منظمة "أوتشا" التابعة للأمم المتحدة توقف الحليب عن أطفال حلب

منظمة "أوتشا" التابعة للأمم المتحدة توقف الحليب عن أطفال حلب
أوقفت منظمة (OCHA) التابعة للأمم المتحدة، والمسؤلة عن إمداد المناطق السورية بحليب الأطفال المجفف، دعمها المؤسسات الإنسانية والإغاثية العاملة في مدينة حلب، منتصف العام الماضي، جراء تخوفها من تدهور صحة الرضع، واعتماد الأمهات الواسع على الحليب المجفف كغذاء لأطفالهن، عوضاً عن الحليب الطبيعي.

قرار غير منطقي

واعتمدت المنظمة بدراستها على التجربة العراقية، لجهة عدم تأثر الأم من ناحية إدرار الحليب خلال سنوات الحرب هناك، وهو ما دفعها إلى مطالبة المؤسسات الإنسانية العاملة في حلب، ايقاف تقديم الحليب المجفف للأطفال نهائياً، حرصاً على سلامة الرضيع حسب طلبها.

إلا أن الطبيب "أحمد أبو الوفا"  أكد لـ"أورينت نت" أن حرب العراق تختلف تماماً عن الحرب في سوريا، والوضع الأمني لا يمكن مقارنته بأي دولة شهدت حرباً، واصفاً قرار منظمة (OCHA) بالغير منطقي.

وقال أيضاً: لم تشهد أي مدينة عراقية قصفاً بشتى أنواع الأسلحة، ومعارك متواصلة لأكثر من ثلاث سنوات، كما حدث ويحدث في حلب، وهو ما يدفع الأم إلى فقدان فرصها في در الحليب، نتيجة التعب والإرهاق الجسماني والنفسي، المتمثل بالخوف على عائلتها، وسماع أصوات الإنفجارات على مدار الساعة.

ويضيف أبو الوفا: اعتمدت المنظمة في قرارها على دراسة أجرتها للأمهات القاطنات قرب الشريط الحدودي، وهو مكان بعيد عن القصف والمعارك سابقاً، أي أن الأم المرضعة بعيدة كل البعد عن مظاهر التعب والإرهاق النفسي، الذي تعاني منه الأم المرضعة داخل المناطق التي تشهد قصفاً على مدار الساعة.

حملات تبرع

بعد توقف عدة جهات ومنظمات دولية عن تقديم مادة الحليب في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حلب، أطلقت جمعيات إغاثية في المدينة، حملات تبرع لتأمين حاجة الأطفال الرضع فيها، ولاقت هذه النداءات اقبالاً رمزياً من قبل أفراد فقط في الداخل السوري، حسب ما صرح "وائل الحلبي" مسؤول العلاقات العامة في "جمعية أبرار حلب" إحدى أهم الجمعيات المهتمة بتوفير وتوزيع هذه المادة.

وأشار الحلبي أن نحو ثلاثة آلاف طفل تتكفل بهم الجمعية، بحاجة ماسة للحليب المجفف الذي نحاول توفيره لهم، إلا أننا نعاني من مشاكل كثيرة، أبرزها، نفاذ مخزون معظم الجمعيات، بالتزامن مع شبح الحصار الذي يخيم على المدينة، وهو أمر إن حدث، سيشكل كارثة انسانية تشبه ماتعانيه مدينة مضايا.

ويضيف الحلبي: منذ أشهر انتهى مخزون الحليب (نمرة1) المخصص للأطفال دون سن الستة أشهر، وعلى الرغم من مناشداتنا المنظمات الدولية لم نجد مجيباً، ما دفعنا إلى اطلاق حملة للتبرع الفردي بالنسبة للمقتدرين من سكان المدينة، لكنها غير كافية مطلقاً.

محاولات سد النقص

ومن خلال حملة "دعم صمود حلب" التي تعنى بتأمين مستلزمات المواطنيين المتواجدين داخل المدينة، أملاً في مواجهة الحصار الذي تحاول مليشيات النظام فرضه عليهم، يحاول المجلس المحلي تأمين مادة الحليب المجفف، من خلال التواصل مع المؤسسات التابعة للحكومة السورية المؤقتة، وأخرى دولية.

مدير المكتب الإغاثي في المجلس المحلي لمدينة حلب، "علي الشيخ عمر" يتحدث عن المبادرات التي يقوم بها المجلس بغية تأمين حليب الأطفال المجفف، فيقول: حسب احصاءات المجلس المحلي، فإن عدد الأطفال الرضع دون سن العام، يبلغ إثنا عشر ألف ومئتي طفل، يقدم لكل طفل منهم علبتي حليب شهرياً، وهي أرقام خيالية، لا يمكن مداراتها بأرقام رمزية موجودة لدى المجلس.

وعن عمل المجلس المحلي في محاولة انشاء مخزون احتياطي من هذه المادة، يقول الشيخ عمر: تم التواصل مع عدة منظمات انسانية، بغية ادخال كميات وافية من حليب الأطفال، وقد استجابت منظمة (OUSM) وهي منظمة طبية عالمية، لنداء المجلس، وقامت بادخال مايقارب الستين ألف علبة حليب، وهي غير كافية سوى شهرين فقط، بينما اكتفت باقي المنظمات بتقديم الوعود لنا.

نفاد أنواع من حليب الأطفال لدى بعض الجمعيات الإغاثية، والإنخفاض الكبير في مخازن الحليب المجفف داخل المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حلب، دفع المؤسسات الثورية، وبالإشتراك مع أطباء الأطفال العاملين في المناطق المحررة، إلى تقديم دراسة طبية لكل طفل دون سن العام، تشمل الوضع الصحي للأم، وحاجة كل رضيع للحليب، على أمل استجابة أي جهة وتوفير الاحتياجات اللازمة من المادة في أي وقت.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات