طلال سلمان ينبش "الموتى" متذرعاً برثاء حسين العودات!

طلال سلمان ينبش "الموتى" متذرعاً برثاء حسين العودات!
بدا الأستاذ طلال سلمان مُحرجاً (من، وفي) رثاء الأستاذ حسين العودات. إذ من الصعب على عبد أن يرثي حراً. وهذه بالضبط إشكالية المقال، الذي كتبه سلمان، في صحيفة "السفير" المُقدسة. على اعتبار أنها تُمول من "الخمس"، المُخصص للولي الفقيه الإيراني. وليس من أموال عواصم النفط والغاز العربية، التي يُفترض أن "قومجية الأستاذ"، تنتمي إليهاً دماً، وتوجهاً. وتمويلاً بطريقة ما، في يوم ما. وهذا ما يعرفه حتى بائع الدخان، على ناصية مبنى الصحيفة، بحسب ما نُقله أحدهم في موقع "جنوبية"، عن لسان الأستاذ طلال ذاته. 

ليطمئن ناشر السفير، بأن رثاء الراحل العودات. لن يكون رثاء لسوريا. ذلك أن سوريا خالدة. إلا إذا كان المقصود  "سورية الأسد" التي يتمسك فيها طلال سلمان، وهذه إلى زوال. كما أنها تختلف عن سوريا الوطن، التي أطلق لأجلها السوريون، واحدة من أعظم ثورات التاريخ البشري.

يُعزينا، أن حسين العودات. رحل "حاضر البصيرة"، على ما تمنى في منشوره قبل الأخير، في صفحته الشخصية. و إن هو فقد البصر في أيامه الأخيرة. لكنه لم يُصب "بالشيزوفرينيا" الفكرية ، أو بالاستعصاء الأخلاقي. الذي أصيب فيه غالبية اليسار، و"القومجيين"، و"المُستثقفين" العرب، وأولهم طلال سلمان. ممن شحذوا ألسنتهم قبل أقلامهم، وأداروها من اليسار إلى اليمين، في حضرة الولي الفقيه. مُتنقلين بقبلة القدس، حيث يأمر ويشاء. لتمر من بيروت، دمشق، بغداد، وصنعاء. ثم عبر الرياض. والمثير للسخرية حقاً، أن يُصر الأستاذ سلمان، على الزج بفلسطين والعروبة، في "مرثيته". دون أن ينتبه، إلى أن حسن نصر الله بشحمه، ولحمه، وصوته. أعاد تصويب بندقيته "المُقاومة"، إلى صدر السعودية، ودول الخليج العربي. بيد أن الأستاذ. لا يُجيد التكسب إلا من قضية فلسطين، وتسويق كذبة المقاومة، التي كسدت أسواقها، في استدرار عواطف العرب. ثم تسخيرهم في خدمة مشروع فارسي الهوى والهوية.

لم يترك الأستاذ طلال ميتاً، إلا ونبشه في مقاله. من حافظ الأسد، إلى أنور السادات، إلى "إسرائيل" بوصفها العدو، مروراً بقومية المعركة. في محاولة بائسة لتبرير موقفه، عبر إظهاره مُتقارباً مع موقف حسين العودات. وهذا تدليس مكشوف، إذ أن الموقفين متناقضين تماماً. حيث اصطف الأول مع القاتل. فيما اتخذ الثاني مكانه الطبيعي، كمثقف وإنسان. إلى جانب القتلى. بوضوح، وبلا مواربة. و تشهد بذلك صفحات "السفير" نفسها.

كان الراحل مُتصالحاً مع حاله. ابتعد عن "الدنكوشوتية"، مذ اكتشف بأن "البعث" ليس أكثر، من مُطية لمجموعة من الطائفيين، للوثوب إلى السلطة. لذا استشف مُبكراً عقم الاستبداد، وعجزه عن إنتاج حالة وطنية، فضلاً عن قومية حقيقية. ولم يكن أقل إقداماً، كقومي ويساري، في مواجهة الاستبداد الديني . على العكس من طلال سلمان، الذي وجد "خلاصه" المادي والروحي. في الصلاة خلف الولي خامنئي، والتحزب تحت راية "يا لثارات الحسين"، على ما يبدو.  

لم يعمل العودات بعقلية الموظف، رغم انخراطه في العمل الحكومي، لسنوات طويلة. بل بعقلية المواطن، الذي يخدم وطنه ونفسه بنزاهة. دون أن يهتم باحتلال الأسد الأب لكرسي الرئاسة. طالما كان عاجزاً عن قلب الواقع. بالتالي لا يمكن اعتباره "جندياً" في غرفة عمليات حافظ الأسد. مثلما حاول سلمان تصويره. والراحل العودات ليس استثناء في ذلك، إنما شأنه شأن  عشرات آلاف السوريين، الذين عملوا بنفس العقلية المرنة. إنقاذا لما يُمكن إنقاذه، من مؤسسات الدولة، إن جاز التعبير. وعلى النقيض من طلال سلمان، الذي  امتلك جريدة. لكنه أدارها بعقلية الموظف عند الممول. وعلى عقيدة "السفير .. صوت من يدفع أكثر".

لا يمتلك الراحل العودات، موهبة طلال سلمان بالتقية. وهذه هي المشكلة، حيث لا يستطيع الأول أن يتبنى فكرة إصلاح "نظام" لا وجود له أساساً. ما يعني استحالة إصلاح مافيا الأسد، وهي الحقيقة التي يعرفها الثاني، ويُكابر في إخفائها. تماماً كما يعرف بأن الرجل، اعتكف الواجهة السياسية للمعارضات. لكنه لم يعتزل دوره، كمعارض فوق "سقف الأسد". ولا تقاعد عن واجبه ككاتب، في الانتصار لثورة شعب.

كان بإمكان الأستاذ طلال سلمان، أن يُكرم ذكرى صديقه، بلفته أكثر دفئاً. كأن يتكلم عن حسين العودات الإنسان " الذي تشرفت بالعمل تحت إشرافه، في تجربة  صحيفة أخبار العرب". معلم المهنة الصعب، لكنه الأستاذ المتواضع بسمو أخلاقه. الحنون في لحظات الغربة، وأجواء ضغط العمل. ولعل الأستاذ سلمان أفضل من عايش تلك الأجواء. في خوضه رحلة السفير المثيرة، متلونة المبادئ، والأخلاق المهنية. عدا أن لديه الكثير، من الخصوصيات الحميمة المشتركة، مع صديقه الراحل. وكان من "اللطف" والمهنية، أن تُروى صحفياً، بمناسبة رحيله الحزين.

لا شك، بأن حسين العودات تفوق بالأخلاق حياً وميتاً، على طلال سلمان . وما عدنا نستغرب أصلاً، من "الأستاذ"  ارتكابه فاحشة من عيار"مرثيته". منذ أن أطلقت منصة "السفير"، أولى قذائفها الإعلامية، تبريراً لمجازر "المقاومين" المُتنقلة، بحق السوريين العزل.

التعليقات (3)

    حسان

    ·منذ 8 سنوات أسبوعين
    استاذي الله يسلم لسانك هدول الممانعين والمقاومين قمة في الممانعة للاخر حتى اخر لحطة قبل البيع والقبض اما بعد البيع فلا عتب عليهم والحكم للقرش والتومان والسنت واي عملة تانية ملاحظة الروبل غير مقبول بخسر كتير

    سوري حر وابن حر

    ·منذ 8 سنوات أسبوعين
    اياكم ان تتكلمو عن المقاومة فهيا عمود السلطة والتسلط على رقاب الشعب السوري من المقاومين هم عصابات مؤلفة من حكم ال الاسد والمجوس والشيطان حزب الشيطان ابتداء من فيلق القدس الى حزب الشيطان الى حزب البعض الاسدي باسم المقاومة تذبح الشعوب و باسم الارهاب تقتل الشعوب مع العلم ان كل حكام الرب هم روؤساء عصابات ارهابيه ومافيات دموية من السيسي الى الاسد الى بوتفليقة الميت المريض اغبياء عملاء مجرمين ماصونيين

    [email protected]

    ·منذ 8 سنوات أسبوعين
    طالم في الثورة ريشة انسانية ناقدة ثاقبة فاعلم انها بخير
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات