تستطلع أورينت نت في هذا الملف أنواع الذخائر الجوية التي استخدمتها روسيا خلال حملتها لدعم نظام الأسد، والاختلاف في نوعية الذخائر الجوية المستخدمة من قبل الروس.
قنابل وصواريخ
تركزت العملية الروسية في سوريا على الحملة الجوية التي شاركت فيها قرابة 100 طائرة مختلفة الأنواع، بين قاذفة ومقاتلة متعددة المهام ومروحية وطائرات استطلاع وغيرها.
في ما يلي قائمة بأنواع الذخائر الجوية التي وثق استخدام القوات الروسية لها في سوريا، وتشمل القنابل والصواريخ الموجهة وغير الموجهة.
القنابل غير الموجهة
استخدم الروس خلال عمليتهم في سوريا قنابل غير موجهة من عدة أنواع، من فئتي 250 و500 كغ، وتنوعت بين قنابل شديدة الانفجار "كثيرة الشظايا"، والقنابل العنقودية والقنابل الشديدة الانفجار (يعتقد باستخدامهم القنابل الفراغية والحارقة كذلك).
القنابل شديدة الانفجار "كثيرة الشظايا"
القسم الأكبر من القنابل التي ألقتها الطائرات الروسية هومن هذا الطراز ومشتقاته، فمعظم الفيديوهات والصور للطائرات الروسية في مطار حميميم تظهر فيها هذه النوعية بشكل أساسي .
حيث يرجع استخدامها الكثيف بسبب تأثيرها الكبير على الأفراد والعربات غير المصفحة، وبالأخص في المناطق المفتوحة والريفية التي تركز عليها القصف الروسي، إضافة لمنطقة التأثير الواسعة التي تصل حتى 150 متراً، فالروس يسعون لإحداث أكبر أثر ممكن ضد الأفراد في المناطق التي يستهدفونها.
تعتمد فاعلية هذه القنابل على نشر كمية كبيرة من الشظايا المعدنية، التي تستهدف الأفراد والعربات غير المصفحة بشكل أساسي .فقد سجل خلال العمليات الروسية استخدام هذه النوعية بكثافة، فكانت أكثر من طائرة روسية تلقي حمولتها الكاملة على منطقة واحدة أحياناً .
كذلك وردت صور وتسجيلات مصورة لتجهيز الروس لطائراتهم بقنابل OFAB-500ShR، والتي تعتبر جيلاً أحدث، وتتميز بوزنها الأكبر (500 كغ) وتصميمها وغرضها المختلف، ويبدوأنها استخدمت على نطاق أقل من النوعية السابقة.
القنابل "شديدة الانفجار"
استهدف الروس المباني سواء السكنية أوغيرها بنوعية قنابل ذات تأثير مختلف، حيث يعرف عن استخدام الروس لقنابل (شديدة الانفجار ) خلال استهدافهم للمباني المختلفة، فهي تختلف في آلية تأثيرها عن النوعية السابقة، وتعتمد على توليد موجة ضغط كبيرة ولهب، بحكم كمية المتفجرات الكبيرة نسبياً فيها مقارنة بالنوعية السابقة، حيث تدمر الأبنية بشدة، وتتسبب بالمجازر في المناطق المدنية كثيفة الأبنية، نتيجة تأثير الانفجار ذاته وبتأثير تهدم الأبنية .
استخدم الروس النوعية FAB-500 خصوصاً النموذج FAB-500/62 الذي يعتبر أحدث نسبياً (كذلك يوجد صور للنموذج FAB-500/54).
القنابل الخارقة للتحصينات
على الرغم من قلة الأهداف المحصنة لدى الثوار، أوالمنشئات تحت الأرض التي تتطلب استهدافها بقنابل خارقة، لكن الروس استخدموا في عدة حالات قنابل "خارقة للتحصينات " .
حيث تتميز هذه القنابل بمقدمة مدببة ذات غلاف سميك، تؤهلها للخرق ضمن التربة أوالخرسانة، وتستخدم لضرب الملاجئ والمخازن تحت الأرض ومدرجات الطائرات وغيرها من الإنشاءات الهندسية المحصنة.
حيث استخدم الروس قنابل BetAB-500 في سوريا، كما تظهر الصور التي نشرت من قاعدة حميميم.
القنابل العنقودية
بسبب رغبة الروس في التأثير في أوسع منطقة ممكنة أثناء القصف، وبحكم أن هدفهم الرئيسي تفريغ المناطق من العناصر البشرية المقاتلة أوالمدنية على حد سواء، فقد استخدموا القنابل العنقودية بشكل واسع جداً وتحتل الموقع الثاني بعد القنابل الشديدة الانفجار " كثيرة الشظايا " .
حيث تعتبر أكثر الأسلحة التي استخدموها خطراً، بسبب النسبة الكبيرة التي لا تنفجر منها ما يحولها لألغام، تشكل خطراً كبيراً بالأخص في المناطق الزراعية.
يستخدم الروس عائلة "حواضن" RBK بعدة أنواع، حيث استخدمت حواضن RBK-250 وRBK-500 في سوريا .وتنوعت الذخائر الثانوية بين الذخائر المضادة للدبابات "الذكية"، التي استخدمت خلال الأيام الأولى للحملة، لتختفي بعدها وتظهر الذخائر الثانوية المضادة للأفراد بشكل أساسي خلال بقية الحملة .
عرف من الذخائر الثانوية التي استخدمها الروس الأنواع التالية
PTAB-1M : وهي ذخائر ثانوية مختلطة التأثير، لها قدرة على خرق الدروع غير السميكة للعربات، إضافة لنشر الشظايا المؤثرة في الأفراد .
SPBE : وهي من أوائل الذخائر العنقودية التي سجل استخدامها، وتعتبر من الذخائر "الذكية" المضادة للدبابات، استخدمت بشكل محدود ليتوقف استخدامها لاحقاً.
ShOAB-0.5M : ذخائر ثانوية صغيرة كروية الشكل مضادة للأفراد.
AO-2.5: وهي ذخائر ثانوية مضادة للأفراد، تتميز بانفلاقها إلى نصفين قبل انفجارها، وظهرت بكثرة خلال الحملة الروسية.
ZAB2.5 : استخدم الروس الذخائر الثانوية الحارقة من نوع ZAB2.5M، وكذلك ظهر الجيل الأحدث من هذه الذخائر الحارقة والمسمى ZAB2.5S ( اعتقد الكثيرون أنها قنابل فوسفورية، لكنها في الواقع قنابل حارقة، لا يعرف فعلياً تركيب المادة الفعالة فيها لكن الأجيال الأقدم منها تعتمد على الترميت، وليس على مركبات الفوسفور كعنصر فعال).
القنابل الموجهة
على الرغم من كونها دولة عظمى لكن روسيا لاتزال تُعتبر متخلفة في مجال القنابل الموجهة، فقد وجدت الفرصة مناسبة خلال عمليتها في سوريا للترويج لبعض أنواع قنابلها الموجهة، التي استخدمته على نطاق محدود جداً في سوريا .
حيث تمتلك روسيا عائلة قنابل موجهة KAB استخدمت منها ثلاثة أحجام في سوريا ( 250، 500، 1500 ) كغ .حيث تظهر الصور التي نشرها الروس استخدامهم لقنابل KAB250 وقنابل KAB500 وقنابل KAB1500 .
واستخدمت النسخ الموجهة ليزرياً وعبر الأقمار الصناعية، لكنها كانت بنسبة منخفضة جداً، وهذا عائد للعقيدة العسكرية الروسية التي تستخدم القنابل غير الموجهة بشكل أساسي .
فقد بالغ الروس في قدرات قنابلهم، وتحدثوا عن دقة تبلغ مترين لبعض القنابل، في محاولة لترويج بضاعتهم المتخلفة، لكن الكثير من الفيديوهات التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية تعاكس تلك الدعاية .
الصواريخ غير الموجهة "جو-أرض"
استخدم الروس صواريخ غير موجهة من طائراتهم وتحديداً طائرات مي-24 وسوخوي 25 المختصة بالإسناد الناري القريب، حيث استخدمت صواريخ S-8 بشكل رئيسي من حواضن للصواريخ تُحمل تحت أجنحة الطائرة، لتطلقها الطائرات بشكل رشقات.
فقد تجنب الروس على ما يبدواستخدمها مع طائراتهم الأخرى، وذلك بسبب سقف الارتفاع الذي يبلغ حوالي ستة كيلومترات، الذي ابقوها عليه لحمايتها من الصواريخ المحمولة على الكتف، والذي لا تستطيع أن تطلق هذه النوعيات من الصواريخ منه .
S-8: صواريخ غير موجهة تحملها الطائرات والحوامات، منها أنواع مضادة للأفراد وللدبابات، يبلغ مداها بحدود 4 كيلومترات وعياره 80 ملم(يعتقد كذلك باستخدام صواريخ S-13 ذات العيار 122 ملم).
الصواريخ الموجهة "جو-أرض"
لم يعلن الروس سوى عن استخدام نوعيتين من الصواريخ الموجهة جو– أرض خلال حملتهم الجوية في سوريا، فقد ظهر النوعان الأكثر استخداماً لدى الجيش الروسي، واللّذان استخدمها جيش النظام سابقاً كذلك بعدد محدود.
X-25 : خ-25 وهوالصاروخ الأكثر استخداماً، وحملته بشكل أساسي طائرات سوخوي 25 وسوخوي 24، استخدم الروس نسخته الموجهة ليزرياً، والبالغ مداها 11 كم تقريباً، إضافة للصاروخ X29 خ-29: الموجه ليزرياً أيضا بمدى حوالي 12 كم.
سُلحت حوامات مي-24 الروسية بصواريخ موجهة مضادة للدبابات (9K114 Shturm ( لكن لا يُعرف الكثير عن استخدامها.
صواريخ (طوافة – مجنحة – جوالة - كروز)
استخدمت روسيا عدة أنواع من الصواريخ الطوافة، والتي تطير على ارتفاع عدة عشرات إلى مئات من الأمتار عن سطح الأرض عند انطلاقها نحوأهدافها، وتمتلك جناحين مثل الطائرة وتوجه باستخدام منظومة توجيه معقدة أكثر بكثير من الصواريخ البالستية.
استخدمت روسيا نوعين من الصواريخ الطوافة من القاذفات الاستراتيجية ( بأعداد محدودة).
خ55، بالروسية X-55 بالإنجليزية KH55، ويملك رأساً حربياً بحدود 400 كغ فقط ومداه حتى 3000 كم .
خ101، أطلقته القاذفات أيضاً، مداه حتى 3000 كم ورأسه الحربي 400 كغ .
أسلحة متخلفة
اختبر الروس عدداً من القنابل الموجهة (بالليزر والأقمار الصناعية) التي استخدموها بشكل محدود، وتعتبر على الرغم من تقنيتها العالية "متخلفة" مقارنة بما لدى الدول الغربية من ذخائر جوية، إضافة للصواريخ الطوافة من عدة أنواع .
لم يستخدم الروس الكثير من الذخائر التي استخدمها الأسد، على الرغم من أنهم مصدر طائراته وما يرتبط بها من تجهيزات وذخائر، فقد استخدم النظام طيفاً أوسع من الذخائر، وهذا عائد ربما لطبيعة مخزونه من القنابل والصواريخ المختلفة الأنواع والتي لا يتنسب بعضها مع طبيعة المهمات التي استخدمت فيها، لكنه استخدمها بسبب حاجته لاستخدام كل ما هومتوفر لديه.
روسيا خليفة الاتحاد السوفيتي رغم نشرها لبعضٍ من أحدث طائراتها في سوريا، من سوخوي 30 وسوخوي 34 وسوخوي 35 والنسخ الأحدث من سوخوي 24، تابعت استخدام الكثير من الذخائر التي استخدمها نظام الأسد خلال حربه الممتدة خمسة أعوام، لكنها زادت عليها عدة أنواع من الأسلحة والذخائر والتجهيزات، التي لم يسجل وصولها لجيش النظام قبل بدء التدخل الروسي .
فقد استخدمت خلال الحملة الجوية بشكل رئيسي ذخائر تعود تصميماتها وحتى تصنيعها للحقبة السوفيتية، وبعضها مخزن منذ أكثر من 25 عاماً، ما يبرر النسبة الكبيرة لفشل القنابل وبخاصة العنقودية .
التعليقات (2)