في وجه الملالي وبشار الأسد

في وجه الملالي وبشار الأسد
في وجه الملالي وبشار الأسد

التقاء المقاومة الإيرانية والمعارضة السورية

منذ أكثر من عشر سنوات وفي كل عام كانت المقاومة الإيرانية تحيي أمسية رمضانية شارك فيها المسلمون من فرنسا ورجال الدين والسياسيون من الدول العربية والإسلامية. وكان الحديث يدور حول تعريف الإسلام الحقيقي المستنير في وجه ظاهرة التطرف والإرهاب والحروب الطائفية التي تستولى على منطقة الشرق الأوسط بفعل ملالي طهران.

هذا العام وبمبادرة من السيدة مريم رجوي رئيسة  الجمهورية المنتخبة من المقاومة الإيرانية تم تخصيص هذه الأمسية بقضية العرب والإسلام الأولى ألا وهي سوريا ومايدور فيها من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تعصر القلوب دماً وكذلك المقاومة البطولية والصمود المشرّف الذي أبداه الشعب السوري في نضاله من أجل إنهاء الدكتاتورية واقرار الديمقراطية وحكم الشعب.

ومع أن الحديث في اللقاء تطرق إلى الإسلام وإلقاء الضوء على النهج الإسلامي القويم المبتني على التسامح والإخاء ونبذ العنف والطائفية ودق أسفين بين الشيعة والسنة وما إلى ذلك، لكن التركيز العملي كان على مادة هذه النزاعات في سوريا بشكل خاص.

ومع أن هناك تكالب من العديد من القوى الإقليمية والدولية على الشعب السوري وثورته ومساعيه السلمية ومقاومته المسلحة في هيئة الجيش السوري الحر، لكن لم يبق هناك من شك بأن الطرف الذي حال دون سقوط بشار الأسد ووصول الشعب السوري إلى برّ الديمقراطية وحكم الشعب كان النظام الحاكم في إيران الذي يعتبر سوريا عمقه الستراتيجي ولذا لم يدّخر أي جهد عسكري أو مالي أو سياسي أو أمني من أجل الحفاظ على حكم بشار الأسد.

في هذا الملتقى تحدثت السيدة مريم  رجوي عن الثورة السورية ووضعت النقاط على الحروف بشأن هذه الثورة المباركة. وبعد ما شرحت نماذج من الجرائم الفظيعة التي ارتكبت بحق الشعب السوري أضافت قائلة: «ولكن في الوقت نفسه رأينا بجانب كل هذه الآلام والمعاناة صورا عن المقاومة والمعارك التي كانت تثير إعجاب العالم. ومن هنا أوجه تحياتي لكل اولئك المقاتلين الشجعان الأبطال. التحية لكل جبهات القتال والصمود، التحية لحلب البطلة، التحية لمارع وخان طومان وحماة، السلام على حمص ودرعا، والسلام على الغوطة الشرقية» وأكدت خطاباً لمقاتلي الجيش السوري الحر: «يا أبطال! ان معارككم تصنع مستقبل سوريا وكل المنطقة.  انكم فخر لكل البشرية.»

وبذلك عبّرت زعيمة المقاومة الإيرانية عن عمق التلاحم الستراتيجي والنضالي بين مقاومة الشعب الإيراني من أجل السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان مع ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة.

وهكذا التقى الشعبان السوري والإيراني المتثلان في المعارضة الديمقراطية السورية والمقاومة الإيرانية ووقفا وقفة واحدة في وجه النظامين الدكتاتوريين المجرمين. هذه الوقفة كان لها ظهور وبروز من التعاون والتعاضد السياسي والإعلامي و تأليب الرأي العام العالمي ولقاءات ثنائية وغيرها. لكن هذه  الأمسية تعتبر أول مظهر جماعي من هذه العلاقة القيمة المعبّرة.

وجاء حديث السيدة سهير الأتاسي عضو الهيئة العليا للمفاوضات تعبيراً عن هذا الواقع حيث قالت: «نجد أن اجتماعنا هذا اليوم يقدّم رسالة تحدّي بداية. تحدي إلي نظام الأسد وإلى نظام الملالي بأن المقاومتين السورية والإيرانية قد بدأتا بشوط جديد. نعتقد أنه فعلاً من الممكن اليوم أن نتجاوز مستوى التواصل والتنسيق، وأنه لا بد أن يكون هناك تحالف ندعو إليه وندعو لوضع آلياته أيضًا. وهي عبارة عن رسالة أمل، أمل للشعبين الإيراني والسوري، بأنه رغم كل ما تفعل الأنظمة ولكن قضية الشعوب من أجل الحرية فعلًا تجعل هناك تضامن وتحالف، لحين نيل هذه الحرية.»

وشارك في هذا الأمسية وفد كبير من شخصيات المعارضة السورية من أمثال السيدة الأتاسي ود. نصر الحريري والاستاذ هيثم المالح والأستاذ ميشل كيلو والسيدة نغم الغادري والسيدة تغريد الحجلي والأستاذ غسان عبود وعشرات آخرون من الشخصيات السورية المعارضة وكذلك عدد كبير من رجال الدين والشخصيات السياسية من الدول العربية الأخرى.

فكل من حضر هذا الملتقى والقى كلمة فيه أخذ في الإعتبار هذا الواقع وهذه الرؤية. وبطبيعة الحال المتكلّمان السوري والإيراني هما الذين عبّرا عن هذه التلاحم والتعاون أكثر من غيرهم.

لكن جمعت هذه الأمسية وجوه من الشخصيات الجزائرية، واللبنانية، والفلسطينية، والعراقية، والمغربية، والتونسية والإيرانية حيث دافع كلهم عن ثورة الشعب السوري وعن ضرورة التضامن والتلاحم معها.

شخصيات من أمثال دولة سيد أحمد غزالي رئيس وزرء الجزائر الأسبق، والشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين، والعلامة محمد علي الحسيني رجل الدين الشيعي اللبناني وكذلك السيد عبدالله خلف ممثل تيار المستقبل اللبناني في فرنسا والسيد أنور مالك الكاتب الجزائري والمراقب الدولي لحقوق الإنسان الذي كان عضوا في وفد الجامعة العربية للتحقيق في سوريا وقدم استقالته احتجاجاً على جرائم بشار الأسد وآية الله جلال جنجه ‌ئي رجل الدين الإيراني المشهور بموافقه الثابتة ضد نظام ولاية الفقيه و... غيرهم. هذه المجموعة خلقت حالة من الالتفاف حول المقاومة الإيرانية للدفاع عن حقوق الشعب السوري.

وكانت هناك حفلة موسيقية أيضاً لتعبّر عن هذا الواقع بلغة الموسيقا والفن. وغنى الملحّن والموسيقي سميح شقير مع فرقته العديد من أغانيه التي تعبّر واقع الكارثة التي حلّت بسوريا كبلد وعن الواقع المضادّ الذي هو ارادة الشعب السوري وأمله في التغيير نحو إقامة نظام شعبي ديمقراطي إنساني.

 وكان هناك أيضاً معرض اقيم بشكل رمزي للتعبير عما يدور في سوريا الجريحة.

واعتقد لشرح مغزى ما جرى في هذا اللقاأ يمكنني أن أنقل فقرة من حديث الدكتور نصر الحريري في هذا المجال حيث قال:

«نحن نتشرف اليوم بأن نسمع ونَرى ونُري شعبنا أن الشعب الإيراني ليس كله مع نظام الملالي. هناك شرفاء واحرار من الشعب الإيراني، وضعوا قبل قليل عَلًمهم الى جانب علم الثورة السورية التي قدمت من دماء أبنائها الكثير الكثير. نقول لمثل هؤلاء الشرفاء نحن معكم، ونحن منكم واليكم، وهدفنا واحد وعدونا واحد ومعركتنا واحدة، ما يؤلمنا ليس لدينا شك بأنه يؤلمكم، وما يؤلمكم هو في يقيننا ألم وجرح عميق في قلوبنا وفي صدورنا. لذلك لابد لهذه المشاعر ان تنتقل من حيّز التنظير الى حيّز التطبيق، الى واقع عملي يؤلم نظام الملالي ونظام الأسد.»

د.سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات