تركيا.. "صقور حرية كردستان" تنظيم مستقل أم غطاء لآخرين؟

تركيا.. "صقور حرية كردستان" تنظيم مستقل أم غطاء لآخرين؟
برز اسم تنظيم "صقور كردستان الحرة" من جديد في تركيا مع تبنيه لعدة هجمات دموية هذا العام استهدفت التجمعات المدنية في كبريات المدن التركية، ويقول التنظيم عن نفسه أنه مستقل ولا يتبع لتنظيم "حزب العمال الكردستاني بي كاكا" كما تقول الحكومة التركية، كما أنه توعد بتحويل تركيا " لحالة يرثى لها".

جبل قنديل

ونقلت وكالة "الأناضول" عن أحد عناصر تنظيم "بي كاكا" قوله بأن التنظيم يتخفى خلف أسماء تنظيمات أخرى لتبني عملياته لتجنب غضب الرأي العام، ويأتي في مقدمة هذه التنظيمات "حزب صقور كردستان الحرة" المعروف اختصاراً بـ "تاك TAK". 

ويتابع "عبد القادر أيغان"، بحسب الوكالة التركية، بأنه تم تأسيس الـ "تاك" من قبل رؤساء تنظيم الـ "بي كاكا"، في جبل "قنديل" شمال العراق، بهدف القيام بأعمال تخريبية بالمدن الكبرى، مضيفاً أنه تم اختيار أعضاء هذا الحزب الدامي، حسب قوله، من ضمن تنظيم الـ "بي كاكا" نفسه. 

ومن جهة أخرى أشار "أيغان" إلى أنه يتم تخصيص ميزانية خاصة لتنظيم الـ "تاك"، كما لفت الانتباه إلى أن الـ "بي كاكا"، يدلي بتصريحات مغلوطة حول أن الأعمال الدامية التي يقوم بها الـ "تاك"، لا علاقة لها بهم، وأن الـ "تاك" لا يتلقون تعليمات للقيام بعملياتهم التفجيرية من الـ "بي كاكا".

"صقور كردستان الحرة"

بالكردية "Teyrêbazên Azadiya Kurdistan"، تم تأسيس بنيته التحتية عام 1993، وبدأ نشاطه بشكل فعلي عام 2004، عبر استهداف المناطق السياحية والمدن الكبرى، حيث كانت أهدافه من المدنيين والعسكريين على حد سواء، ويستخدم التنظيم في عملياته المفخخات أو الهجمات الانتحارية وغيرها من عمليات التخريب والحرق.

وتعهد تنظيم "تاك" في أحد بياناته بأنه سيحول تركيا "لحالة يرثى لها"، وبأن عملياته لا حدود لها، وسيقومون بكافة أنواع التفجيرات، وعمليات الاغتيال والحرق. 

https://orient-news.net/news_images/16_6/1466681662.jpg'>

قوات فدائية!

من جهة أخرى يشدد تنظيم "تاك"، على أن تنظيمهم مستقل ولا علاقة لهم بأي أحد، وهم يعرّفون عن أنفسهم بأنهم "قوات فدائية"، من الناحية الهيكلية، وهدفهم الأساسي هو ضرب البنية العسكرية للجيش التركي وتخريبقطاع السياحة. 

تنظيم "إرهابيّ" 

اعتباراً من عام 2008، تم اعتبار تنظيم الـ "تاك"، تنظيماً إرهابياً من قبل خارجية الولايات المتحدة، ودخل قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية، وكانت وزارة الداخلية البريطانية اعتبرته حزباً إرهابياً، أضيف لقائمة التنظيمات الإرهابية منذ عام 2006. 

أهم عملياته!

كثف تنظيم "صقور كردستان الحرة"، الـ تاك، أعماله "الإرهابية" في المناطق السياحية، والمدن الكبرى مثل "موغلا، إزمير، أنطاليا وإسطنبول"، وغيرها من المدن، بالإضافة لتبنيه عمليات حرق للغابات. 

أولها حافلة عسكرية

تبنى التنظيم تفجير حافلة عسكرية بتاريخ 16 تموز عام 2005، بجزيرة "كوش أداسي"، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص 3 منهم عساكر، و2 من السياح، وجرح ما لا يقل عن 20 آخرين. 

ثانيها حزب العدالة 

تلاها الهجوم على مبنى ممثلية حزب "العدالة والتنمية"، بإسطنبول عام 2006، بالإضافة لمقتل شخصيّن في العام ذاته، نتيجة لهجوم التنظيم على أحد فنادق منطقة "مرمريس" الساحلية، التابعة لمدينة "موغلا" جنوب غرب البلاد. 

كما لم يتوقف التنظيم عن استهداف المناطق السياحية ذلك العام، فقام بتنفيذ عملية في مدينة "أنطاليا" السياحية، الواقعة على البحر الأبيض أيضاً، وقتل نحو 4 أشخاص، وجرح العشرات. 

صبيحة غوكتشان

وتابع سلسلة هجوماته على الحافلات العسكرية، فاستهدف عام 2010 حافلة نقل موظفين عسكريين على طريق منطقة "حلقلي"، بإسطنبول، قتل نتيجتها 4 جنود، ومدني واحد. 

بالإضافة لاستهداف مطار "صبيحة غوكتشان"، بالطرف الآسوي من مدينة إسطنبول، الذي يعد المطار الثاني بالمدينة، بحادثة أولى من نوعها عام 2015، وقتل نتيجتها شخص واحد. 

2016  له مكانة خاصة !

وتعد كل أعماله هذه، لا شيئ مقارنة مع العمليات التي قام بها في العام الحالي 2016، والتي استهدفت مدنيين وجنود على حد سواء، وبشكل مكثف، ما أسفر عن مقتل العشرات وجرح المئات. 

تفجير أنقرة

حيث قام بتنفيذ عملية انتحارية استهدف فيها حافلة نقل عسكرية، بتاريخ 17 شباط عام 2016، في ميدان "كيزيل أي"، بالعاصمة أنقرة، والذي يعد من أكثر المناطق اكتظاظاً بالمدينة، ما أسفر عن مقتل 28 شخص، وجرح العشرات، وكان تبنّى العملية بعد يومين من تنفيذها. 

ولم يشعر التنظيم بالكلل والملل، ونفذ عمليات انتحارية متتالية بفترات زمنية لا تتجاوز الـ 15-30 يوماً، فتابع بأنقرة، بتاريخ قريب، في 13 آذار،  بالميدان ذاته، ولكن هذه المرة كان الهدف مختلفاً، ألا وهو موقف حافلات عمومية، في أكثر ساعات الازدحام حيث اختار موعد انصراف طلاب الجامعات والموظفين، ليقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، فقتل وقتها 37 مدنيّ وجرح العشرات، وتبنى التننظيم التفجير بعد 4 أيام من تنفيذه. 

وفي تاريخ قريب أيضاً، تبنى التنظيم تفجير مدينة "بورصة"، غرب تركيا، الذي حدث بتاريخ 27 نيسان، بالقرب من جامع "ألو جامي / الجامع الكبير”. 

cuaH-VE0vKs

هل هذا آخرها؟

وأخيراً وربما ليس آخراً، تبنى تفجير "فزنجيلار"، بإسطنبول، في أول أيام شهر رمضان، حيث استهدف حافلة لقوات الشرطة بالقرب من موقف الحافلات العمومية، ما أسفر عن قتل 5 من عناصر الشرطة، و6 مدنيين، وجرح ما يزيد عن 36 آخرين، وتبناه بعد 3 أيام من العملية. 

وبذلك يتابع "بي كاكا"، أو "تاك"، تنفيذ عملياته بالمدن التركية الكبرى مستهدفاُ المدنيين والعسكريين، غير آبه بالقوانين ولا الاتفاقيات أو المعاهدات، وباعتقاد "بي كاكا"، أنه بمنأى عن العمليات التي يتبناها تنظيم "تاك"، وأنه لا يتم ربطها باسمه، كونه تنظيم مختلف.

ويقول محللون أتراك أن تنظيم "حزب العمال" يلجأ إلى التخفي خلف أسماء مثل "تاك" حتى لا يستقطب كراهية الأكراد أو الأتراك المدنيين، بينما يتابع عمله على الصعيد السياسي، عبر حزب "الشعوب الديمقراطي" ، الذي تعتبره الحكومة التركية ممثلاً لتنظيم "بي كاكا".

في حين تشير الاستفتاءات الأخيرة، أنه في حال حصلت انتخابات جديدة بالبلاد، فإن حزب الأكراد السياسي، حزب "الشعوب الديمقراطي"، سوف لن يتخطى العتبة البرلمانية، ولن ينجح بدخول البرلمان التركي الكبير مجدداً، لا سيما أن حزب الشعوب لا يخفي تعاطفه مع تنظيم "بي كاكا" حيث قالت رئيسة حزب الشعوب "فيغان يوكسك داغ"، عقب فوزهم بالانتخابات السابقة "نحن نستمد قوتنا من الـ بي كاكا" ما أثار غضباً شعبياً كبيراً، حتى لدى أولئك الذين يدعمون حزبها من الأتراك.

التعليقات (1)

    ابن كوردستان

    ·منذ سنة 9 أشهر
    يا اولاد ... . هي اسمها مقاومة شعبية ضد المحتلين .بس انتو حريم لتركيا .ولله رح ينتصر الحق ولو بعد حين . بعدين لو تنظيم ارهابي كيف شخص بيفجر نفسو اذا ما كان شايف الظلم مليون مرا
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات