الأونروا في سورية..هل هي لمساعدة الفلسطينيين أم لخدمة نظام دمشق

 الأونروا في سورية..هل هي لمساعدة الفلسطينيين أم لخدمة نظام دمشق
لاشيئ أشد مرارة على مسامع الفلسطينيين أكثر من كلمة (أونروا) فهي كفيلة وحدها كي تقلب عليه مواجع نكبة عام 1948، وهي الكلمة المفتاحية للدخول في ألام وعذابات هذا الشعب المنكوب .

إنها وكالة "الأونروا UNRWA" لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين، وهي الوكالة التي تأسست بعد نكبة الفلسطنيين و تهجيرهم عن أرضهم، وهي أيضاً  المعنية أصلاً وأساساً بتقديم جميع المساعدات الممكنة وإغاثة الفلسطنيين صحياً وتعليمياً واجتماعياً وذلك طبقاً لقرار إنشائها عام 1949.

ولمن لا يعلم فإن عمل هذه الوكالة ينتهي فعليا ً مع تنفيذ القرار 194 الصادر عام 1949 والقاضي بحق العودة لللاجئين الفلسطنيين إلى ديارهم، وبما أن الفلسطيني ما زال لاجئاً، فمن واجب هذه الوكالة دولياً وإنسانياً تقديم الخدمات له دون شروط أو قيود.

واللافت في أمر هذه الوكالة أن مستواها الخدمي أخذ بالانحدار في سورية بعد 1982 بعد خروج منظمة التحرير تماما ً من دمشق، وبات دورها التقاعسي اتجاه حقوق الفلسطنيين واضحاً على جميع الأصعدة . ومع ذلك ظل الفلسطيني متمسكاً بها ليس لخدماتها المنعدمة في كثير من الأحيان، بل لاعتبارها الشاهد الدولي على نكبة فلسطين .

صحيح أن  وكالة الغوث للاجئين الفللسطنيين في سورية تتبع مباشرة للأمم المتحدة لكن ذلك لم يمنع من بناء علاقات وطيدة مع الحكومة السورية من قبل روؤساء الدوائر هناك و ربما أخذت طابعاً أمنياً  في علاقة الطرفين، حتى أن مؤسسة اللاجئين الفلسطنيين التابعة لوزارة الشوؤن الاجتماعية و العمل السورية بدأت بممارسة الوصاية المطلقة على الوكالة وأصبح التوظيف في هذه الوكالة الدولية مشروطا ً بانتساب الموظف إلى حزب البعث السوري، وأصبحت قضية التخابر بين الوكالة وأجهزة الأمن أمرا ً واضحا ً في علاقة لا لبس فيها، فكم من أستاذ فلسطيني في مدارس الوكالة اعتقله نظام دمشق على ضوء تقريرأمني من ذات الوكالة عام 1982 واتهامه بأنه من جماعة أبوعمار بعد الخلاف الذي نشب بين الراحل عرفات و الأسد الأب أنذاك.

لقد استطاع نظام دمشق اختراق جميع مكاتب الأونروا عن طريق تابعيه ومواليه العاملين هناك، فانحرفت الأونروا في دمشق عن طريقها الإنساني وباتت جميع الوظائف فيها تقتضي في كثير من الأحيان النفاق والدجل للنظام حتى يتمكن الموظف المتقدم للعمل في وكالة الأونروا من تثبيث وظيفته و القفز إلى مناصب أعلى فأعلى في ذات الوكالة الأممية .

في شهر نيسان الفائت نشرت مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لـ"عميلة" للنظام السوري استطاعت جبهة أنصار الاسلام في الغوطة إلقاء القبض عليها وتدعى (تغريد سميط)، وكشفت هذه "العميلة" في حديثها أن المدعو الدكتور (عبدالله اللحام) مدير عام الأونروا في سورية هو أحد عملاء الأمن السوري وأضافت أن عميلتين في مخيم اليرموك تنشطان تحت غطاء العمل الاعلامي وتلقبان بأم عمار والأخرى أم عبدالله وكانت الأخيرة تقدم المعلومات للقائم بأعمال الاونروا في سورية الدكتور عبدالله اللحام مقابل كراتين المعونات و يقوم بدوره بنقل هذه المعلومات إلى فروع الأمن .

ولعل ما يلفت الانتباه أن جميع الفلسطنيين الذين تواصلت معهم أورينت نت في الداخل السوري لم يفاجئوا من هذه المعلومات معتبرين أن وكالة الأونروا في سورية تحولت إلى فرع أمني حقيقي منذ اندلاع الثورة السورية في شهر آذار من العام 2011.

وأضاف أحدهم متهكماً ( أونروا مين و الناس نايمين قصدي ميتيين ) والجدير بالذكر أن مخيم اليرموك المحاصر منذ بداية عام 2013 يخرج بمظاهرات بين الفينة و الأخرى مندداً بتقاعس دورالأونروا التابعة للأمم المتحدة و غيابها و تجاهلها لعذابات اليرموك المستمرة 

وأمام هكذا مشهد تراجيدي يطفو على سطح مأساة المنكوبين الفلسطينيين سؤال برسم الاجابة ( هل باتت الأونروا اليوم في خدمة اللاجئيين الفلسطنيين أم في خدمة نظام دمشق ؟)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات