الهجمات ستعمق عدم الثقة بالمسلمين
وذكرت صحيفة "تاغسشبيغل" الألمانية أن "إستراتيجية الإرهابيين واضحة: يريدون دق إسفين بين المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وبين من حولهم من غير المسلمين.
وأضافت الصحيفة أن هذه الهجمات ستعمق عدم الثقة بالمسلمين، وتسارع عزلتهم، وحينما يبدأ رد الفعل العكسي من المجتمعات الأوروبية تجاه كل ما هو مسلم، المساجد، الحجاب، وحتى قائمة الطعام الحلال، سيكون الإرهابيون قد حققوا هدفهم".
مجلة "Politico" وصفت بلجيكا "الدولة الفاشلة"
من جهتها، أكدت صحيفة "دي فيلت" الصادرة في برلين أن "الإرهاب الحديث وليد العولمة. فالإرهابيون يستخدمون الوسائل التكنولوجية الحديثة، لإحكام سيطرتهم على شبكاتهم، ما لا يجب أن يحدث هو أنّ بلداً مثل بلجيكا، التي وصفت مرة من قبل مجلة "Politico" بـ "الدولة الفاشلة"، تسمح بانتهاكات خطرة تحدث في منطقة كمنطقة "مولينبيك" في بروكسل. لكن المسؤولية لا يتحملها البلجيكيون وحدهم، بل جيرانهم الأوروبيون أيضا".
خلط صورة العرب والإسلام بالإرهاب
في الصحف العربية، أشارت الكاتب "رندة تقي الدين" في مقال لها بصحيفة "الحياة" إلى أنه لم يعد مستغرباً أن ينشأ في الدول الأوروبية شعور بالعنصرية ضد العرب والمسلمين، بعد بروكسيل وباريس وإسطنبول، صحيح أن الإرهابيين الذين قاموا بتفجيرات وهجمات بروكسيل وقبلها باريس هم أقلية بين الجاليات العربية في أوروبا ولكن أعمالهم الوحشية وتبني تنظيم "داعش" لهذه الأعمال تدفع عدداً كبير من الأوروبيين إلى خلط صورة العرب والإسلام بهذا الإرهاب الوحشي.
ولفتت الكاتبة إلى أن الجاليات المسلمة التي تعيش بأعداد كبيرة في فرنسا وبلجيكا وهولندا وغيرها مهددة من تصاعد التطرف العنصري نتيجة أعمال وحشية ترتكبها أقلية مجرمة بدأت تأخذها رهينة في دول لا تعرف القيادات فيها كيف تتعامل مع هذه الظاهرة الإرهابية التي تتغذى من الفوضى والحرب السورية.
وأضافت "بلجيكا وفرنسا في حرب مع هذا الإرهاب الوحشي الذي ضربها على يد مواطنين بلجيكيين وفرنسيين من أصل عربي مغربي وجزائري. واستطاع "داعش" تجنيد أوروبيين من أصل عربي مسلم وغسل دماغهم لقتل الأبرياء وتحويل حياة الجاليات العربية الأصل في أوروبا إلى جحيم الاضطهاد والعنصرية".
اختراق للكليشيهات التقليدية حول منفّذي العمليات
أكدت صحيفة "القدس العربي" فقد أشارت إلى وجود أسباب عديدة تجعل من هجمات بروكسل علامة نوعيّة في الظاهرة المعقّدة للإرهاب، ولا يتعلّق الأمر فقط بعدد القتلى والجرحى الكبير ولا بشلّها مدينة بروكسل ليوم كامل، بل كذلك في رمزيّة ضرب عاصمة الاتحاد الأوروبي وبوقوعها بعد أيّام قليلة فقط من اعتقال "صلاح عبد السلام" أحد المشتبه بهم في التخطيط والتنفيذ لهجمات باريس، في تضارب صارخ مع الإحساس الذي نشره ذلك الاعتقال بإغلاق ملفّ الهجمات الدامية في فرنسا، وكذلك في مشاركة عدد من مواطني روسيا البيضاء في العمليّات، في اختراق للكليشيهات التقليدية حول منفّذي العمليات الذين يُفترض أن يكونوا من أصول مغاربية أو "جهاديين" متدرّبين في العراق وسوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض زعماء العالم، لجأ كالعادة، إلى التعميم الذي يتجاهل دائماً تعقيد وعمق الظاهرة، فيما لجأ أشخاص مثل المرشح الأمريكي للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب إلى الدفاع عن تقنيّات التعذيب والتنديد بالمهاجرين وإغلاق الحدود "حتى نتحقق مما يجري"! فيما استغلّت دول مثل إسرائيل وسوريا الحادثة لتقديم نصائح لأوروبا في مطالبة بتأييدها في إجرام حكوماتها، التي ساهمت في خلق استعصاء ومعاناة تاريخيين كانا في صلب أسباب تخلّق الإرهاب وتشكّله.
التعليقات (1)