فرنسا تدعو "داعش" لبطولة أمم أوروبا

فرنسا تدعو "داعش" لبطولة أمم أوروبا
في عشرة ملاعب ضخمة, في تسع مدن فرنسية كبرى، بحضور متوقع لأكثر من ثمانية ملايين مشجع أوربي داخل الملاعب وخارجها، تقام "بطولة أمم أوربا 2016" وتُفتتح اليوم الجمعة 10حزيران.

ولضمان الأمن للبطولة أعدّت فرنسا جيشاً كاملاً تعداده أكثر من 100 ألف رجل من شرطة وجيش ومتطوعين أمنيين...شبكات أمنية متطورة خارج كل ملعب...كاميرات فديو متطورة بعضها لم يُستخدم من قبل ...أجيال جديدة من أجهزة لكشف المعادن...كلاب مدربة...تقنيات مضادة للطائرات بدون طيار وحظر للطيران فوق الملاعب... وإجراءات استخبارية ولوجستية غير مسبوقة,

  وأعلنت منظمة الشرطة الدولية (انتربول) أنها ستسهم في تعزيز الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات الفرنسية وأكدت أنَّ شرطة الانتربول تولي “اهتماما خاصا” بضرورة تأمين حدود الاتحاد الأوروبي القريبة من دول البلقان "بوابة المهاجرين إلى أوربا", وكل الدول الأوربية تتعاون وتتبادل المعلومات وتراقب . ومددت فرنسا حتى نهاية تموز/يوليو المقبل حالة الطوارئ..

ولكن في جانب آخر لافتٍ للغاية مازال هناك شبه جزم بحصول أعمال إرهابية أثناء البطولة:

الخارجية الأمريكية حذَّرت يوم 31/5 من أعمال إرهابية متوقعة في فرنسا، وبريطانيا حذرت يوم 7/6 من هجمات ارهابية، و قائد شرطة باريس" ميشيل كادو" يؤكد قبل أيام أنَّ خطر وقوع هجوم إرهابي خلال البطولة لا يزال مرتفعا.

ونشرت أجهزة الأمن الأوكرانية يوم 8/6 على موقع يوتيوب تسجيلا صوتيا لمحادثات قالت إنَّها لمواطن فرنسي تم توقيفه للاشتباه بتخطيطه لتفجيرات خلال مباريات بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2016.

و في سقوط الطائرة المصرية التي أقلعت من مطار شارل ديغول قبل عشرين يوماً فقط, كل المؤشرات تشير إلى عمل إرهابي، ومن المرجح أنّ كل الإجراءات الأمنية لن تُفلح في منع عمليات إرهابية فأينما توجه الإرهابيون سيجدون أهدافا سهلة للغاية بوجود ملايين الناس في الملاعب و الشوارع والمقاهي والساحات ومحطات الحافلات والقطارات.

ولن تستطيع قوى الأمن أن تراقب الأشكال والوجوه ولون البشرة فكثير من الإسبان والبرتغاليين والإيطاليين واليونانيين يحملون سحنات وملامح شرقية ولن تشكل اللغة مشكلة أمام من نشأ في أوربا، وسيسهل السفر إلى فرنسا من أفراد الخلايا النائمة البعيدة عن الشبهات من كل أوربا مهما اشتدت إجراءات الدخول.

ويبقى سؤال إضافي :لماذا لم تستجب فرنسا لدعوات عديدة بتأجيل تنظيم بطولة أمم أوربا بعد الهجمات الدامية في تشرين الثاني الماضي في فرنسا؟

لقد أصرَّ رئيس الوزراء الفرنسي "مانويل فالس" على إقامة البطولة في موعدها وقال: "إن تم تأجيل أو إلغاء البطولة فسيشكل ذلك هزيمة لنا وانتصاراً  للإرهابيين"، وكرّر ذلك أيضاً وزير الرياضة "تييري بيريار" عدة مرات وقال:" الغاء او تأجيل البطولة الأوروبية لكرة القدم سيمنح الحق لهؤلاء الجبناء".

ولكن ماذا لو تمكن هؤلاء الجبناء من تنفيذ تهديدهم ووعيدهم...ألن تكون الحكومة الفرنسية حينها شريكة في الدم الأوربي؟، إنه أشبه بتحشيد مقصود للمدنيين الأوربيين ثم استدعاء لداعش لتفتك بهم.

واستدعاء داعش يتم بإثارتها  بطريقة و توقيت عجيبين:

من البداية كان هناك أكثر من 30 دولة أوربية تحارب وتقصف وتموِّل ضد داعش  ولكن ما جرى في الأيام الماضية كانت تحفيزاً جديداً واستثارةً  حادّةً مضافة.. صحف بريطانية سرّبت بداية هذا الشهر وجود قوات بريطانية خاصة ومعدات عسكرية خاصة تشارك ضد داعش في محيط مدينة منبج.

و الفرنسيون أصحاب الأرض والاستضافة في بطولة أمم أوربا وبتوقيت يثير العجب العجاب يعلنون فجأة أنهم يشاركون في عمليات منبج ...يُعلنون من غير داعٍ ولا مناسبة ولا اضطرار...وكأنهم يوجهون الدعوة لداعش لتكون حاضرة في ثاني أهم بطولة رياضية عالمية:

في البداية ألمح وزير الدفاع الفرنسي "جان إيف لودريان" قبل أسبوع إلى وجود جنود فرنسيين مع جنود أميركيين إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في الهجوم على منبج بمحافظة حلب وقال لشبكة تلفزيون فرنسية عامة معلقاً على الهجوم في منبج "يقوم الدعم على تقديم أسلحة ووجود جوي والمشورة"..

ويكرر الفرنسيون الدعوة  قبل يومين من البطولة ويؤكدون الأمر بخبر من مصدر محيط بوزير الدفاع الفرنسي يقول: إنَّ جنوداً فرنسيين يقدمون النصح في سوريا لقوات سوريا الديمقراطية الكردية  التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية...هذا المصدر قال لوكالة الأنباء الفرنسية: إن "هجوم منبج كان مدعوماً بشكل واضح من بعض الدول بينها فرنسا" ... ومنبج تعتبر من أهم المدن لداعش  شمال غرب الرقة  وتتعرض لهجوم من ثلاثة محاور.

واستمرت عدة قنوات فرنسية في عرض الخبر في شريطها الإخباري ليوم كامل ومنها قناة فرانس 24 العربية وكأنَّها  تؤكّد الدعوة مكتوبة لداعش لتحضر البطولة الأوربية.

وداعش تتجاوب وتلبي الدعوة في رسالة...رسالة قبول للدعوة, وتقول في بيان لها إنَّها قادمة وإنَّ "شهر رمضان شهر المصائب على الكفار"

داعش في أصل طريقتها التي اتبعتها ونفذتها منذ ظهورها, أنها تستعدي وتستدعي العداء من كل مكان وهي لن تتأخر في الازدياد ...وستلبي نداء الاستزادة في كسب المزيد من عداء الأوربيين وستدعوهم بطريقتها الخاصة ليشاركوا في المزيد من الجهود لضرب وقصف السوريين المدنيين

وإذا نجحت التوقعات والاستدعاءات  وحدثت هجمات ارهابية في هذا المحفل الهائل في فرنسا  فستتسابق الدول الأوربية وتتبارى في إرسال القوات والطائرات والصواريخ وربما تكون بطولة أخرى للأمم الأوربية ولكن ليس في كرة القدم وإنَّما في زرع الموت والخراب أكثر وأكثر بين السوريين المدنيين المرتهنين لداعش و المرتهنين للمتذرعين  بداعش, وكل من يقصف يعلم أن خسائر داعش جراء القصف بكل أنواع الصواريخ والقنابل الذكية والغبية لم تصل الى واحد بالمئة من خسائر المدنيين العزّل.

فرنسا عانت منذ أيام من أعاصير وفيضانات في شمالها وتعاني اليوم من توقفٍ في المواصلات وتراكمٍ للنفايات بسبب الإضراب والعاملين في الخطوط الفرنسية يتوعدون بإضراب آخر بعد يوم من افتتاح البطولة وإذا فشلت المفاوضات بين العاملين والحكومة بشان قانون العمل فستضرب قطاعات النفط والموانئ والطاقة...إنه "غضب اجتماعي عارم" في فرنسا كما أسمته الصحف الفرنسية وأخشى ما نخشاه أن يُصدّروا الغضب ويلفتوه إلى بلادنا إن استطاعت داعش حضور بطولة أمم أوربا لكرة القدم.

التعليقات (5)

    سلام الحمصي

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    يبدو همهم المال في الاول والاخر ....بطولة اذا تاجلت سوف يخسرون ميليارت من الددولار

    هادي طرابلسي

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    هل يجوز لأمم الكفر قاطبة ان تقصف وتشرًد وتقتل ابناء ديننا ولا يجوز لنا ان نبادلهم بالمثل؟؟!!! انه زمن الكيل بمكيالين والنظر بعين واحدة ولكن،،،،،،،، ابشر دول الكفر بان الاسلام قادم وسيكسر مكيالكم الظالم وسيقلع عينكم الواحدة (الدجالة) ان شاء الله

    Iran and daesh are partners

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    I think the Iranian embassy will tranfer the explosions and give to isis

    حسان

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    سيدي داعش حاضرة و محضرة حسب القانون يجب على الاجير ان يقوم بالعمل الموكل اليه اعتقد انه كمان في اعتداءات على روسيا وايران واسراءيل لتبرر الهجوم الضخم جدا القادم وفي مرحلة قادمة ستكون الاعتداءات المزعومة في قلب واشنطن و نيويورك ...انه سباق دولي لتمثيل دور المسكين والمظلوم للعودة وابادة السنة في بلاد الرسالات

    نسيت أيضا داعم داعش

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    دكتور أسامة ذكرت الرعية ولم تذكر الراعي، روسيا راعية الارهاب وداعش تشارك أيضا في الامم الاوربية وتسعي لنشر الارهاب جتي تقول نحن علي حق في قتل السوريين وأغتصاب أرضهم بواسطة الطاغية بشار والماجوس الايرانين ولابد لأن تساعدون بحرق المسلمين في كل مكان أ لا أذا كان مرتد أقصد معتدل... الخيانة واضحة والتخاذل العالمي تجاة حرية العرب وبالاخص المسلمين سوف يكون لة تكلفة باهظة عالمية... الحمد لله علي نعمة الاسلام وكفي.
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات