خوفاً من الحشد الشعبي.. نازحو الفلوجة يرفضون العودة

رفض نازحون من مدينة الفلوجة دعوة رئيس الجبهة العراقية في العودة إلى مدينتهم بعد انتهاء المعارك، وذلك خوفاً من أن يعيد الحشد الشعبي سيناريو القتل والانتقام بعد سيطرته بشكل كامل على المدينة.

لايثقون في العودة

وبحسب شبكة "روداوو" قال أحد النازحين من مدينة الفوجة إلى إقليم كوردستان، "إن عملي ومهنتي الأساسية في الفلوجة، وعندما تسنح لي الفرصة سأعود إلى المدينة لوحدي، وأترك عائلتي في إقليم كوردستان، لأنه ليس لدينا الثقة للعودة إلى مدينتنا، بسبب الخوف من عمليات القتل و الانتقام".

وعبر نازح آخر عن قلقه من العودة إلى الفلوجة قائلاً: "أملنا الوحيد العودة إلى ديارنا، ونعيش بأمن وسلام أسوة بشعوب العالم، لكن هناك هاجس يقلقنا، هو التخوف من التصفيات والصراعات الداخلية"، مؤكداً أن "جميع النازحين يترقبون عن بعد أوضاع المدينة".

وأكد "علي خضر" من مدينة الفلوجة، يسكن في إقليم كوردستان حالياً، أن "أهالي الفلوجة يخشون الحقد الطائفي والعرقي، وأصبح الوضع منفلتاً في المدينة، والحكومة ليس بإمكانها فعل أي شيء، لأن مجاميع الحشد الشعبي تسيطر على المنطقة، وأصبحت أقوى من الجيش العراقي".

كما أشار بعض نازحي الفلوجة، إلى أن "ساسيي السنة لا يهمهم وضع أهالي الفلوجة، ولا يوجد من يتبنى قضيتنا، وجميع السياسيين يعملون وفق مصالحهم الشخصية، دون الدفاع عن أبناء مدنهم المهمشين".

استقبال النازحين

وجاءت ردود الافعال هذه عقب دعوة رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني، صالح المطلك النازحين بالعودة إلى مناطقهم، مؤكداً أن "إسكانهم أمر مهم، لكون أهالي الفلوجة عانوا معاناة كثيرة طيلة السنتين الماضيتين، ولذلك الجميع بحاجة إلى رعاية خاصة"

كما عبر عن أمله من حكومة إقليم كوردستان، أن "تكون جاهزة لاستقبال النازحين الذين يفرون من الموصل، حتى لا تتكرر المأساة التي حصلت في الفلوجة"، مضيفاً " على الأخوة الكورد في إقليم كوردستان أن تبدي استعدادها في استقبال النازحين عند بدء معركة تحرير الموصل".

يشار إلى أن الحشد الشعبي و الميليشيات الشيعية مارست الانتهاكات بحق المدنيين الهاربين من القصف في الفلوجة العراقية، وتفننوا بأساليب تعذيب النساء و الأطفال و الرجال وسط تأكيدات بأن أبرز الفصائل المتورطة في الجرائم هي بدر وحزب الله والخراساني وجند الإمام والعصائب، كون غالبية الجرائم وُجدت في مناطق تواجدها.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات تظهر تعرض أهالي السنة  لأبشع أنواع التعذيب والقتل، كما جرى كل ذلك تحت أعين أمريكا وبرعاية طائراتها و"مستشارييها" وبمباركة من المجتمع الدولي.