الـ"فيس بوك" بين الانتخابات الأمريكية و"تشويه عالمنا"

الـ"فيس بوك" بين الانتخابات الأمريكية و"تشويه عالمنا"
تحت عنوان "سنسر آند سنسيبيلتي" / الرقابة والحساسية / تناقش مجلة "الإيكونومست" تأثير موقع "فيسبوك" في الانتخابات الأمريكية الراهنة.

حجب الأخبار

هناك من يتهم مارك، صاحب هذه الامبراطورية، بحجب أخبار المحافظين؛ ولكنه ينكر ذلك تماماً؛ فالمحتوى المعروض يتم اختياره خوارزمياً دون أي تدخل أومواقف سياسية، وبالنسبة له، بقدر ما يصرف المشتركون من وقت بقدر ما يزيد ريع إعلاناته، خاصة أن مستخدمي أداته قاربوا المليار وستمئة مليون.

بالنسبة للولايات المتحدة - وفي سنة الانتخابات هذه - سيصرف المرشحون ما لا يقل عن مليار دولار على الاعلان الرقمي عبر مواقع /السوشيال ميديا/ . ويشكل ذلك ثمانية أضعاف ما تم صرفه عام 2008، وفيسبوك وغوغل سيكون لهما الحصة الأكبر من ذلك.

تشويه عالمنا  

وتحاول صحيفة "نيويورك تايمز"، في مقال تحت عنوان " الفيس بوك يشوّه عالمنا "، إلقاء الضوء على آثار موقع "فيس بوك" على مستخدميه، وإلى أي درجة تؤثر بشخصيتهم وتفكيرهم. 

وترى الصحيفة ان أولئك الذين يدقون جرس الانذار على حق. تكمن الخشية بأن الدقائق والساعات التي نصرفها في استخدام هذه الأداة "الشيطانية" تدعونا للتوافق والاذعان؛ فنحن نتصور أنفسنا نستخدمها وإذ بها هي من يستخدمنا. وليس مارك هو الجاني بل إننا نجني على أنفسنا.

ترى الصحيفة ان هناك ميل غريزي لدى الانسان مع من يشبهه واقل مع من لا يشبهه، الفيس بوك يخلق مداً اخباريا، يخلق توجهات وآراء ويشكل مصادر، ولكن كل ذلك ليس إلا جانبا بسيطاً منه.

هناك بوستات تأتي ممن نتابعهم وممن لا نعرفهم تضخ معلومات هي خيارهم وتضحي دون ان نشعر أحيانا خياراتنا، بعضها غاضب يقابلها غضب أو أمور أخرى، إنها لعنة حياتنا باختيارنا.

الانترنت ليست برأي الصحيفة مزودة بآليات توجيهية : “يسار يمين لبرالي محافظ” انها تنتظرنا لتتقدم بتلك التصنيفات.

الجحر

فيسبوك يتدخل دون ان تدري بعطرك بكتبك التي تقرأ بالموسيقا التي تسمع، فما أن تضع لايك حتى تُعتَبَر تابعا، وقد تظهر إيقونة على صفحتك رغما عنك وباصرار لا تزول حتى تزيلها متعمدا.

كل ذلك يلعب دورا في تصنيف اهوائك وخلق مسحة وجبلة خاصة بك، هي من يمكن أن تحوّل إيمانك لحماس وشغفك الى غضب واختلافاتنا الى شيطنة.

باتت مواقفك تتشكل عبر بعض بوستات تقراها أو فيديو شاهدته، هذه تتحول الى معلومات او ثقافة او معرفة تستخدمها لتحاجج بها وقد تصل الى تكوين راي وموقف وتدخل في أشياء كبرى كانتخاب مرشح ليكون رئيسا لبلادك.

حالة معلوماتية فيروسية لا تخضع للتدقيق او التمحيص تنتقل بالعدوى احيانا تتماشى مع الحاجات والمرافعات اللازمة تتحول الى حقائق ساذجة سطحية، تتعرض للتقليص المعلوماتي وللمسخ المعرفي ليتسع الجحر الذي تزج نفسك فيه.

وهنا تخلص الصحيفة الى القول إنه في عصر يزخربالاختيارات وتمجيد الفردية وتفاعل الفرد مع الفرد يتم التخلي عن المرجعيات العالمية وخسارة المسلمات والعقل الفطري.

ها نحن نتجنب المواجهة الامر الذي وفرته هذه التقانات، وهنا يقل ايماننا وثقتنا بالمؤسسات الاكبر، نشك بحكمتها نستبدلها باحكام مجموعات مايكروية خلقناها أو انتمينا إليها، سبع مليارات بني آدم على وجه هذه المعمورة بسبع مليارات عالم كل قائم بذاته.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات