منظمة حقوقية.. النظام العراقي لا يسمح لأهالي الفلوجة بالنزوح

حمل تحالف القوى العراقية، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مسؤولية انتهاكات مليشيا "الحشد الشعبي" في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، محذراً من خطورة الجرائم التي ترتكب على أساس الانتقام الجماعي، في حين أشار المجلس النرويجي للاجئين في العراق، أن هناك 50 ألف مدني محاصر في مدينة الفلوجة، والنظام العراقي لا يسمح لأي عائلة بالنزوح إلى خارج المدينة منذ بداية المعركة في 21 من الشهر الماضي.

وكذبت المنظمة الحقوقية النرويجية ادعاءات القوات العراقية والتي أكدت في أكثر من مرة أنها سمحت للمدنيين بالخروج أثناء المعارك مع تنظيم الدولة في مدينة الفلوجة.

انتهاكات بحق المدنيين

واتهم التحالف الميليشيات الشيعية بارتكاب انتهاكات وجرائم قتل وخطف طاولت المدنيين الفارين من مدينة الفلوجة، محذراً في بيان السلطات العراقية من خطورة التغاضي عن تلك الجماعات، كما حدث في ديالى وصلاح الدين وبابل، في أوقات سابقة. وطالب الحكومة بالحفاظ على وطنية المعركة، وأرواح المدنيين الأبرياء، مبيناً أن ما حدث في الفلوجة يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، وأبسط حقوق الإنسان. 

من جهتهم، استنكر زعماء قبليون عراقيون، عمليات الإعدام الجماعي التي نفذتها مليشيا "الحشد الشعبي" بحق مدنيين فارين من القتال، الذي تشهده مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، وأكد رئيس "ائتلاف متحدون" ونائب رئيس الجمهورية السابق، أسامة النجيفي، بحسب العربي الجديد تسجيل حالات خطف وإعدام جماعي، خلال عملية السيطرة على الفلوجة. وأظهرت وسائل إعلام محلية شهادات لمواطنين، رووا فيها تعرّض المدنيين الفارين من مناطق شرق الفلوجة إلى عمليات إعدام جماعي على يد عناصر مليشيا "الحشد.

في السياق، انتشرت صور بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر إهانة القوات العراقية وميليشيات "الحشد" للمدنيين النازحين من محيط الفلوجة، وتعرضهم للضرب وإجبارهم على التلفظ بعبارات مهينة بحق أنفسهم، فيما أعدت شبكة أخبار "أي بي سي" الأميركية تقريراً عن ارتكابات و"فظائع" القوات العراقية والمليشيات في الفلوجة، واصفة إياها بـ"الألوية القذرة والأيادي غير النظيفة" التي تحارب "داعش" في العراق. وتعمد القوات إلى فصل الرجال والأطفال فوق 12 عاماً عن عائلاتهم واقتيادهم إلى أماكن احتجاز. 

وأعربت الخارجية الأميركية عن قلقها من هذه التقارير، وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر، إن بلاده تتواصل مع الحكومة العراقية بهذا الخصوص، وأكد في المقابل "التزام" واشنطن تجاه مدنيي الفلوجة، ودعم القوات العراقية عبر الضربات الجوية والمعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية والمعدات

تصاعد الاشتباكات

وتصاعدت المعارك الدائرة في محيط مدينة الفلوجة بشكل كبير في الساعات الأخيرة، سواء في وتيرة القصف أو في الاشتباكات المباشرة بين الجانبين، خصوصاً على محوريها الشمالي والجنوبي، في الوقت الذي أكدت مصادر عسكرية عراقية رفيعة، لـ"العربي الجديد"، وصول قوات إضافية من الحرس الثوري الإيراني إلى محوري النعيمية والجامعة، جنوباً، ومنطقة حي الشهداء من ناحية الصقلاوية شمالاً.

من جهته، أكد مسؤول عسكري عراقي وصول قوة جديدة من الحرس الثوري الإيراني إلى مشارف الفلوجة قادمين من بغداد. ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن القوة الجديدة تابعة لفيلق القدس واندمجوا من مليشيا الخراساني وحزب الله وبدر وعلى شكل مجاميع صغيرة، للدعم وتكثيف خطوط النار، على حدّ وصفه.

وتسعى المليشيات الشيعية للسيطرة على جسري التفاحة ومنطقة الجميلة في النعيمية، وصولاً إلى أول أحياء الفلوجة الجنوبية (الشهداء والجبيل)، وقتل خلال المعارك ما لا يقل عن 30 من عناصر المليشيات والشرطة ووحدة التدخل السريع.