عندما أصبح حفيد الشاعر "بدوي الجبل" وزيراً!

عندما أصبح حفيد الشاعر "بدوي الجبل" وزيراً!
هكذا ودون مقدمات، تتشكّل حكومة الأسد، وفي داخلها الغرائب والعجائب، من فاسدين ولصوص، ومحافظين سابقين، وكالعادة ومع كل تشكيل يبدأ الكتّاب بالبحث في تاريخ جوقة الوزراء المختارين، لكن اسماً بعينه لمع من بين التشكيلة تلك، ألا وهو محمد الأحمد، المدير العام للمؤسسة العامة للسينما، التي يراها كثيرون مزرعة خاصة للأحمد، ودوحة لأسماء بعينها، هم فقط كانوا المدللين لدى مديرها فنالوا بذلك قصب السبق في تسلم دفة الإخراج في الأفلام السورية، في الوقت الذي غيب العشرات من المخرجين المبدعين أو تم اعتقالهم.

المفارقة الجديدة هي أن محمد الأحمد هذا، وللأسف، هو حفيد الشاعر السوري محمد سليمان الأحمد، والشهير باسم "بدوي الجبل"، والأكثر أسفاً أن الأبيات الشهيرة التي خطّها بدوي الجبل يوماً للطفولة، كانت لمحمد الطفل آنذاك، قال فيها:

ويا رب من أجل الطفولة وحدها .... أفض بركات السلم شرقاً ومغربا

وصن ضحكة الأطفال يا رب إنها ..إذا غردت في موحش الرمل أعشبا

وتعليقاً على الأمر كتب الإعلامي السوري محمد منصور: "وأشك لو أن بدوي الجبل عاش ليرى سفالات حفيده، لكان قد أعلن ندمه عن كتابة هذه القصيدة فيه، فقد تعرض بدوي الجبل لمحاولة اغتيال لأنه هجا نظام البعث ورموزه هجاء مقذعاً بعد سقوط الجولان عام 1967 بقصيدة في 150 بيتاً بعنوان (من وحي الهزيمة) وقد اتهم حافظ الأسد في محاولة الاغتيال تلك حينها... إلا أن محمد الأحمد عندما أعاد طبع ديوان جده بعد سنوات أضاف هامشا يقول أن هذه القصيدة "مهداة إلى أبطال تشرين الذين حلمت بهم هذه القصيدة". 

ويضيف الكاتب محمد منصور: مات والد محمد الأحمد (منير الأحمد) معتقلا في السجن في عهد حافظ الأسد... إلا أن الابن سرعان ما نسي ذلك، ونشأ على الكذب والتلاعب والسفالة والاستزلام. حتى حقق حلمه في أن يصبح مدير عاماً لمؤسسة السينما في عهد الوزيرة مها قنوت عام 2000. وفي عام 2010 كتبت مقالا عن مهرجان دمشق السينمائي بعنوان (مهرجان دمشق السينمائي في حضن الرباطية الإعلامية) أشير فيه إلى منع أي انتقاد للمهرجان في وسائل الإعلام بحكم الصداقة الشخصية التي تربط محمد الأحمد بوزير الإعلام محسن بلال آنذاك، فاتهمني الوزير بالطائفية التي فيه، معتبرا أنني أتهمه بمحاباة المهرجان، لأنه هو ومحمد الأحمد علويان... وهو معنى لم يخطر ببالي حينها. 

وختم منصور منشوره بالقول: "اليوم يصل محمد الأحمد إلى منصب أيضاً لم يكن يتخيل أنه سيصل إليه في عهد عصابة مجرمة لا أسف فيها على مناصب... لكنه يصل إليه بسفالته وطائفيته لا بثقافته. عار لا يحسد عليه".

ومن سخرية القدر أن "بدوي الجبل" قال في "وحي الهزيمة"، ما يعيشيه السوريون اليوم في الخيام، وتسلط حزب البعث الحاكم، وكأنه يروي الحال الآن.

كلما أنّ في الخيام شريدٌ .......... خجل القصرُ و الفراشُ الوثيرُ

خجل الحاكمونَ شرقاً و غرباً......... و رئيسٌ مسيطرٌ و وزيرُ

كلّ فردٍ من الرّعية عبدٌ ............... و من البعث كلّ فردٍ أميرُ

وبعد هذه القصيدة تم الاعتداء على بدوي الجبل، وخطفه ورميه في أحد مشافي دمشق فاقداً الوعي، حينها أرسل له الرئيس جمال عبدالناصر يعرض استضافته في القاهرة حرصاً على حياته، ولكنه اعتذر قائلاً: "لا يليق أن يقال هجوته ثم لجأت إليه"، وكان قد هجاه في قصيدته كافور التي قال فيها:

" أشبعتَ بالخطب الجياعَ ............... فكلُّ هادرة خوانُ

خطب الرئيس هي الكرامة ...... و العلى، و هي الضمانُ

هي للجياع الطيبات ..................... و للعراة الطيلسانُ"

التعليقات (1)

    علا المنصور

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    يا حسافة فعلا انه سافل
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات