الرفيقة "المناضلة" هدية قائد الوطن لشعبه، وبرلمانه، "هدية خلف عباس" عضو قيادة فرع حزب البعث في دير الزور، لابد وأنها ناضلت كثيرا لتصبح مسؤولة في اتحاد طلبة البعث فتتدرج صعودا الى عضو قيادة فرع، فعضو لمجلس الشعب في دورة سابقة، هي أول سيدة لبرلمان سوري وعربي، هما الديمقراطية والنزاهة بأبهى ألوانهما، تتجلى في هذا المجلس وانتخاباته، التي شهدت مشاركة واسعة من أبناء الوطن، طبعا بحسب كلام قائد الوطن، هذه الديمقراطية التي شارك فيها الأحياء والأموات والجنود والضباط، ونقلت فيها مراكز الاقتراع من مدينة لأخرى.
لبس مهما أن تعتقل نساء سورية وفتياتها، ولا أن يختطفن على يد شبيحة الأسد وميليشيات إيران، من أجل فدية، أو المساومة على تسليم معارض مطلوب لأمن الوطن، وليس مهما أن يغتصبن ولا أن تنتهك الحرمات التي أمر الله بها أن تستر، المهم هو أن يظهر الأسد علمانيا وحتى اباحيا منفتحا على الغرب، فالغرب هو رب بشار ومن هم على شاكلته، ورضاه مطلوب.
يا له من عرس ديمقراطي ويا لها من فرحة وطنية، توجتا جرائم نيف وخمس من السنين العجاف، فرحة غطت على أكثر من مليون قتيل ومثلهم جرحى ومعوقون، وتهجير نصف شعب بالتمام والكمال، وتدمير ثلاثة أرباع وطن، هي ديمقراطية أجهزة المخابرات، وأداتها البعث التي تعين وتزكي وطبعا باسم الشعب والوطن.
إنها ديمقراطية القرن الحادي والعشرون، ديمقراطية، أسس لها وشرعنها مجلس للأمن وخمسته الكبار، ديمقراطية، فُصِلَت خصيصا على مقاس العرب والمسلمين، هي ديمقراطية أممية تبيح القتل والتهجير وتمنحه شرعية دولية، طالما أن الضحية عربي، أو مسلم سني، فيصبح القتل والإرهاب وطنية، والمجرم الأبله رئيساً شرعياً، معترفاً به.
يتباهى المجرم بجرائمه، ويصرح علناً أنه لا وقف للقتل وإراقة الدماء، الا بالقضاء على الإرهاب، فهي وكما قال قائد الوطن، معركة وجود فإما نكون أو لا نكون، ليس هناك ما هو أوضح من هكذا تصريح، فهو ليس تلميح، بل اعتراف صريح بقتل الشعب الإرهابي، الذي تجرأ يوماً وطالب ببعض من حريته وكرامته السليبتان.
هي فعلا معركة وجود، فُرِضَت على السوريين، وعليهم أن يفهموا هذه الحقيقة، وأن يعملوا على أساسها، فالعصابة الحاكمة قررت، أنه لا تعايش مع السوريين!
هو زمان أصبح فيه المجرم ملاك رحمة، والعاهرة مثالا للعفة والشرف، كيف لا، ونحن في زمن غاب فيه الرجال، فلا عُمر أو معتصم، ولا خالد أو صلاح، هو الزمن الذي يمكن فيه لإمعة أن يكون رئيساً، فيحاضر في الوطنية، والأخلاق، ويوزع شهادات حسن السيرة والسلوك، ويمنح الرجال صفاتهم.
إردوغان، سفاح مجرم، ونظامه فاشي، ومشروعه إخونجي، وأخر معاقله حلب، هكذا تحدث العاهر واصفا الرئيس التركي، وياله من وصف، أنصار الأسد وشبيحته فرحين، ولا شك أنهم مقتنعون أشد القناعة بما قال كبيرهم، فمصيرهم ارتبط بمصيره، ولا يملكون إلا الاستمرار على نهجه.
بعد انطلاق ثورة الشعب السوري بأسابيع قليلة، أرسل إردوغان الى الأسد ناصحا، وعارضا عليه فريقا يساعد في عملية إصلاح سياسي، تجنب سورية الخراب والدمار وسفك الدماء، يومها كانت الأزمة لاتزال في بدايتها، لكن العزة بالإثم أخذت المستبد وزينت له استبداده، فلم يكن في وارد التخلي عن إرث والده الإجرامي، ولا تاريخ عمه السفاح رفعت، فرفض العرض.
قطر أيضا لم تتأخر فأرسل أميرها إلى الأسد مرتان، عارضا عليه ميزانية مفتوحة تساعده في عملية إصلاح وتنمية، تجنب سورية والسوريين ما آلت اليه حالهم، لكنه أيضاً رفض العرض، فالمستبد لا يمكن أن يقبل بشريك في الإستبداد، فسورية وفي ظل حكم آل أسد تحولت الى مزرعة تديرها عصابة مافيا عائلية منظمة.
الحكومة القطرية، وحتى العام 2011 كانت راهنت على سورية ورمت بثقلها المالي والاقتصادي خلفها، من خلال سلسلة مشاريع إقتصادية وزراعية وتجارية وعقارية كبيرة، وكانت تنوي الاستثمار في سورية، وبلا حدود!
من حق الأسد أن يصف إردوغان بالفاشية، كيف لا ونحن نرى الرجل قد انتشل تركيا من مستنقع الدَين، الى رتبة الدائن، ووضع تركيا على سكة الإنتقال من حكم العسكر وانقلاباتهم، الى الحكم الديمقراطي المدني، وجعل من تركيا عاشر أكبر دولة إقتصاديا، وذلك من خلال انتهاجها سياسة "صفر مشاكل" مع محيطها الإقليمي، حيث بدأ إردوغان من الداخل التركي، فأرسى حجر الأساس لمصالحة وطنية مع الأكراد، أتاحت لهم ولأول مرة ممارسة الحياة السياسية والتمثيل البرلماني من خلال "حزب الشعوب" الذي تبين لاحقاً، أنه "شعوبي ديماغوجي" بامتياز وخنجر مسموم في ظهر الدولة التركية.
من حق الأسد أن يتهم إردوغان بالاخونجي السفاح، فلو أن إردوغان ومنذ البداية، قد أخذ موقفا قويا تجاه عصابة الأسد لما صمدت هذه العصابة كل هذا الوقت، لكنها سياسة عدم التدخل في شؤون الغير، هي ما سمحت لإيران بان تتدخل، وترسل حرسها الصفوي وميليشياتها الطائفية الى سورية، لتنسج روسيا لا حقا على منوالها فترسل جيشها كي يقتل السوريين جهاراً نهاراً.
بشار الأسد اليوم أشبه ما يكون بعاهرة انتهت لتوها من حفلة ماجنة، فتوجهت الى أقرب مسجد تحاضر فيه بالمصلين عن العفة والشرف، كيف لا ونحن في زمن العهر الأممي، الذي يبرر الجرائم ويكافئ المجرم على إجرامه، إنه الزمن الذي تكرم فيه العاهرة كأم مثالية. وكذلك يفعلون مع عاهر الوطن!
التعليقات (3)