كيف تناول السوريون انتخابات النظام البرلمانية؟

كيف تناول السوريون انتخابات النظام البرلمانية؟
بدأ نظام الأسد اليوم مسرحية جديدة  أطلق عليها اسم "العرس الديمقراطي"، حيث يجري انتخابات برلمانية ضمن مناطق تابعة لسيطرته، متجاهلاً ما تتضمن كلمة "الشعب" من آلاف الشهداء والمعتقلين و المهجرين.

وفي اليوم المحدد لإجراء الانتخابات يطغى الصمت المطبق على أصوات الناخبين في مناطق سيطرة النظام، وتسود أجواء الترقب لانتخابات نتائجها معروفة.

ويُصر الأسد على الانتخابات بعد مرور 5 على انطلاق الثورة السورية التي صدحت حناجر أبناءها للمطالبة برحيله، وإسقاط  من يقوم على رأس الحكم معه، وسط مفاوضات دولية كان سبب فشلها الرئيسي هو بقاءه.

ووفقاً لهذه المعطيات اتخذت أجواء انتخابات مجلس الشعب، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي شملت ردات فعل مختلفة، حيث تداول ناشطون هذه المناسبة بمنشورات عبرت عن سخطهم و غضبهم، فيما اتجه آخرون للاستهزاء والتهكم منها.

ووصف أحد الناشطين الانتخابات البرلمانية اليوم بـ"الأسدية" في إشارة منه إلى مصادرة النظام حرية الرأي و التعبير و الأصوات في الانتخابات المزعومة، كما وصف مناطق سيطرة النظام بالـ"محتلة.

فيما اتجه آخر إلى الغضب و استنكار كل من ذهب للمشاركة في الانتخابات

كما طغت السخرية على منشورات معظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

و أظهرت صورة نشرها ناشطون المفارقة التي تحملها هذه الانتخابات، حيث جلس رجل مسن يصف حالة الشعب و الذي يدّعي النظام إجراء انتخابات له.

يشار إلى أن إجراء نظام الأسد للانتخابات البرلمانية هي خطوة تتناقض مع الطروحات الروسية التي تحدثت عن تأجيل هذه الانتخابات للإفساح في المجال لمفاوضات النظام والمعارضة وتشكيل لجنة مشتركة لصوغ دستور جديد قبل إجرائها.

ويعتبر إعلان الأسد عن تنظيم انتخابات خرقاً للقرار الأممي حول سوريا رقم 2254، والذي ينص على إجراء مفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة لتشكيل "حكم تمثيلي وغير طائفي" خلال ستة أشهر يمهد لدستور جديد وإجراء انتخابات بإدارة تحت إشراف الأمم المتحدة ومشاركة المؤهلين في الشتات خلال 18 شهراً.

وجرت الانتخابات في المدن الرئيسية عدا إدلب الخاضعة لسيطرة الثوار، والرقة ودير الزور الخاضعتين لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في حين يتبين بعد موقف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردية، من فتح صناديق الاقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب في شضمال وشمال شرق البلاد، وذلك كما جرى في "الانتخابات الرئاسية".

والجدير بالذكر أن الأسد قد نظم إجراء انتخابات برلمانية "شكلية" في 2012 وانتخابات فرعية لشغل مقاعد نواب منشقين نهاية العام الماضي، إضافة إلى ترتيب "انتخابات رئاسية" في منتصف العام 2014 قوبلت بنقد من دول غربية مع تشكيك بشرعيتها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات