المسيحيين في الحروب التي يخوضها، وهو اليوم يعيد إنتاج شعار المقاومة، ولكن مع فارق أنها ليست ضد إسرائيل هذه المرة، بل حماية للأقليات من التكفيريين (السنة)، لذلك فإن الحزب الأصفر يتاجر بآلام اللبنانيين وآمالهم، ويلعب على مخاوفهم وهواجسهم الأمنية، وحلم البسطاء منهم بالأمن والإستقرار، وهو اليوم يخيرهم بين تأييده والوقوف خلفه، وبين الإرهاب المزعوم الذي صنعه هو أو تسبب به، وبالتالي فإننا قد نشهد مزيدا من التفجيرات ولكن بحسب ما تقتضيه الضرورة والحاجة. 

التعليقات (2)

    متابع

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    فانخراط الحزب عسكريا في أكثر من دولة، سيحتم عليه دفع فاتورة كبيرة من عناصره وقادته، وعلى الحزب وحاضنته الشعبية أن يعلما أن الأسوأ لم يحدث بعد! نعم الأسوأ لم يحدث بعد.

    متابع

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    حزب الله لا يجبر الحاضنة الشيعية على شيئ, لأنهم جميعا يتصرفون عن قناعة حيث يجمعهم حقد وكره عقدي للمسلمين السنة وبالتالي فإن زوال الحزب سيعني زوال حاضنته معه والأسوأ لم يحدث بعد, صدقت
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات