مدينة زين الدين زيدان.. حين تختلط العنصرية بكرة القدم

مدينة زين الدين زيدان.. حين تختلط العنصرية بكرة القدم
نشرت مجلة إندبندنت البريطانية تقريراً عن مدينة مرسيليا التي ولد فيها النجم الفرنسي المعتزل زين الدين زيدان، والتناقضات التي تميزها والمشاكل التي يعاني منها اللاعبون ذوو الأصول العربية بالتزامن مع استضافتها نهائيات الأمم الأوروبية لكرة القدم.

حرب عصابات

وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة بسبب التهديدات "الإرهابية" المصاحبة لانطلاق البطولة القارية، فليس ثمة تواجد لسيارات الشرطة في شوارع كاستيلان، حيث بدا مشهد غريب لعربات تسوق مهملة وكراسي مفككة من 3 قطع لم تعد صالحة للاستعمال، حيث شن تجار المخدرات حرب عصابات ضد أماكن البيع.

وبحسب ترجمة هافينغتون بوست فإن عملية فصل المدينة تتم من خلال خطوط تقسيم عنصرية أيضاً. فسكان شمال إفريقيا المعروفون باسم الأقدام السوداء، الذين تدفقوا إلى البلاد خلال ستينات القرن الماضي عقب الجلاء الفرنسي عن الجزائر والمغرب وتونس، انصهروا في هذه البقعة متعددة الثقافات، وهي السمة التي طالما ظهرت عليها هذه المدينة المطلة على البحر المتوسط، والتي تطل على الخارج في اتجاه بلاد شمال إفريقيا، ولكنها لم تقترب أبداً من الداخل الفرنسي.

دور كرة القدم

وساعد تنظيم فرنسا لكأس العالم عام 1998 على تهدئة الانقسامات الاجتماعية والعرقية المتجذرة في المجتمع الفرنسي وساهم في جعل الأمور أكثر اختلافاً.

وجسّد هؤلاء اللاعبون هوية فرنسية جديدة تعكس الأفكار السامية المجيدة التي وضعها الآباء المؤسسون للجمهورية الفرنسية، كما صاغها الصحفي الفرنسي فيليب أوكلير، الذي كتب السيرة الذاتية للاعب الفرنسى تييري هنري التي حملت عنوان "وحيداً في القمة" أو "lonely at the top" الذي أضاف انتماءه العرقي نوعاً من التوتر عندما حمل ديدييه ديشامب، قائد المنتخب الفرنسي، كأس العالم 1998. ولكن سرعان ما انهارت هذه الروح بعد 12 عاماً في كأس العالم التي أقيمت في جنوب إفريقيا.

الدوافع العنصرية وبنزيمة

وعلى الرغم من أن وجود بول بوغبا، وأنتوني مارسيال، ونغولو كانتي، يعكس التعدد الثقافي للمنتخب الفرنسي المُشارك في النسخة الحالية من كأس الأمم الأوروبية إلا أن هذا لا يرمز إلى بداية جديدة.

ويرى البعض من سكان هذه المدينة مرسيليا  أن الدوافع العنصرية كانت هي المحرك الرئيسي وراء استبعاد اللاعب كريم بنزيمة، الذي استبعد من المنتخب الفرنسي بزعم قيامه بابتزاز أحد زملائه مستخدماً شريطاً جنسياً.

ويرى البعض أن معجزة 12 تموز وهو الوصف الذى أطلقه أوكلير على اليوم الذي فازت فيه فرنسا بكأس العالم 1998 تبدو اليوم ذكرى بعيدة بالنظر لما تشهده فرنسا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات