توافق روسي أمريكي
"غليون" وفي تصريح خاص لـ"أورينت نت" رأى أنه لم يعد هناك سبب حقيقي لتواصل الحرب في سوريا، وذلك لوجود توافق دولي جاد في إيجاد حل سياسي، على عكس المبادرات "الجوفاء" خلال الأعوام الخمسة الماضية.
وأضاف "غليون" أن قرار الإنسحاب الروسي من سوريا جاء بعد توافق وتنسيق مع أمريكا، بهدف إفساح المجال للحل السياسي بالتزامن مع إنطلاق الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف بين وفدي المعارضة السورية ونظام الأسد.
وفي حين رأى المفكر السوري بأن الانسحاب الروسي من سوريا وضع "العربة على سكة الحل"، أشار في الوقت نفسه إلى أن الحرب في سوريا لم تكن أساساً "سورية – سورية"، إنما حرب بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية وعلى رأسها أمريكا وروسيا.
امتعاض روسي من تصرفات نظام الأسد
وشدد رئيس المجلس الوطني السوري السابق على أن إعلان "بوتين" انسحاب قواته بشكل مفاجئ، يأتي نتيجة امتعاض روسي من عرقلات نظام الأسد المتكررة للاتفاق "الروسي الأمريكي" من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم في سوريا.
ولفت في هذا السياق إلى عدة تصرفات أزعجت روسيا من نظام الأسد، ولا سيما تصريحات "وليد المعلم" الأسبوع الماضي، التي اعتبر من خلالها أن الأسد "خط أحمر"، إلى جانب تصريح رئيس وفد النظام المفاوض في جنيف "بشار الجعفري" والذي نسف من خلاله أبرز بنود المفاوضات وهو "تشكيل هيئة حكم انتقالي"، وصولاً إلى تصريحات بشار الأسد لوكالة فرانس برس الأخيرة التي رأى فيها "فصل المسار التفاوضي عن مسار مكافحة الإرهاب"، وأنّ هدف النظام "استعادة كل الأراضي السورية"، ليخرج المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، "فيتالي تشوركين" غاضباً وليعتبر تصريحات الأسد "لا تنسجم مع الجهود الدبلوماسية لروسيا".
خطوة أمريكية مقابل الخطوة الروسية
ووصف "غيلون" قرار الانسحاب الروسي من سوريا بــ"الإيجابي"، ويشجع المعارضة السورية على الاستمرار بشكل جدي في المفاوضات الجارية حالياً في جنيف، داعياً في الوقت نفسه إلى استمرار المظاهرات السلمية إلى جانب دعوة الفصائل الثورية للتوحد في جسم عسكري واحد.
وكشف "غيلون" أن إعلان "بوتين" بسحب قواته من سوريا، ستقابله أمريكا بخطوة مماثلة في سوريا، عبر تخفيف الدعم العسكري للفصائل المسلحة "المعتدلة"، وإلتزام تلك الفصائل بتثبيت ودعم اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد.
معادلة "لا غالب ولا مغلوب"
ولفت المفكر السوري إلى أن اندفاع "روسيا وأمريكا" لايجاد حل في سوريا ليس بهدف انهاء بالمأساة السورية المستمرة منذ خمسة أعوام، بل بهدف التخفيف من الآثار السلبية للحرب السورية وتداعياتها على دول المنطقة والعالم، ولاسيما أزمة اللاجئين التي تضرب الدول الأوروبية ، وانتشار الأعمال الارهابية في العالم، وتمدد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في المنطقة.
وختم "غليون" حديثه بالتأكيد على أن "نهاية الحرب" لا تعني وقف الغارات الجوية، مشيراً إلى روسيا ستتجدد قصفها وأمريكا ستواصل ضغطها لتثبيت (معادلة) "لا غالب ولا مغلوب" في سوريا؛ المعادلة التي اتفقت موسكو وواشنطن على عدم تجاوزها من قبل أي جهة أو طرف سوري.
التعليقات (9)