وتابع "غوك تشك" على حسابه، أن قرار هذا المشروع في مترو أنقرة جاء اقتداءاً باليابان، التي بادرت بهذه الفكرة منعاً لحوادث التحرش بالنساء، وأضاف أنه على الرغم من وجود "يساريين" كثر، قد لا يؤمنون بفكرة الفصل بين الرجل والمرأة، على "تويتر"، فقد لاقت هذه الفكرة قبول نحو 52 بالمئة من مجمل التصويت، وهي نسبة مرتفعة جداً على هكذا استفتاء، حسب قوله.
وجاءت النتائج على الاستفتاء فوق التوقعات، حيث بلغ عدد النقرات "الضاغطين" على الاستفتاء نحو 700 ألف "نقرة"، في حين كان عدد التفاعلات حوالي 200 ألف، وقام قرابة 80 ألف بالتصويت، وجاءت نسبة من قال "نعم" 52 بالمئة من مجمل التصويت.
إذ كان رئيس البلدية "غوك تشك"، نشر على حسابه الرسمي "تويتر" في يومٍ سابق، استفتاءً من أجل تخصيص "مقصورات للنساء فقط" بمترو أنقرة، على غرار اليابان، وبالفعل لاقت قبولاً غير متوقعاً، لتطرق أبواب أنقرة قريباً جداً.
الأولوية لليابان
كانت اليابان، أول من بادر بفكرة "مقصورات للنساء فقط"، في ليلة رأس السنة مع بداية القرن الحالي عام 2000، تحسباً للتحرش الجنسي الذي تتعرض له النساء، وتم إطلاق التجربة أولاً بالعاصمة "طوكيو"، بتخصيص مقصورات وضع عليها ملصقات "زهرية" وكتب عليها "للنساء فقط"، لتنتشر لاحقاً بعدد من المدن الكبرى ولاقت نجاحاً وقبولاً كبيريّن، لتتحول لجزء من الثقافة اليابانية.
كما كانت هذه المقصورات محمية من قبل شرطة المترو، لتبعد أي رجل يحاول الدخول لهذه المقصورات، وسمح للنساء والصبيان الصغار فقط بالدخول.
البرازيل
ربما كانت اليابان هي أول من بادرت بفكرة "مقصورات للنساء فقط"، لكنها لم تكن الوحيدة لإطلاق الفكرة، وامتدت لتطبق بعدد من بلدان العام، ولكن بعد التمعن بهذه التجارب، يجب إعادة النظر بمدى نجاح وفعالية هذه التجارب.
أطلقت البرازيل فكرة "مقصورات للنساء فقط" بخط مترو العاصمة "ريو ديجينيرو" عام 2006، فقط لتتفاجئ بأن صحيفة "أو غلوبو O Globo" الوطنية، نشرت خبر أن "الرجال لا يحترمون مقصورات النساء ويدخلونها" في اليوم التالي لإطلاق التجربة، وعلى الرغم من منع السلطات لهذا الاقتحام بعدة محطات، عادت الصحيفة لتكتب الخبر ذاته عام 2013، وتم إثبات أنه في عدة حوادث منفصلة، حصلت مشاجرات بين النساء والرجال حول هذا الأمر، كما ضبطت حالة "رفع السكين" على أحد النساء عام 2009.
إندونيسيا
لم تكن "جاكارتا" أوفر حظاً من البرازيل، حيث أطلقت الحكومة هذه الفكرة عام 2012، باللون الزهري والبرتقالي للمقصورات المخصصة، لكن عمر هذه التجربة لم يدم أكثر من 7 أشهر، والسبب هو خلو المقصورات المخصصة من الراكبات، خلال ساعات الزحمة بالمدينة، ما تسبب بالضرر لشركة المترو، واضطرها لإعادة خلط المقصورات من جديد، وكان متحدث حكومي أكدّ أنهم سيعملون على التعريف بهذه المبادرة لاحقاً على أمل نجاحها.
المكسيك
وكانت التجربة ناجحة في العاصمة المكسيكية "المكسيك" أيضا، التي بدأت عام 2000، عقب اليابان، لتكون المقصورات الأولى للنساء، كما ألهمت لاحقاً ما يسمى "التاكسي الزهري"، مع سائقات نساء مزودة بزر إنذار وصندوق للمكياج أيضاً.
الدول العربية
ولم تكن الدول العربية بعيدة عن هذه التجرية الفريدة من نوعها، لتطبقها "مصر" في مترو "القاهرة" عام 2007، بعد إدراك مسألة التحرش الجنسي، وإن لم تكن المقصورات كما ترغبها راكباتها، لصغر حجمها وعدم توفر مقاعد كافية للجلوس، وكذلك في الإمارات العربية أيضاً لاقت التجربة نجاحاً ملحوظاً.
وغيرها
وتضاف إلى قائمة الدول المطبقة لفكرة "مقصورات للنساء فقط"، "إيران" التي رحبت بالتجربة عام 2006 وغدت جزئاً من الثقافة الإيرانية، وليس فقط بالمترو، بل بالحافلات العامة أيضاً، فضلاً عن "تايلاند"، و"الهند"، اللتان رحبتا بالتجربة وأكدتا نجاحها أيضاً.
ويجدر الإشارة إلى أن تركيا لديها تجارب سابقة تخص العربات الزهرية التي تقودها "النساء" فقط، مخصصة لنقل النساء فقط، في عدداً من المدن التركية، كما يبلغ عدد السائقات بشكل عام، وفق تقرير سابق، نحو 5 ملايين سائقة بعموم تركيا.
وبعد إلقاء نظرة على عدد من التجارب، فهل إذا نجحت تركيا بتطبيق هذه الفكرة، ستتمكن من الاستمرار بها على غرار بعض هذه الدول، أم ستفشل وتلغي الفكرة، وخاصة بالنظر إلى عدد سكان تركيا المرتفع والبالغ قرابة 75 مليون، وعدد النساء الكبير اللواتي يستخدمنّ المترو يومياً.
التعليقات (0)