"الجولان" في مزامير "صهيون" وبروتوكولات "فارس".. هكذا يدفع بشار الفواتير

"الجولان" في مزامير "صهيون" وبروتوكولات "فارس".. هكذا يدفع بشار الفواتير
في كل يوم ينكشف التحالف الذيلي والوظيفي لبشار الأسد مع إسرائيل اكثر فأكثر، هذا التحاف الذي اتضح جليا منذ بداية الثورة عام 2011، نشأ منذ عهد الأسد الاب وإستكمله ووريثه بشار، وهما اللذان سلما الجولان لإسرائيل ولم يطالبا بإسترداده سوى ببعض الشعارات الرنانة والتهديد بالرد بالزمان والمكان المناسبين.

 

أمام هذا التخازل "الاسدي"، لم يفاجئنا بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي بعقده جلسة لمجلس وزرائه في هضبة الجولان العربية السورية المحتلة، واعلانه بأنها ستظل الى الابد تحت السيادة الاسرائيلية، طالما تبني إسرائيل لبشار بعد وفاة حافظ، كان قائماً على إتمام صفقة الجولان وضمان عدم فتح اي جبهة عسكرية فيها.

 

ومع هذا الاعلان "التاريخي" من قبل نتنياهو، تظهر حقيقة التحالف الروسي-الاسرائيلي والاصرار على بقاء نظام بشار الأسد وحمايته لأنه الوحيد القادر على تدمير سوريا بكاملها، وبالتالي الوصول الى اللحظة المناسبة لإعلان الجولان السوري جزءً من الاراضي الاسرائيلية، مع العلم أن الضوء الأخضر الإسرائلي أتى من موسكو الراعي الرسمي للتقسيم في سوريا تحت شعار "الفدرالية"، والتي تلقفا الاكراد سريعاً معلنين إقليمهم الجغرافي.

 

في بداية "الربيع العربي" كان الارتباك الإسرائيلي واضحا في الخوف من تبعات التغير في المنطقة ولاسيما سوريا، من هنا نقرأ بوضوح الاستماتة الإسرائيلية على إبقاء نظام الاسد كونه الضامن الوحيد لمعادلة "الجولان-الاسرائيلية"، كما تضح اكثر فأكثر مفاعيل "اليد" الاسرائيلية-الروسية بدفع اكراد سوريا الاسراع بإعلان "فدراليتهم" لتليها فدرالية "الجولان-الاسرائيلية" وبالتالي تكون انجزت اسرائيل حساباتها مع النظام الاسدي.

 

"الجولان" و"كوردستان" ليستا الفدراليتان الوحيدتان الناشأتان على اشلاء "سوريا"، فثمة حساب يجب ان يدفعه ايضا بشار للحليف الايراني الباحث عن فدراليات اخرى. فالفدرالية "العلوية" على الساحل السوري هي من نصيب النفوذ الايراني والروسي الذين يبحثان عن دفء مياه المتوسط. وطبعاً هذه المياه لا تروي عطش الامبراطورية الفارسية ولا تروي غليل القيصر الروسي، فإنشاء المزيد من الفدراليات أمر مفيد لتقاسم الغلة بين الروس والايرانيين والاسرائيليين، فيأتي دور الوكيل الهي "حزب الله" لخوض حروب تغير الديمغرافيا الاصلية للسكان الاصليين وتهجيرهم من مناطقهم لصالح استيراد مرتزقة آخرين.

 

وهنا علينا التمعن بما جرى في القصير وحمص، وما يجري على الحدود الشرقية للبنان ولاسيما في القلمون والزبداني وقارة والقصير وغيرها الكثير الكثير من المدن التي كانت آمنة يوماً واستقبلت الغزاة لحمايتهم من "عدوان" اسرائيل في حرب تموز 2006، الا انه في هذه المرة كانوا هم العدوان والاحتلال، ومن لم يخرج من بيته خطف وشرد وقتل، ومن استعصى مات جوعاً بعد فرضهم الحصار التام على السكان الاصليين، وكل ذلك لهدف وحيد "المطلوب المغادرة فوراً" وترك الارزاق والبيوت لسكان جدد بمعظمهم من شيعة العراق ولبنان، وطبعاً هناك افغان شيعة لجؤ الى ايران فكان لهم وظيفة "مرتزقة" تقاتل الى جانب حزب الله وتحصل لاحقاً على اقامة ومنزل ورزق مواطن سوري فدى عمره وحياته ببناء منزله وتأسيس عمله المتواضع او حقله الذي بات يزرع حقداً وإجراماً وقتلاً.

الدولة او "الفدرالية" الشيعية تسير بخطوات ثابة من القصير وحمص الى البقاع اللبناني وصولاً الى القلمون والزبداني ومناطق أخرى تسعى يد القتل الى قضمها تباعاً على طريقة الاستيطان الاسرائيلي، وطبعاً كل ذلك تحت شعار "زحفاً زحفاً نحو القدس"، فطريق القدس تمر تارة من حمص وتارة اخرى من حلب واحياناً من درعا او غيرها من المدن السورية، ولكن الاكيد أنها لن تمر يوماً بإتجاهها الصحيح طالما جميع من يدعي "الممانعة" يقرأ في "مزامير" نتنياهو.

التعليقات (2)

    الجولان متنازل عنها و اصبحت ملك ل اسرائيل

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    حافظ الاسد و ابنه بشار تنازلو عن الجولان و قرى الغجر ل اسرائيل مقابل الحفاظ على حكم الاسد و الدليل ان حزب الله تخلى عن قرى الغجر و ذهب الى سوريا للدفاع عن حكم الاسد

    سعيد الصيداوي/ صيدا ـ لبنان الحر

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    فعلاً ، هذه قراءةُ واضِحه لصورةٍ ، قد تكون لبعض القُرّاء ، شبه ضبابيّه تتجلّى يوماً بعدَ يوم على السَّاحه السُّوريّه. أملُنا الوحيد هُنا يبقى ويزال ، هوعزيمة الشّعب السسسسسُّوري الحرّ الرّافض لكلِّ أشكال التّقسيم والمُثابر والمِعطاء لأشرف ثوره يتيمه عرفها تاريخنا الحديث. شكراً للأورينت نيوز. وألف شُكر للصّحافي البارع الحُرّ الأُستاذ طوني بولس وقراءته للمشهد السّوري من أرض الواقع.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات