قرار ألمانيا .. هل يمهد لمخطط تقسيم تركيا؟

قرار ألمانيا .. هل يمهد لمخطط تقسيم تركيا؟
وافق مجلس البرلمان الفدرالي الألماني الأسبوع الماضي على قرار توصيف  ما جرى للأرمن في تركيا عام 1915 بـ"الإبادة الجماعية"، وجاء هذا القرار في جو من  الاضطرابات، والضغوطات السياسية على تركيا، سواء كان على المستوى العربي أو الغربي.

 ويبدو توقيت القرار غريباً في ظل المفاوضات المتعثرة لاتمام اتفاق تركيا مع أوروبا حول قضية اللاجئين والهجرة غير الشرعية، هذا الاتفاق الذي تعتبر ألمانيا عرابته ومن أشد المتحمسين لاتمامه.

تخوفات

وكانت الصحف الألمانية والتركية قد ضجت بتوقع تبعيات هذا القرار على العلاقات التركية الألمانية، سواء كان على الصعيد الاقتصادي، أو الصناعة الدفاعية أو حتى إمكانية تأثر المباحثات بين أنقرة وبرلين لإنشاء محطة جوية ألمانية لطائرات "تورنيدو" بقاعدة "إنجرليك" بمدينة أضنة التركية.

وكان البرفسور ومستشار الصناعة الدفاعية بتركيا "إسماعيل دمير" أكدّ أن تركيا ستعمل على إنجاز مشاريعها الدفاعية من دون دعم الألمان، مشيراً إلى أنهم سيعيدون النظر بالعلاقات عقب القرار. 

مالسر وراء القرار ؟

فما سبب اتخاذ ألمانيا لهكذا قرار الآن وليس سابقاً، على الرغم من قوة العلاقات التركية الألمانية منذ أيام الحرب العالمية الثانية. ويرى الكاتب التركي "ابراهيم كرى غول"، رئيس تحرير صحيفة "شفق" التركية، أن القرار الألماني يأتي للتحريض على تقسيم البلاد وتحقيق الحلم الأوروبي بتجزئة تركيا، عقب الاعتراف بالمجزرة الأرمنية، لإعادة توحيد صفوف الأكراد والعلويين تحت سقف واحد لإثارة حرب أهلية.

إسالة الدماء

وربط  الكاتب تصريح رئيس حزب المعارضة الرئيسية بالبلاد "كمال قيليتشدار أغلو" الذي قال فيه "النظام الرئاسي بتركيا يعني إسالة الدماء" مع القرار الألماني، فهل تلقى "قيليتشدار أغلو"، العلوي من أكراد "الزازا"، الأوامر من ألمانيا ليدلي بهكذا تصريح الآن، حيث يحمل بين طياته رائحة حرب أهلية، لا سيما أنه ليس بالأمر الهين لسياسي تركي طرح مثل هذه التصريحات وفعلاً تم توجيه لوم شديد من مختلف الأطراف السياسية التركية واعتبر البعض أن "قيليتشدار" مجرم وطالبوا بمعاقبته.

بين "غزي بارك" والأرمن

وأشار "كرى غول" إلى أن هذه هي الهجمة العدوانية الثانية على تركيا، بحسب وصفه، بعد أحداث "غزي بارك" بالـ 2013، والتي تسببت بانقسامات خطيرة في البلاد، ولفت إلى أن أحداث "غزي بارك" كانت بتحريض علني من "قيليتشدار أغلو". 

لن تسوء العلاقات

لم يقف الجانب التركي مكتوف الأيدي أمام هذا القرار، وجاءت ردات فعل قوية تدين قرار الألمان هذا، حيث طلب رئيس الوزراء "بن علي يلديريم" عدم الاعتقاد أن تركيا ستسكت حيال القرار، بل أنهم سيعيدون النظر في العلاقات وسينظرون بالاجراءات المناسبة دون أن تسيئ للعلاقات الثنائية على حد قوله. 

ألمانيا هي آخر من يتحدث

من جهته كان الرئيس "رجب طيب اردوغان"  أكثر حدة و قال : "ألمانيا هي آخر من يتحدث عن المجازر" في إشارة إلى المجازر التي ارتكبتها ألمانيا بتاريخها الحديث، كمجزرة "هولوكوست" بألمانيا ضد اليهود و"نامبيا" في أفريقيا.  

كما رفعت الأحزاب الساسية الرئيسية بتركيا من خلال موقف موحد، ما عدا حزب الشعوب الكردي، مذكرة إستنكار للقرار في جلسة البرلمان، وهو ما ندر أن تفعله الأحزاب السياسية بتركيا من خلال تار يخها السياسي، لتقوية الموقف التركي أمام القرار المشين على حد وصفهم. 

** أحداث غزي بارك

بدأت احتجاجات "غزي بارك" منتزه ميدان تقسيم في تركيا في 28 أيار 2013، حيث انطلقت بداية تحت شعار منع الحكومة التركية من إزالة أشجار في ميدان تقسيم وإعادة إنشاء ثكنة عسكرية عثمانية (هدمت في 1940) تحدثت تقارير عن أنه من المقرر أن تضم مركزًا تجاريًا، وتطورت الاحتجاجات لتعم عدة مدن تركية، وتحولت إلى احتجاجات على سياسة الحكومة.

التعليقات (1)

    احمد

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    فعلا انه من المعيب ان تحاضر المانيا وامريكا علينا بحقوق الانسان والديموقراطية . الالمان في حربين عا لميتين ازهقوا ارواح عشرات الملايين من البشر ولم يسلم من اذاهم احد بالرغم من ان حربهم يفترض اوربية اوربية الا ان استعمار اوربا للعالم كان حطبه ووقوده من كل العالم اما امريكا وريثة الامبراطوريتين الفرنسية والبريطانية فقد استخدمت قنبلتها الذرية بعد استسلام اليابان ولم تكتفي فحربها في فيتنام ماذا تسمى حرب لنشر ثقافة الاعتدال والسلام على الطريقة الامريكية . من لم يرى الشمس نهارا هواعمى
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات