تنظيم الدولة ينفذ أكبر سلسلة انسحابات له أمام "قوات سوريا الديمقراطية"

"داعش" ينسحب من 16 قرية

وسيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" خلال 24 ساعة الماضية على 16 قرية جنوب شرقي مدينة منبج وغربي نهر الفرات، وهي: "شاش حمدان، جب الشيخ عبيد، البلاشة، الحالولة، العلوش، جنف الأحمر، خشاخيش كبير، بير العمال، منيهال، أبو صفا، رميلا، رميلات، حجي علي، نوقوت، خربة الروس"، بالإضافة إلى 3 مزارع قريبة، وذلك بعد انسحاب مفاجئ لتنظيم "الدولة" من تلك المناطق.

حركة نزوح كبيرة للمدنيين من منبج

وباتت "قوات سوريا الديمقراطية" تبعد الأن عن مركز مدينة منبج نحو "18 كيلومتراً" فقط، وسط حركة نزوح كبيرة للمدنيين من المدينة؛ التي ألقت عليها طائرات التحالف اليوم الأربعاء مجدداً منشورات تتضمن أوراقاً تشبه تلك التي يصدرها تنظيم "الدولة"  كتصريح لخروج المدنيين من مناطق سيطرة التنظيم.

طائرات التحالف الدولي تدمر عدة جسور

كما تعمدت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بتدمير جسور قرى "عرب حسن، المحسنلي، الحلونجي، التوخار"، والتي تربط تلك القرى الواقعة شمال وجنوب نهر الساجور.

معارك "قوات سوريا الديمقراطية" للسيطرة على مدينة منبج تأتي بغطاء جوي من التحالف الدولي، ودعم بري من قوات "المارينز" الأمريكية.

معركة منبج بقيادة "المارينز" الأمريكي

وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "آلاف المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة فى سوريا، شنوا هجوماً لاستعادة السيطرة على مدينة منبج من تنظيم الدولة، عقب أسابيع من الاستعدادات الهادئة"، مشيرين لوجود "عدد صغير" من قوات العمليات الخاصة الأمريكية "المارينز" سيدعمون الهجوم على الأرض، وأنهم يعملون كمستشارين بعيداً عن خطوط المواجهة.

تكرار سيناريو احتلال المدن العربية في شمال سوريا

وأضاف المسؤولين الأمريكيين أن العملية بدأت يوم أمس الثلاثاء، وتهدف إلى السيطرة على المناطق التي يستخدمها تنظيم "الدولة" كقاعدة لوجيستية لنقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا.

وحاول المسؤولين الأمريكيين الترويج بأن مقاتلي "الوحدات" يمثلون فقط خمس أو سدس إجمالي القوات التي تزحف نحو منبج، وأن دورها يحصر فقط في تقديم المساعدة لطرد التنظيم، على أن يقوم "المقاتلين السوريين العرب" ببسط الاستقرار في منبج وتأمينها بمجرد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وذلك في تكرار لذات السيناريو الذي أفضى أخيراً إلى احتلال "وحدات الحماية" الكردية للمناطق العربية في شمال سوريا، ولاسيما مدن "تل أبيض وتل رفعت ومنغ".

هل يسقط خط أحمر تركي جديد؟!

ويرى مراقبون أن إطلاق "قوات سوريا الديمقراطية" بقيادة "وحدات الحماية الشعب" الكردية للسيطرة على مدينة منبج العربية، هدفها وصل مناطق سيطرة تلك القوات في شمال سوريا، ليتم بعد ذلك ضم منبج إلى ما يسمى "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي.

في هذه الأثناء تتجه الأنظار إلى تركيا، التي حذرت خلال السنوات الماضية من عبور "وحدات الشعب" الكردية إلى غرب نهر الفرات، ولاسيما أن نائب رئيس الوزراء التركي الناطق باسم الحكومة "نعمان كورتولموش" أكد يوم أمس أنّ بلاده طرحت خطة عسكرية على الولايات المتحدة، بهدف "شلّ حركة" تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على طول المناطق الواقعة بين مدينتي "جرابلس ومارع" شمال سوريا، إلى جانب تطهير مدينة منبج بالتعاون مع قوات المعارضة السورية، والتوجه بعد ذلك مدينة الرقة معقل التنظيم الرئيسي في سوريا، وذلك بشرط عدم مشاركة "حزب الاتحاد الديمقراطي" في هذه العملية.