مجازر مستمرة في حلب ومديرية التربية تعلّق الدراسة

مجازر مستمرة في حلب ومديرية التربية تعلّق الدراسة
لم يكن يعلم الطفل "جمال" صاحب الاثنا عشرة ربيعاً، أن رحلة قطف حبات التوت من شجرة المدرسة المجاورة لحيه، ستشبه في نهايتها رحلة الطفل "إيلان" الذي وجدت جثته على قرب أحد الشواطئ التركية.

فقد تسببت بقايا صاروخ فراغي استهدف عربة نقل داخلية قرب مدرسة الصناعة الخامسة المجاورة لحي المرجة بمقتله الطفل أثناء محاولاته الحصول على بعض حبات التوت من إحدى الأشجار التي تشكل سوراً حول المدرسة، صباح يوم الخميس، ليسقط جسده ممدداً في وضعية أعادت إلى الأذهان صورة الطفل الحلبي الآخر إيلان، الذي كان يحاول الوصول مع عائلته إلى اليونان.

الدم يغرق شوارع حلب

طيران النظام الحربي واصل ارتكاب المجازر في الأحياء التي يسيطر عليها الثوار لليوم الخامس على التوالي، متسبباً بوقوع خمسة مجازر بحق المدنيين في أحياء (الصالحين، المشهد، طريق الباب،، الصاخور، صلاح الدين) راح ضحيتها العشرات.

لم تشفع صورة الطفل "جمال" في إيقاف المجازر التي يرتكبها سلاح النظام الجوي والطائرات الروسية بحق من تبقى من السكان في مدينة حلب، حيث تسبب القصف بارتقاء نحو أربعين من المدنيين، ودمار جديد في جميع أنحاء المدينة وريفها الخارجة عن سيطرة النظام، حسب وصف "خالد خطيب" وهو مسؤول اعلامي في الدفاع المدني السوري.

.

وأضاف الخطيب: بعد أيام من الهدوء النسبي الذي شهدته الأحياء التي يسيطر عليها الثوار، عاودت الطائرات الحربية استهدافها للأسواق التي يعتمد عليها السكان في توفير احتياجاتهم، كما حصل في حيي طريق الباب والصاخور، حيث راح ضحية المجزرتين عشرين شهيداً.

ويتابع خالد: وبالإضافة إلى الأسواق، كانت الطرق الرئيسة نقطة استهداف للطائرات الحربية كما هو متوقع، حيث استهدفت الطريق الواصل بين حيي المرجة والصالحين بغارتين يوم الخميس الفائت، ارتقى على أثرها خمسة مدنيين، بينهم الطفل "جمال حسن الأشقر" الذي قتل بشظايا الصواريخ المتطايرة، إضافة إلى الشوارع الرئيسية في حي صلاح الدين مرتين متتاليتين، ما أدى إلى ارتقاء ثلاثة عشر شهيداً.

تعليق الدوام الدراسي

نتيجة القصف المكثف الذي تشهده الأحياء التي يسيطر عليها الثوار داخل مدينة حلب، أعلنت "مديرية التربية الحرة" المشرفة على المدراس والمعاهد التعليمية في حلب المحررة، تعليق الدوام الدراسي في المدينة يومين قابلان للتمديد في حال استمرارية القصف، نتيجة تخوفها من معاودة استهداف الطيران للمدراس والمعاهد كما حدث سابقاً في المدينة.

وكانت مدينة حلب قد شهدت خلال الأشهر الماضية أفظع المجازر التي ارتكبتها طائرات النظام الحربية والطائرات الروسية بحق التلاميذ والكوادر التعليمية في عدة مدارس، بينها ابتدائية عين جالوت ومدرسة سعد الأنصاري ومعهد سيف الدولة للمتفوقين، والتي راح ضحيتها أكثر من ستين طفلاً وسبعة مدرسين.

وأكد الأستاذ "مصطفى محمد" مدير التربية والتعليم في حلب لأورينت نت ، أن المعاهد التدريسية من ضمن الأهداف التي يركز عليها سلاح النظام الجوي، مستشهداً بقيام مروحيات النظام وطائراته الحربية باستهداف عدة مدارس خلال اسبوعين العام الماضي.

ويقول الأستاذ مصطفى: يعتبر هذا القرار الثاني من نوعه خلال العام الدراسي الجاري، بعد أن تم إيقاف العملية التعليمية في ذروة القصف الروسي الذي شهدته مدينة حلب مطلع العام الجاري والذي تركز على المدارس والمعاهد التربوية خلال هذا العام بالتوازي مع استهدافه باقي البنى التحتية.

النزوح الكبير الذي شهدته ولاتزال تشهده مدينة حلب، بعد تقدم مليشيات النظام الأخير وقطعها الطريق الواصل بين مدينة حلب وريفها الشمالي، إضافة إلى تهديدها الطريق الوحيد المتبقي لقاطني الأحياء التي يسيطر عليها الثوار وهو "طريق الكاستيلو" ربما يكون قد قلل من أعداد ضحايا حملة القصف الأخيرة التي يشنها النظام على هذه الأحياء.

 وهو الأمر الذي يصنفه الجميع على أنه من تفاصيل مأساة السوريين وحدهم، الذين لم يعد لديهم ما يخفف من أرقام ضحايا مأساتهم سوى إجبار من تبقى حياً منهم على مغادرة منزله !

التعليقات (1)

    زمان الهدن

    ·منذ 8 سنوات أسبوع
    نم ياطفلي فهاذا الزمان زمان تصبح الضحية وحشاً ويصبح انينها عواء. لاتستغرب فهذا زمان الثعالب والذئاب.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات