هل سقط فعلاً.. ما حقيقة مقتل رئيس شعبة الأمن السياسي بسوريا

هل سقط فعلاً.. ما حقيقة مقتل رئيس شعبة الأمن السياسي بسوريا
على نطاق ضيّق أعلن "بحياء" عن مقتل اللواء محمد منصورة رئيس شعبة الأمن السياسي في سوريا، ورئيس فرع الأمن العسكري في القامشلي سابقاً، بزعم أنه سقط من بناء مرتفع قبل أن يفقد الحياة متأثراً بجراحه في مشفى العثمان باللاذقية.

وككل الضباط المؤثرين، شكك العديد من النشطاء بهذا الخبر مؤكدين على أن النظام وحده من يستطيع أن يغتال "منصورة"، على غرار من سبقوه من "غازي كنعان" وغيرهم، فمن هو محمد منصورة؟

محمد منصورة رئيس فرع الأمن العسكري في القامشلي سابقاً، لكنه لم يكن على غرار نظرائه من رؤساء الأفرع الأمنية، بل كان رئيساً غير معلن فيها، دخل إليها نقيباً، وخرج منها لواءً، ليستلم منصب رئيس فرع المخابرات العسكرية بفرع فلسطين قبل أن يستلم شعبة الأمن السياسي في سوريا.

كان منصورة الحاكم الفعلي في محافظة الحسكة طيلة ربع قرن، وكان له دور بارز في دعم الأحزاب والفصائل المسلحة التي تعمل ضد العراق وتركيا طيلة فترة وجوده في الجزيرة، ويعتبر راعي حزب "العمال الكردستاني" الأول، ومهندس تحركاته من وإلى سوريا. 

تسلم "منصورة" جميع ملفات القوى والأحزاب الكردية التي أتاح لها فرصة تنظيم نفسها في القامشلي رغم عدم وجود قانون رسمي للأحزاب، ورغم اختلاف الإيديولوجية لتلك القوى والأحزاب مع إيديولوجية النظام المعلنة، لكن لا ضير في ذلك ما دامت خيوط كل تلك القوى والاحزاب بيده كالدمى، يقدم المسؤولين عنها تقاريرهم بشكل منتظم لمنصورة، وجميع ما يصدر من دورياتهم ونشراتهم كانت تصل لمكتب منصورة قبل توزيعها، فهم يعرفون قواعد اللعبة، ولا يخرجون عن الخطوط الحمراء، ولم تتجاوز حدود خطابهم تأييد مسيرة "القائد الخالد" 

وربما لا يعرف الكثير من السوريين بأنه إضافة إلى إقامة عبد الله آوجلان منذ بداية الثمانينات حتى نهاية التسعينات في (فيلا) في سورية في ضيافة حافظ الأسد، فإن "كرم" القيادة السورية مع الأكراد في دول الجوار أتاحت الفرصة لأن يقيم فيها جلال الطالباني أيضاً لفترة من الزمن الذي افتتح مقراً لحزبه في القامشلي غير بعيد عن المقر الذي تم تخصيصه للحزب المحسوب على البرزاني، و قد زار بالفعل مسعود البرزاني القامشلي في سنة 1996م في ظل حكم منصورة باستقبال شعبي كردي حاشد، وكان ذلك كله في ظل الهندسة التي وضعها منصورة في الجزيرة لإدارة ملف دول الجوار بكل حرفية وخبث. 

استطاع منصورة بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية مع كل الوجهاء والأشخاص الذين يمكن استخدامهم من شيوخ عشائر كانت أمنيتهم شرب فنجان القهوة مع منصورة وكسب الحظوة لديه، ورجالات دين وأصحاب أعمال ومصالح، و بين عصا الترهيب والترغيب جنّد له مرتزقة وعملاء من مختلف المكونات والمستويات والطبقات، في كل قرية وحارة وزقاق ومقر عمل، خاصة مع ايجاد تُهم جاهزة منذ الثمانينات، فالكردي الذي لا يتعاون معهم فهو انفصالي ويمكن ان ينام في السجون ولا احد يجرؤ حتى بالمطالبة به، وأما العربي فتهمته الجاهزة (يميني صدامي) وهذه التهمة وحدها جعلت الآلاف يغيبون وراء الشمس (ولا يزالون) ، والمسيحي أيضاً في فترة من الفترات يمكن أن يكون كتائبي مساند لميليشيات جميّل ولاسرائيل، وهكذا كان له عناصره ومخبروه وجواسيسه من أبناء الشعب كما كان له قوادوه ايضاً ممن يسهرون على تجنيبه ملل العزوبية. 

استطاع منصورة بناء ثروة محترمة من خلال علاقاته المالية مع مهربي الدخان والسلاح والمواشي، و يمكن وصف منصورة بدون مبالغة بالدهاء والخبث لأبعد مستوى، ولم ينقل أنه ضرب أحداً بيده، فإشارة من يده مع ابتسامة للعنصر كانت كفيلة بأن يقوموا بواجب الضيافة على أصوله للشخص المغضوب عليه.

أصبح اسم منصورة مصدر رعب حقيقي في المنطقة، ولقبه الذي يعرف به "أبو جاسم"، رغم أنه بقي أعزباً طيلة فترة حياته، أياً كان، فمنصورة اليوم مات كما مات رستم غزالة وغازي كنعان والعديد من رموز النظام وقادته الأمنيين. 

التعليقات (8)

    رأفت

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    جهنم وبئس المصير

    الو

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    ههههه طرطور بعثي ك مهند الشاوي اصبح صحقي ومراسل من تركيا يكتب تقارير وكمان اصبح كاتب يا ه تصوروا اي ظلام وتخلف ينتظر سوريا لو سيطروا على الكرسي كلاب نظام السو ري في الامس وقواد اوردغان اليوم ثورة شوايا يعثية داعشية تطلع مركا

    حسين ابراهيم

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    مشكلة مهند الكاطع أنه لايستطيع أن يخفي حقده على الأكراد ففي كل مناسبة كما في هذه المقالة يستغلها للحديث عن الأكراد , والأغرب أن بعض المواقع تقدمه على أنه " باحث " أليست هذه الكلمة كبيرة على كويتب مثل هذا ؟ لم يتحدث بما فيه الكفاية عن علاقة منصورة بالعرب ( وخاصة الشوايا , الذي هو منهم ) وكيف أنهم كانوا عماد حكم منصورة وغير منصورة , أرجو من هذا الموقع أن يراجع النصوص ويختار السمين ويترك الغث مع تحياتي لموقكم المحترم

    اليوم منصورة وغدا بشبوبشة

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الله يلحق الحبل بالدلو

    أنا

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    هههههههههههه مات عفوا قتل منصورة

    مصطفى رحمون

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    ليس الاول ولا الاخير والحبل على الجرار وكل واحد يعرف نفسه

    بسام أنور

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    أنا لدي سؤال لبعض المعلقين، ألا يعرف هؤلاء سوى الشتم والسب والنيل من الأشخاص فقط لاختلاف الرؤية؟ ثم أشعر انني يقولون "شوايا" بنعرة تكبر، علماً ان الشوايا أبناء قبائل سورية اصيلة وليسوا طارئين عليها. نرجو من الاخوة الاكراد احترام الرأي المختلف وان يكونوا أكثر تقبلاً للحوار بعيداً عن لغة الشتم والبذائة.

    د.خوشناف محمد

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    انا اتفق معك في ان مهند الكاطع يستغل كل شيء للكتابة ضدنا، وضد احزابنا ورموزنا، لكن مايؤسف له بأن مايقوله بخصوص علاقة منصورة بتأسيس الاحزاب وانشقاقاتها هو صحيح 100% فلا يجب ان ننكر هذه الحقائق فقط لأن الكاطع يذكرها. أيضاً لا أدري هل من المنطقي أن يتمكن كويتب مثل الكاطع بأن يلجم ألسنتنا جميعاً فلا نستطيع أن نرد عليه إلا بالصراخ والعويل؟ أليس لدينا عشرات الاحزاب والمنظمات والباحثين والكتاب والمثقفين ؟ لماذا فشلوا في مواجهة الكاطع بسلاح القلم؟
8

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات