حشاشو أفغانستان وإمارة الجولاني

استغل السلفيون صمت الجبهات للقيام بتصفية حسابات يبدو انها كانت مؤجلة  داخل البيت الجهادي، وجاء قمع التظاهرت في ادلب والهجوم على الفرقة الثالثة عشر في معرة النعمان ليزيل آخر الحواجز أمام اندلاع معارك البيت الداخلي وتشتعل حسابات التواصل الاجتماعي التابعة للاسلاميين بمعارك ساخنة تبرز فيها عبارات مثل خوارج ومرجئة وسلفي تكفيري وسلفي علمي وصوفي ومنهجي . 

بل تطورت المعركة الى ألفاظ غير معروفة في عالم الجهاديين الذين يتجنبون عادة التنابذ بالألقاب وبرزت تعبيرات مثل حثالات، ومجاهيل تويتر، وحتى موساد أو مباحث أو مخابرات أو جامية (تيار داخل خريطة الإسلاميين في السعودية يطلق على شعبة من شعب التيار السلفي يتميز بالعداء لأي توجه سياسي مناوىء للسلطة انطلاقاً مما يعتقدون أنه منهج السلف في السمع والطاعة وحرمة الخروج على الحاكم). 

 الفتى من قال أبي

المعارك بدأها وجه بارز ومثير للجدل في عالم السلفية هو الشيخ "حذيفة عزام"، ابن مؤسس الجهاد الأفغاني الشيخ "عبد الله عزام"، اتهم فيها جبهة النصرة بتدمير 13 فصيلاً من فصائل المعارضة السورية، متحدثاً عن مخالفات وممارسات غير شرعية للتنظيم .

يقول عزام :

"أود أن أعتذر سلفاً من كافة الفصائل الثلاثة عشر التي قوتلت وفككت وأخرجت عن الخدمة  وصودر سلاحها ومقراتها وجميع أملاكها دون أن تملك لها الفصائل شيئا ودون أن يملك لها الشرعيون شيئاً وكنت شاهد عيان على معظم ما حل بها .

أعتذر من تلك الفصائل عن خذﻻني أوﻻً لها ولو بكلمة حق. أعتذر من حركة حزم التي فكت لي 93 محتجزا من جبهة النصرة وجند اﻷقصى دفعة واحدة ولم أتمكن من إطﻻق أسير واحد لهم  .

كما أعتذر من جمال معروف الذي فك لي من شباب جبهة النصرة وجبهة أنصار الدين والكتيبة الخضراء ولم أستطع أن أفك أحدا من جماعته ."

كأس من الشاي

ويتابع الشيخ الفلسطيني الأردني : "كل مشكلة في الساحة السورية ما لم تكن جبهة النصرة طرفا فيها حلها سهل وهين تحل على كأس من الشاي أو وجبة غداء أو عشاء نجمع فيها اﻷطراف وتنتهي المشكلة في نفس المجلس .

بل أقسم بالله العظيم أن كثيراً منها تحل باتصال أو مراسلة عبر وسائل التواصل  وما سعيت في حل مشكلة بين الفصائل إﻻ نجحت ووفقت فيها إﻻ حين تكون النصرة طرفا في اﻹشكال فلا أنا وﻻ غيري تمكنا في يوم من اﻷيام وخلال السنتين الماضيتين من حل أي إشكال كانت النصرة طرفا فيه قط . لأنهم يتلاعبون بك ويتقاذفونك وعساكرهم على اﻷرض ماضية قدما في الحسم. 

وشرعي يحيلك إلى عسكري فيحيلك إلى عضو شورى فينقطع اﻹتصال، والشرعي يقول لك ﻻ دخل لي بالعسكري والعسكري يقول لك أوامر ويحيلك  إلى عضو الشورى الذي يطلب مهلة فيغيب وﻻ يعاود الظهور وتحسم اﻷمور وتنتهي فلا حديث عن صلح أو تحكيم أو رد مظالم أو إعادة حقوق عندهم بعد ذلك ."

ويذكر عزام، في رسائل طويلة يقول إنه سيمضي بنشرها، "ولن يحول بيني وبين تمامها إﻻ الموت ".

 جمال معروف

وحول تصفية فصيل "جمال معروف" يقول عزام : "قامت النصرة بالسيطرة على الشريط الحدودي الذي يشمل حارم وسلقين ودركوش وكان فيها مجموعة من الكتائب التي تتبع جبهة ثوار سوريا والله يشهد ثم أنا أشهد أن كثيراً منهم كانوا من الفاسدين وأنهم كانوا يأخذون أمواﻻ من الناس الذين يمرون عبر تلك المناطق على حواجزهم وﻻ غرابة فهذا جهاد شعب والشعوب فيها وفيها -ولكنهم لم يكونوا قتلة - يأخذون من السيارات ألفا أو ألفين ومبالغ أكبر من سيارات المازوت حسب حمولتها ولقد مررت من تلك الحواجز عشرات المرات وأعرف ما كان يدور فيها" .

الحشاش المجاهد أفضل من المتعبد عند الحرم

ويقول عزام: "من لم يقرأ فتوى الوالد رحمه الله في حشاشي أفغانستان لن يفهم أصول المدرسة الجهادية التي نشأنا فيها فقد كان بين مجاهدي أفغانستان حشاشون وكان الكثيرون يأنفون من الجهاد  مع هؤلاء ويعيرون من يجاهد معهم فأجاب الوالد بفتواه:  

(إن الذي يشرب الحشيش ويدفع العدو الروسي في أفغانستان ويجاهد دفاعا عن الدين والعرض خير من الصائم القائم المتعبد عند المسجد الحرام وهو تارك للجهاد ﻷن شارب الحشيش يضر نفسه وتارك الجهاد يضر اﻷمة )".

 المازوتيين

ويتهم عزام النصرة بالتحضير لاقامة إمارة أسوة بما فعلته داعش، ويقول: "هذه المنطقة تدر أرباحاً يومية من تهريب المازوت تقدر 125 ألف دوﻻر يومياً وكانت كلها تذهب لجبهة ثوار سوريا ,وتمت السيطرة على المنطقة وانتهى الأمر ولم تقم محاكم شرعية وذهبت كل المحاولات أدراج الرياح .

وفي حوار لي مع بعض شرعييهم بعد هذه اﻷحداث سألتهم عن أولويات القتال وسألتهم أيهما أولى قتال الصائل على النفس أم الصائل على المال فسكتوا ، فقلت لهم تركنا قتال الدواعش الصائلين على النفس والذين يذبحون أي مجاهد يقع بين أيديهم على الحواجز ثم جئنا نقاتل من يصول على ألف أو ألفي ليرة سوري!

هذا أولاً وسؤال ثان لكم أين تذهب اﻷموال التي كانت تحتكرها جبهة ثوار سوريا؟ -وأقصد أموال تهريب المازوت -

فأجابوا إلى بيت مال المسلمين قلت لهم بل بيت مال النصرة إﻻ إذا احتكرتم جماعة المسلمين في فصيلكم؟!

طبعاً لم ينعت أحد جبهة النصرة وشركاءها في أموال المازوت التي آلت إليهم بعد طرد جبهة ثوار سوريا بالمازوتيين!"

وحول تصفية حركة حزم يقول عزام: "توسطت للافراج عن عسكر النصرة ونجحت وعندما طلبت الافراج عن عناصر حزم بناء على اﻹتفاق وإذا بهم يجيبون بكل برود لقد بايعوا جبهة النصرة , 330.... عنصرا بايعوا جبهة النصرة في ظرف ساعتين!"

ويروي عزام أن جماعة جمال معروف كان يضعون على سيارات جبهة النصرة ملصقات جبهة ثوار سوريا ويذهبون إلى مقر القيادة المشتركة في أطمة ويستلمون  السلاح لصالح جبهة النصرة وكل هذا بفضل الله ثم جمال معروف.

كما يتهم عزام القائد العام لجبهة النصرة أبو محمد الجولاني برفض التعزية في مقتل قادة حركة أحرار الشام .

أبو فراس السوري

ولكن المتحدث الرسمي باسم جبهة النصرة "أبو فراس السوري" يفند أقوال عزام ويقول إن النصرة أرسلت وفداً إلى سرمدا للتعزية، ويفند أيضاً أقوال عزام حول تلقي السلاح من جبهة ثوار سوريا للنصرة ويختتم تغريدته بالقول :

"هذا كذب محض سأقتص من قائله يوم الحشر"

المحيسني ينأى بنفسه 

ورغم ورود اسمه في أكثر من موضع في شهادة حذيفة عبد الله عزام تجنب حتى الآن الشيخ عبد الله المحيسني الرد أو تقديم شهادته رغم أنه معروف بمساهماته الغزيرة على تويتر .

فلسطيني آخر يتصدى لابن عبد الله عزام

 

سرديات عزام استفزت فلسطيني سلفي آخر هو أحد أبرز المنظرين للتيارات السلفية، "أبو محمد المقدسي"، الذي رد بغضب عبر حسابه بموقع تويتر قائلاً "لم يمنعنا تهديد الطغاة ولاالغلاة من الصدع بالحق.. ولن يمنعنا الإرهاب الفكري من نصرة إخواننا المجاهدين.. عندما يفتري عليك صبيان وحثالات ومجاهيل تويتر لا تعجب؛ فقد يكونوا موساد أو جامية أو مباحث أو مخابرات لكن عندما يكذب وبوقاحة شيخ وبلحية طويلة فواأسفاه ."

وفي تلميح مباشر منه إلى عزام قال المقدسي: "الجوقة المتآمرة على النصرة:والمطبلون لمؤتمر الرياض المزمرون لتركيا حقدهم قديم لكن الأوامر صدرت الآن".

ويعتبر أبو محمد المقدسي من أبرز وجوه السلفية في الأردن وكان أستاذ ابو مصعب الزرقاوي ولكنه اختلف معه في مابعد ويقال إن المخابرات الاردنية أخرجته من السجن لمؤازرة شيوخ النصرة في مواجهة شيوخ تنظيم الدولة في الشمال الاردني وحاول التوسط لدى تنظيم الدولة لانقاذ الطيار الاردني معاذ الكساسبه ولكن تنظيم الدولة رد وساطته بفظاظة .