زيارات مكوكية لدي مستورا في عواصم إقليمية
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة "أحمد فوزي" عقب لقاء "دي ميستورا" مع وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" أن موعد استئناف المحادثات السورية السورية هو تاريخ 11نيسان الجاري مثلما كان مقرراً، مشدداً على أن "روسيا والولايات المتحدة ملتزمتان بدعم المفاوضات".
وأشار إلى أن دي مستورا سيقوم بجولة على عواصم معنية بالملف السوري، من بينها طهران ودمشق وأنقرة والرياض، وقال إن أهمية إطلاق جولته من موسكو تعود لدورها الرئيسي لإحداث "زخم حقيقي في الحل السياسي".
وأضاف "فوزي" أن المحادثات ستبدأ باجتماعات بين المبعوث الخاص والهيئة العليا للمفاوضات فيما يتوقع وصول وفد نظام الأسد يوم 14 نيسان.
النظام في جنيف بعد انتهاء انتخاباته
وفي السياق ذاته، نفى نائب وزير خارجية النظام "فيصل المقداد" تغيير رئيس وفد الأسد المفاوض إلى محادثات جنيف، مؤكداً أن الوفد برئاسة "بشار الجعفري" سيتواجد في جنيف "بعد انتهاء الانتخابات التشريعية، التي قررها النظام بطرف أحادي في الـ13 نيسان الجاري.
وادعى "المقداد" في تصريح لقناة "الميادين" الإيرانية أن من وصفهم بـ"الحلفاء والأصدقاء" تفهموا مشروع نظامه السياسي الذي يبدأ "بحكومة موسعة تستوعب المعارضات"، وهذه الحكومة تشكل لجنة صياغة الدستور، وأي حكومة تأتي بعد ذلك يجب أن تقود البلد من خلال تفويض شعبي عبر البرلمان، وبعد ذلك تأتي حكومة تلبي تطلعات الجماهير ومنتخبة من الشعب".
كما كشف "المقداد" عن زيارات ستقوم بها وفود تابعة لنظامه إلى عواصم عربية وأوروبية في الأيام المقبلة، مدعياً وجود تغير واسع في المزاج الأوروبي تجاه سوريا بعد الإرهاب الذي ضرب بعض العواصم الأوروبية.
تكويعة أمريكية جديدة حول مصير الأسد
بدوره، استنسخ "مارك تونر" المتحدث باسم الخارجية الأميركية التصريحات الروسية ليعتبر أن "مصير الأسد يقرره السوريون وحدهم".
وقال "تونر" في حديث للصحفيين "إنه رغم استمرار الخلاف مع موسكو بشأن مصير الأسد، فإن واشنطن تحترم العملية السياسية في جنيف وما سينجم عنها من مقررات"، مشيراً إلى أن بلاده تتفق مع موسكو في أن مصير الأسد يقرره السوريون وحدهم، وذلك من خلال مفاوضات جنيف التي ستقرر الشكل الذي ستتخذه عملية الانتقال السياسي وجداوله الزمنية.
المعارضة ترفض تمييع قضية الأسد
في المقابل، وعلى ضوء "الغموض الأمريكي" حول الموقف من مصير الأسد شدد عضو "الهيئة العليا التفاوضية" فؤاد عليكو في تصريح خاص لـ"أورينت نت" أن مصير الأسد "أمر محسوم" بالنسبة للمعارضة السورية.
وشدد عليكو على أن "تمييع" قضية بقاء بشار الأسد من قبل روسيا أو حتى أمريكا أمر مرفوض للمعارضة، مشيراً إلى أن الأخيرة قبلت بأن يشارك مدنيين من قبل النظام ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري في "هيئة الحكم الانتقالي"، لكن ليس الأسد؛ المسؤول عن قتل أكثر من 400 ألف سوري وتهجير نصف الشعب السوري.
وأضاف عليكو أن الهيئة العليا للتفاوض تجتمع خلال اليومين القادمين في العاصمة السعودية الرياض لتحديد موقفها من التحضيرات لانطلاق الجولة القادمة من مفاوضات جنيف، مشيراً إلى أن المعارضة ستلتقي بالمبعوث الدولي إلى سوريا "ستيفان دي مستورا" خلال زيارته إلى الرياض.
وكانت المعارضة السورية قد عبرت قبل يومين عن قلقها من "الغموض الأمريكي" حيال مستقبل بشار الأسد، حيث اعتبرت عضو وفد اللجنة العليا للمفاوضات في جنيف "بسمة قضماني" أن الغموض الأمريكي "يؤذي" المعارضة السورية.
يذكر أن الخلاف بشأن مصير الأسد هو السبب الرئيسي وراء فشل جهود سلام سابقة بذلتها الأمم المتحدة في عام 2012 وفي عام 2014؛ من أجل إنهاء الازمة المستمرة منذ خمس سنوات، حيث تصر المعارضة الرئيسية إلى جانب الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، منذ فترة طويلة، على أن أي اتفاق سلام يتعين أن يتضمن رحيل الأسد عن السلطة مع بدء المرحلة الانتقالية ؛ في حين يقول نظام الأسد وروسيا إن الاتفاقات الدولية التي تضمن عملية السلام لا تتضمن أي عبارة تشير إلى ذلك.
التعليقات (5)