خراب الشرق.. وتعويذة بقاء بشار الأسد!

خراب الشرق.. وتعويذة بقاء بشار الأسد!
ثمة ما يستفز في استجابة التحالف "السعودي – التركي – القطري"، لجرعات التخدير السياسي "الأمريكي – الروسي"، المتواصلة على مدار خمس سنوات، في معالجة المسألة السورية.

المشكلة، أن تلك الجرعات، لا تعالج الأزمة،  بقدر ما تُعجل بانتقال نيرانها، إلى أراضي تلك الدول، وصولاً إلى عواصمها ولعل ما تشهده تركيا من تفجيرات العمال الكردستاني وكذلك هجمات داعش الإرهابية في السعودية، مجرد بروفة تسبق الانفجار الكبير.

منذ حزيران 2012. تاريخ بيان جنيف المتضمن نقاط كوفي أنان الست وأولها وقف عسكرة "النزاع"،  لم يتوقف القتل العشوائي في سوريا، ولا يوم واحد، في حين أن "العسكرة" التي نودي بإنهائها يومها تسربت إلى دول الجوار "لبنان – تركيا" والعراق بطبيعة الحال، ثم ضربت قلب أوروبا ذاتها بتفجيرات وموجات هجرة.

ما بين جنيف1 و"جنيف 4" 2016، شهدت المنطقة تطورات دراماتيكية سقطت خلالها مختلف الخطوط الحمراء، لما يُسمى أصدقاء سوريا فيما صمد بشار الأسد، بفضل "تعويذة" تردد هؤلاء أولاً،  وبدعم لا محدود من إيران وميليشياتها المذهبية وبغطاء سياسي وعسكري روسي، وبفيتو أمريكي بات مُعلناً.

رغم كل هذا الدعم، ما كان "الأسد" ليبقى لولا "عقلانية" خصومه والتزامهم برغبات أوباما، وتعليماته. سواء في تسليح الثوار كماً ونوعاً، أو بالتدخل العسكري المُباشر.

 اعتمد "حلفاء" الثورة حتى تاريخه مبدأ القطارة في مد الثوار بالسلاح، بل إن الذخيرة لم تتجاوز غالباً ما يكفي لخوض معركة بعينها هنا أو هناك، بينما بقيت أسلحة من عيار مضادات الطائرات في مرمى الوعود والآمال، ولم يتجاوز أولئك الحلفاء "عقيدتهم" هذه إلا في حالات قليلة جداً أقرب إلى فورة الغضب منها إلى الإستراتيجية، والذي غالباً ما يبردها الثنائي "الأمريكي – الروسي" بإعادة الإنعاش الوهمي للحل السياسي، ولا بأس من تعزيزها بتصريحات مُخاتلة، بشأن تغير مُحتمل، في الموقف الروسي من بقاء بشار الأسد منها ما أطلقة بوتين نفسه، وأصابت في إحداها الرئيس أردوغان بالتفاؤل.

 لم يكن "الحل السياسي" أكثر من خديعة نجحت مراراً في تحصين "الأسد"من السقوط العسكري المحتوم جاء أخطرها، أوائل العام 2015.، عندما استجاب "الحلفاء" لضغوط واشنطن، ومن خلفها موسكو بوقف تقدم الثوار في الساحل والجنوب، تفادياً لحدوث مجازر، في حال اقتحام مناطق العلويين وتجنباً لوقوع العاصمة دمشق في أيدي المُتشددين خصوصاً "داعش"، بيد أن عرش الأسد بقي مُهدداً ما دفع بوتين إلى تحصينه بالتدخل العسكري المُباشر في الشهر التاسع 2015، أعقبه اجتماع فيينا1 كجرعة مخدرأو جائزة ترضية للقوى السياسية المُفجعة ليس بالمفاجأة الروسية، إنما بالصمت الأمريكي المتواطئ، والرافض علناً لإقامة منطقة آمنة شمال سوريا، توفر حداً أدنى من الحماية للمدنيين.

جرعات التخديرطالت الأوربيين في "فيينا – جنيف 3+4" إثر هجمات باريس الدموية ونكبات اللجوء، لكن قبلها استهدفت لجم اندفاع سعودي – تركي باتجاه عمل عسكري مشترك بدا وشيكاً مع إرسال الرياض، في الشهر الثاني 2016 لطائرات مقاتلة، لا تزال قابعة في قاعدة انجرليك التركية.

عموماً، لا يُمكن قراءة الهدن أو إعلان وقف الأعمال العدائية خارج سياق "التخدير السياسي"ومثلها وعود أوباما "بموافقة" لن تأتي في عهده، على إقامة منطقة خالية من داعش، متاخمة للحدود التركية، في حين يستمر التوافق "الأمريكي – الروسي" عملياً على إدارة "المسألة السورية" بدلاً من حلها بالتزامن مع تغييرات على الأرض.

وفي موازين القوى تُشكل تهديداً مباشراً لوحدة أراضي الدول الإقليمية وعلى رأس المٌستهدفين تركيا بحراب ميليشيا الإرهابي صالح مسلم،  لكن المفارقةهي في الاستجابة المتكررة التي تُظهرها القوى المُستهدفة بوجودها للتخدير السياسي، ومنها الاعتقاد بأن بوتين حريصاً على انجاز تفاهم حول سوريا (بدون الأسد) مع إدارة أوباماقبل رحيلها.

وهذا أمر غير مؤكد، إذ من المحتمل أن يتمسك الرجل بالورقة السورية لتكريس نفسه كشريك للإدارة الأمريكية الجديدة في معالجة أكثر من أزمة حول العالممنها أوكرانيا، لكن إلى حينه لا أحد يضمن أن يبقى حجر على حجر في جغرافية المنطقة، فيما سقوط حلب، يعني فتح بوابة الجحيم لخراب الشرق وبدء تفتيته.

  

التعليقات (3)

    kk

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    لأ ولسا بدون يجيبولون رئيس عم يخوفوهن في من هلأ حتى أصلا يخافوا حتى يحكوا معو وهيك بيكون فرض الأمور عليهم اسهل من الغرب .. إيمتى بدنا نكون زعران ونفرض رأيينا لك صدقوني لاينحني الغرب الا للقوي والصوت القوي والعالي ولمن هو ثابت على رأيه.. السوريون دفعوا الكثير بأدبهم وطيبتهم لان سياسيو الغرب بدون اخلاق يتبادلها معنا .. فهل تريدون هذه التجربه..

    A M

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    نعم صدقت وبررت إذا لم نكن ذئابا فستأكلنا الجرذان والقطط والأرانب والفئران قبل الكلاب

    قطر محل شبهات كثيرة وكبيرة أمام إرادة الحرية للشعب العربي السوري

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    أنا شخصيا كمعارض جملة وتفصيلا لعصابة نظام الجحش ابن الجحش في سوريا منذ السبعينيات وعلى الرغم من إحترامي الكامل لقبلتنا الشريفة إلا إنني أجد نفسي قلقا وبالشكل الفادح من "مشيخة قطر " والاسباب متعددة في هذا، وهي هنا ليست مُخدرة بالترتيب الامريكي إلا أنها خدرت المعارضة العربية السورية بشكل ملفت للنظر وإجتماعاتها الصهيونية باتت تثير صكوكاً لليقين ..... ويبقى السؤال السياسي لماذا خرج الاب للعب على هذه الاوتار الدولية كمرسال وترك الابن واجهة دون نطق
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات