الآن تمكن البعث من تحقيق شعاراته ووضعها موضع التنفيذ، فشعار (الوحدة) تحول إلى حواجز تفصل بين أجزاء المدينة الواحدة وبين المدينة والمدن الأخرى، وشعار (الحرية) أجبرآلاف السوريين على مغادرة منازلهم ومدنهم في هجرة داخلية وخارجية عبرت الحدود الى دول الجوار بحثاً عن الأمان الذي فقدوه في بلادهم ، وعاشوا حياة قاسية وسط الجوع والبرد والتشرد؛ حيث تقوم فضائيات العالم بنقل صور معاناتهم وكأنها حلقات إضافية أو جزء ثان من مسلسل (التغريبة الفلسطينية) ويكفي استبدال كلمة الفلسطينية (بالسورية) حتى تكون الصورة اكثر مصداقية وأكثر واقعية!
أما شعار (الإشتراكية) فقد تحقق بنجاح كبير، ووحد هموم السوريين ومعاناتهم، وأصبحوا جميعاً يعانون من الغلاء الفاحش وغياب المازوت وإنقطاع الكهرباء، ويجب الاعتراف بأهم إنجاز، أعتبره أنا نقلة نوعية في مسيرة الحزب النضالية، فبدلاً من حشد الجماهيرفي الساحات للاحتفال بالمناسبات الوطنية، أصبحت الجماهير تحتشد - عفوياً دون ضغط - بشكل طوابير مزدوجة تمتد عشرات الأمتارأمام الأفران للحصول على ربطة خبز، وهم في حالة إبتهاج وسرور، يغنون (أنا سوري يا نيالي)!
* صحفي سوري
التعليقات (1)