فقد نشر "الائتلاف" صباح أمس الأحد، بياناً على موقعه الإلكتروني، على لسان نائب رئيسه "سميرة المسالمة" قالت فيه "نحن إذ نستغرب وندين وقوع مأساة مروعة كهذه ضد أهلنا الهاربين من نظام الأسد والميلشيات المتطرفة الموجودة على أرض سوريا نطالب الحكومة التركية الصديقة بفتح تحقيق فوري بهذه الحادثة".
في مساء اليوم نفسه ألحق الائتلاف بيان "الإدانة"، ببيان آخر أعلن من خلاله أنه "تواصل مع السلطات التركية المعنية لتبيان ما حدث، والمطالبة باتخاذ ما يلزم من إجراءات، واتخاذ جميع الخطوات المتعلقة بهذا الشأن لضمان حماية أرواح السوريين، وبحث السبل الكفيلة بضمان عدم تكرار ذلك من قبل حراس الحدود"، وبعيد ساعات معدودة، أقدم الائتلاف وبشكل مفاجئ وغير مبرر على حذف البيانان من الموقع الإلكتروني الرسمي.
وأثار إقدام الائتلاف على سحب بيانه "اليتيم" حول ادانة "المجزرة" التي ارتكبتها "الجندرما التركية"، استنكار وغضب عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فقط كتبت الكاتب والإعلامي "جورج كدر" على صفحته في موقع فيس بوك "الواضح ان الائتلاف ضرب عرض الحائط بآلام السوريين المساكين الهاربين من الموت والذي بات أردوغان "الحنون" يستقبلهم بالرصاص، متهماً الائتلاف بالمتاجرة بدماء السوريين خدمةً لأجندة الدول التي تسخره لمصالحها".
كذلك كتب الصحفي السوري "علاء تباب" أن الائتلاف الوطني يمارس سياسية اللحس السياسي"، معتبراً تراجع الائتلاف عن بيانه خطوة غير صائبة ، متمنياً من الحكومة التركية إصدار بيان يليق بمكانتها في قلب العالم العريب والسوري على وجه الخصوص".
بيان إدانة "يتيم"
وعلى الرغم من عشرات التجاوزات والاعتداءات الموثقة للحرس الحدودي التركي على مدنيين سوريين كانوا يحاولون الهروب من الموت في بلادهم من خلال العبور إلى الأراضي التركية، إلا أن هذه المرة الأولى التي يصدر فيها الائتلاف الوطني بياناً يدين من خلاله تلك الممارسات، لكن هذا البيان "العتيد" لم يصمد سوى ساعات قليلة فقط على موقع المعارضة الرسمية.
وكانت الخارجية التركية نفت مساء أمس حادثة إطلاق الرصاص على السوريين، معتبرة الأخبار والتقارير الصادرة عن مراكز حقوقية ووسائل إعلام سورية وغربية فنّدت الاعتداء أنها "ادعاءات لا تعكس الحقيقة".
والجدير بالذكر، أن "منظمة العفو الدولية" وثقت في تقارير سابقة لها، عدة حوادث لاعتداء "حرس الحدود التركي" على اللاجئين السوريين، بينما نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مؤخراً تقريرًا بعنوان "حرس الحدود التركي يقتل ويصيب طالبي لجوء"، وأكدت منة خلاله أيضاً أن إغلاق الحدود يعرض حياة السوريين للخطر.
وأنهت تركيا حتى مطلع نيسان الماضي، بناء ثلث جدارها الإسمنتي المقاوم للصواريخ والذي سيمتد على مسافة 911 كيلومترًا على الحدود مع سوريا، وهي تعمل على تحصين المسافة المتبقية، بحسب "هيومن رايتس ووتش".
التعليقات (4)