لماذا بنت فرنسا قاعدة عسكرية في عين العرب (كوباني)

لماذا بنت فرنسا قاعدة عسكرية في عين العرب (كوباني)
عُقد الأحد الماضي، اجتماع بين وفد استشاري فرنسي و"قوات سوريا الديمقراطية" التي يعتبر تنظيم وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية (التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي) عمادها، وذلك في مدينة عين العرب (كوباني) بالريف الشرقي لمحافظة حلب. وتمحور الاجتماع حول آلية التنسيق والدعم الذي ستقدمه فرنسا لهذه القوات في إطار الحرب على تنظيم الدولة/ داعش. 

ويأتي هذا الاجتماع بعدما نقلت وكالة الأنباء الروسية "سبوتينيك"، في العاشر من الشهر الجاري، خبر بدء القوات الفرنسية في عين العرب – كوباني، ببناء قاعدة عسكرية على غرار القاعدة الأمريكية، وذلك على هضبة "مشتى نور" المطلّة على المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية، وتتضمن القاعدة بناءً مخصصاً ﻹقامة الخبراء والمستشارين العسكريين الفرنسيين المتواجدين في المنطقة؛ حيث وصل مؤخراً إلى شمال سوريا دفعة من جنود فرنسيين، ساهمت في تقديم الدعم والمشورة لقوات سوريا الديمقراطية في الهجوم الذي شنته على مدينة منبج، وذلك بحسب تصريحات وزير الدفاع الفرنسي "جان إيف لودريان".

ويشار إلى أن فرنسا أوفدت حين بناء القاعدة الأمريكية بالقرب من عين العرب، ثمانية مستشارين لها، وبحسب معلومات أوردتها شبكة "الاتحاد برس" حينذاك، فإن المستشارين الثمانية لم يقدموا أيّ مساعدات ذات طبيعة عسكرية لقوات سورية الديمقراطية، بل جاء تمركزهم في تلك المنطقة بهدف محاولة توطيد نفوذ فرنسا؛ خصوصاً وأن القاعدة الأمريكية تم إنشاؤها داخل شركة "لافارج" الفرنسية.

ومن المعلوم، أن فرنسا تعرضت لسلسة من الهجمات من قبل تنظيم الدولة/ داعش، ألحقت بها خسائر فادحة، كان آخرها منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وعقب هذا الهجوم عقد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية اجتماعاً في باريس، على إثره تمت "موافقة التحالف بالإجماع، على زيادة الدعم العسكري للقوات الكردية والعربية، التي تخوض معارك مفتوحة مع التنظيم في شمالي سوريا، وتقديم الغطاء الجوي اللازم لها لدحر التنظيم من تلك المناطق".

العقيد في الجيش السوري الحر "أحمد الكردي"، يرى أن وجود قاعدة فرنسية بالقرب من كوباني ليس من أجل مراقبة ما تسمى قوات سورية الديمقراطية، بل من أجل تقديم كل المساعدة لها، إذ أن باريس تريد أن تجد لنفسها مكاناً على الأرض، خصوصاً وأنها بدأت ترى بأن الوضع في سوريا ذاهب إلى تنفيذ سياسة الأمر، وذلك من خلا محاولة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران الإجهاز على الثورة السورية المتمثلة بالجيش الحر. 

بينما يقول الكاتب الصحفي "أحمد كامل"، في اتصال مع "أورينت نت" إن تعاون القوات الفرنسية مع "قسد" إنما يصب في مبدأ البراغماتية (الواقعية)، فيما يسمى الحرب على الإرهاب، فالدول باعتقاده مستعدة للتعاون مع إبليس في هذا الصدد، وهناك تعاون أمني بين فرنسا (وبريطانيا وألمانيا وربما أمريكا) مع النظام السوري، لذا لا يوجد أي مانع لدى فرنسا للتعاون مع أي كان في الحرب على الإرهاب، لافتاً أن تحفظات الحكومة الفرنسية على قوات قسد قليلة، وهي ليست مثل تحفظات الثوار السوريين. 

"فرنسا خاصةً وأوروبا عامة لهم مصالح مهمة في المنطقة"، ومن أجل الحفاظ عليها يؤكد العقيد "أحمد كردي" خلال مراسلة "أورينت نت" له، عليها إيجاد سبل تتواجد من خلالها في سوريا، ويبدو أن التوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية هو الطريق لذلك، كما أن التعاون مع "قسد" ضد تنظيم الدولة داعش، يمثل ضغطاً على تركيا، التي تواجه حالياً عقبات التوصل لتفاهمات مع الأوربيين بخصوص اللاجئين. 

وينوّه الصحفي السوري "أحمد كامل"، إلى الضغوط التي تتعرض لها الحكومة الفرنسية، من مواطنيها من أجل عمل أي شيء ضد تنظيم داعش، وباريس حقاً تشعر بخطر التنظيم على أراضيها، ولذلك هي مستعدة للقيام بكل ما يحد من مخاطره عليها. ويستدرك حديثه بالتأكيد على أنها "ليست مطلقة اليدين، إنما مقيدة بتعقيدات المشهد السوري، وعليه فإن بناء قاعدة فرنسية قرب القاعدة الأمريكية هو الحد الذي سمح به الوضع في سوريا للفرنسيين، كما أن الوجود الفرنسي مساعد، أو مساند ولا يجعل منها اللاعب الرئيسي أو حتى لاعب رئيسي"، مشدداً في نفس الوقت على أن دخول القوات الفرنسية ليس بالحدث الكبير، ولا يعبر عن تغير استراتيجي في التعامل مع الوضع في سوريا. 

التعليقات (2)

    سوري والأمل بالله

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    عاد النفس الاستعماري دول اوربا تفضل التحالف مع الكرد ولا تتحالف مع العرب الذين يشكلون المكون الاساسي في سوريا ......اوربا .الغرب هذا هو ديدنها

    مسلم عربي

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    لماذا يتم ترويج اسم كوباني الذي لاأصل لة حتي في اللغة الكردية. زوجتي كردية من سورية وهي لاتعرف هذا السم او معناة.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات