نفاد القبور والأكفان وأكياس الجثث في حلب

نفاد القبور والأكفان وأكياس الجثث في حلب
دخلت مدينة حلب منعطفاً جديداً في مأساتها المستمرة جراء حملات القصف المتواصلة التي تشنها عليها قوات النظام وحلفاءها، بعد ما أعلنت الطبابة الشرعية في القسم الخاضع لسيطرة الثوار في مدينة حلب، عن نفاد أكياس حفظ الجثث من المراكز التابعة لها، بالإضافة إلى نفاد الأكفان من مراكز الدفن، في الوقت الذي لم تعد فيه مقابر المدينة قادرة على استيعاب المزيد من الشهداء ، ما ينذر بوقوع كارثة مركبة، خاصة مع عودة معدل الضحايا إلى الارتفاع جراء تواصل حملة القصف الجديدة على المدينة وريفها للأسبوع الثالث على التوالي.

نفاد الأكفان في المدينة

وهيئة الطبابة الشرعية في مدينة حلب، هي المؤسسة المسؤولة عن تقديم الأكفان وأكياس الجثث للنقاط الطبية والمشافي الميدانية، كما أنها الجهة المخولة بدفن الضحايا مجهولي الهوية، الذين يفارقون الحياة في المشافي داخل مقابر معروفة، بعد أن يتم الانتهاء من عمليات التوثيق حتى يتمكن ذويهم لاحقاً من معرفة أماكن دفنهم.

يؤكد "محمد أبو جعفر كحيل" رئيس الهيئة، استهلاك جميع الأكفان، بالإضافة إلى نفاد أكياس حفظ الجثث، بسبب ارتفاع معدل أرقام الضحايا مجهولي الهوية، نتيجة حملة القصف الجوي الثالثة التي تشنها طائرات النظام والطيران الروسي على مدينة حلب وريفها هذا العام.

يضيف أبو جعفر: يتم استهلاك ما يقارب الـ200 كفن وكيس جثة شهرياً في مدينة حلب ما عدا الريف، وهو رقم يبدو صغيراً للوهلة الأولى، لكن هذا هو المعدل الوسطي، دون الأخذ في الاعتبار الأوقات الأكثر سوءً، وخاصة خلال حملات القصف الجوي التي نشهد إحداها منذ أكثر من عشرين يوماً، ولولا أن المدينة أصبحت شبه خالية من سكانها بعد عمليات النزوح المتكررة، لكان لدينا أرقام كبيرة جداً بطبيعة الحال.

صعوبة الوصول للمدينة

"أبوجعفر" أكد أنه تم الاتفاق مع عدة جمعيات انسانية عاملة في مدينة حلب على ارسال أقمشة أو أكفان جاهزة، بالإضافة إلى اعلان مؤسسات أخرى نيتها إرسال أكياس حافظة للجثث، والتي يمكن استخدامها لجمع الأشلاء، أو في دفن الضحايا "مجهولي الهوية"، لكن كل هذه الوعود تنتظر إعادة فتح طريق الكاستيلو بشكل آمن، كي تتمكن الجمعيات المتواجدة خارج المدينة من ارسال ما تم الاتفاق عليه معها.

اغلاق مقابر المدينة

كما تم الإعلان عن وصول مقابر المدينة إلى حدود الاستيعاب القصوى، بعد ثلاث أعوام من الدفن المكثف فيها.

وبحسب أبو جعفر، فسيتم اطلاق مشروع مشترك بين الطبابة الشرعية والمجلس المحلي لمدينة حلب، من أجل تحويل بعض الأراضي الخاوية من داخل المدينة إلى مقبرة تستوعب (ألفي قبر) على الأقل كحل عاجل.

تسعة عشر يوماً من القصف 

تستمر حملة القصف الجوي والصاروخي على مدينة حلب وريفها لليوم التاسع عشر على التوالي، مستهدفة كل ما هو مرتبط بالحياة من مراكز حيوية وتجمعات تجارية ومراكز خدمية وأخرى سكانية. وقد أدى القصف المتواصل إلى شلل الحركة المدنية في الأحياء التي يسيطر عليها الثوار بشكل كبير.

وبحسب "ثائر محمد" عضو المكتب الإعلامي في منظمة الدفاع المدني بحلب، فإن الطيران الحربي والمروحي قد شن أكثر من مئة غارة جوية (بالقنابل العنقودية، وصواريخ الفراغية، البراميل المتفجرة، اسطوانات الغاز) على أكثر من 40 منطقة في مدينة حلب وريفها، ما أدى إلى ارتقاء عدد كبير من المدنيين في مختلف المناطق التي تعرضت للقصف.

وأضاف ثائر: وصل عدد ضحايا حملة القصف على حلب في ثاني أيام شهر رمضان إلى أحد عشرة مدني، توزعوا على مدينة حلب وريفيها الشمالي والغربي، فيما تبقى إحصائيات القصف على ريف حلب الجنوبي مجهولة حتى اللحظة، نتيجة صعوبة الوصول إلى المناطق التي تشهد قصفاً متواصلاً منذ أشهر.

وكانت الأيام الأخيرة الماضية قد شهدت تصعيداً عنيفاً في عمليات القصف التي استهدفت المدينة وريفها، في الوقت الذي يتم فيه استهداف آخر طرق الإمداد إلى المدينة (طريق الكاستيلو) ما أدى لتجنب استخدامه إلا في حالات الضرورة القصوى، الأمر الذي ينذر بمضاعفة المعاناة التي يعيشها من تبقى من السكان في المدينة والذين يتجاوز عددهم الثلاثمئة ألف نسمة حسب آخر الاستطلاعات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات