الأسد و"مسرحية الإنجاز" في تدمر .. وانعكاساتها على جنيف

"الجعفري" وحلم المشاركة في تحالف دولي ضد "الإرهاب"

فقد أطل "بشار الجعفري" رئيس وفد النظام المفاوض في محادثات جنيف، ليشير إلى أن نظامه "مستعد للمشاركة في تحالف دولي ضد الإرهاب".

لم يكتفي "الجعفري" بذلك، بل انطلق من موقع "المنتصر" وليضع شروطه حتى على أقوى دولة في العالم، ليقول" إن نظامه ليس لديه مانع بالتحالف مع واشنطن لإنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب ، لكن، بالتنسيق مع الأسد".

"الجعفري" لم ينسى جهود "الحليف الروسي"، حيث رأى أن "التحالف الدولي لم ينجح في سوريا، لأنه لم ينسق مع النظام، وروسيا نجحت لأنها تنسق معنا".

تضخيم الحدث

تصريحات "الجعفري" جاءت ضمن سياسية ممنهجة اتبعها النظام وإعلامه، عبر تضخيم الحدث ليصل صداه إلى عواصم العالم، حيث كان بيان "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" في قوات الأسد أكثر صراحة من الجعفري نفسه، وقال بيان "إن إحكام السيطرة على مدينة تدمر دليل جديد على أن الجيش العربي السوري هو القوة الوحيدة الفاعلة والقادرة على مكافحة الإرهاب واجتثاثه"، واعتبر البيان "أن السيطرة على مدينة تدمر تشكل قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية التي تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة ضد التنظيم الإرهابي على محاور واتجاهات عدة أبرزها دير الزور والرقة".

الأسد و"انجازه" في تدمر

"بشار الأسد" بدوره، اعتبر أمام وفد يميني فرنسي أمس الأحد أن "تحرير مدينة تدمر يعتبر إنجازاً هاماً ودليلاً على نجاعة استراتيجية الجيش السوري في حربه ضد الإرهاب، بحسب ما أعلنه تلفزيون النظام الرسمي.

واللافت في تصريح الأسد أن استخف بعدم "جدية التحالف"، الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم أكثر من 60 دولة، في محاربة الإرهاب، ساخراً من "ضآلة ما حققه هذا التحالف منذ إنشائه قبل نحو عام ونصف"، مقابل "الانجازات الكبيرة" التي تحققه قواته بدعم جوي من الطائرات الروسية.

روسيا تحارب على "الجبهة السياسية والعسكرية"

في موسكو، التي "حاربت سياسياً" على الجبهة الأمريكية والأممية لترحيل البحث في "مصير بشار الأسد" ضمن مباحثات جنيف، كما كان لقواتها الدور الرئيسي في سيطرة نظام الأسد على تدمر، أجرى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أمس الأحد اتصالاً بالأسد "مهنئاً" بـ"الانجاز العظيم" في تدمر.

وقال المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" إن "الأسد ثمن غالياً المساعدة التي قدمتها القوات الجوية الروسية، بينما أبلغ بوتين الأسد بأن روسيا ستواصل مساعدة نظامه في مكافحة الإرهاب".

تدمر و جدول أعمال الجولة الثانية من مفاوضات جنيف

في هذه الأثناء، تخوف مصدر سياسي سوري معارض يقيم في أسطنبول، من أن تضغط روسيا وحتى أمريكا على المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان دي مستورا" بهدف تغيير أولويات جدول أعمال الجولة الثانية من مفاوضات جنيف والمقررة في 10 من الشهر القادم.

وأشار المصدر إلى محاولات روسية جدية بهدف تعويم بشار الأسد، مدفوعة بالتقدم الذي جرى يوم أمس في تدمر، معتبراً أن ما جرى في تدمر هي عملية تسليم للمدينة بين تنظيم "الدولة" ونظام الأسد، في تكرار لنفس العملية ولكن بالعكس قبل أكثر من عام؛ عندما دخلت أرتال التنظيم القادمة من الرقة وسيطرت بساعات على كامل المدينة.

المعارضة تقلل من انعكاس تقدم قوات الأسد على مفاوضات جنيف

لكن في المقابل، قلل "محمد صبرا" عضو "الهيئة العليا للتفاوض" التي تمثل وفد المعارضة في مفاوضات جنيف من انعكاس تقدم قوات الأسد على مفاوضات جنيف.

وأكد "صبرا" في تصريح خاص لـ"أورينت نت" أن "التغيرات على الأرض رغم أهميتها لكن لا يجب اعتبارها هي الفيصل النهائي"، مشدداً على أن الشعب السوري خرج بثورة عندما كان بشار يسيطر على كل سوريا ويحكم قبضته على كل مفاصل الحياة بهدف إسقاط النظام ورموزه.

وأشار "صبرا" إلى أن إعادة السيطرة على مدينة لا يعني أن السوريون سيرضخون؛ مؤكداً أن "لا تأثير كبير لما حدث في تدمر على جوهر العملية السياسية الجارية في جنيف".