لهذه الأسباب يستميت النظام في محاولات السيطرة على "المرج"

لهذه الأسباب يستميت النظام في محاولات السيطرة على "المرج"
تستمر المعارك ضمن منطقة المرج في غوطة دمشق الشرقية بوتيرة متصاعدة في الأشهر الماضية، حيث يسعى النظام من خلال حشد قسم كبير من طاقاته لضرب هذه الجبهة وإبعاد خطرها الذي لطالما أقض مضاجع النظام وقاداته العسكريين ومن ثم تضييق الحصار على الغوطة الشرقية بشكل كامل حيث دارت العديد من المعارك في بلدات المنطقة، مما أدى إلى تدمير قسم كبير جداً منها ونزوح وتشريد معظم أهلها.

أما عن سبب استماتة النظام في السيطرة على المرج فيكمن وراء أهميتها الاستراتيجية الكبيرة فهي المدخل الجنوبي الشرقي للعاصمة دمشق وتشرف بشكل مباشر على مطار دمشق الدولي، المهم عسكرياً للنظام، فضلاً عن اتصالها المباشر بالطرق الصحراوية المؤدية إلى درعا والسويداء باتجاه الأردن ومن جهة أخرى باتجاه الحدود العراقية، إضافة إلى كونها خزاناً زراعياً استراتيجياً مهماً لأهالي الغوطة الذي أنقذ سكانها من الموت جوعاً بسبب حصار قوات النظام لأربعة أعوام ونيف.

وحسب خريطة سير المعارك فقد بدأت قوات النظام المدعومة بالطيران الحربي الروسي حملة عسكرية مكثفة على تلك المناطق في نهاية الشهر العاشر لعام 2015، حيث انطلقت قوات النظام مدعومة بالميليشيات الشيعية من كتيبة الشيلكا التي تسيطر عليها على أطراف بلدة الدير سلمان وهاجمت نقاط تمركز المجاهدين في مزارع العدمل وبعد معارك استمرت 10 أيام، قدم فيها الثوار ما يزيد عن 100 شهيد، تمكن النظام من السيطرة عليها بشكل كامل مما جعل له موطئ قدم في المرج، وتابع هجومه إلى مطار المرج الاحتياطي الذي يعتبر البوابة إلى المطار المروحي وبلدة مرج السلطان حيث دارت معارك عنيفة استمرت لمدة شهر تمكنت قوات النظام خلالها وبسبب انسحاب أحد الفصائل الذي كان يرابط في تلك المنطقة من الاستيلاء على المطار ومن ثم سيطر على بلدة مرج السلطان والمطار المروحي خلال 3 أيام بشكل تام.

وعقب معارك شرسة مع قوات النظام لمدة استمرت لأسابيع عاود الجيش النظامي التقدم والسيطرة على بلدة البلالية بعد قطع طريق إمدادها والسيطرة على مزارع حرستا القنطرة ومزارع النشابية، وبذلك يكون سيطر على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بعمق 4 كيلو مما يهدد بخطر أزمة زراعية بسبب فقدان الغوطة لمساحة واسعة من الأراضي الزراعية.

وبعد بدأ سريان الهدنة في تاريخ 27 شباط لعام 2016، شن النظام هجوماً شرساً من محورين، الأول انطلاقاً من مطار المرج باتجاه الفضائية والمعهد الزراعي والثاني من محور بالا، حيث يسعى النظام لإطباق الحصار على القطاع الجنوبي من الغوطة لحصار 6 قرى في تلك المنطقة وهي زبدين ودير العصافير ونولة والركابية وبزينة والبياض واستطاع النظام السيطرة على مبنى الفضائية والمزارع المحيطة به وبعض المزارع في منطقة بالا بعد معارك استمرت 10 أيام مما يهدد المنطقة الجنوبية بحصار وشيك وبحصارها تكون خسرت الغوطة الشرقية ثلث مساحتها الزراعية خلال 5 أشهر ويشكل تهديدا بكارثة مخيفة على الغوطة المحاصرة.

وبالتزامن مع ذلك يحاول النظام السيطرة على تل فرزات، وهي موقع استراتيجي هام في الغوطة والسيطرة عليه تعني تهديد 4 قرى بالسقوط وهي النشابية وبيت نايم وحرستا القنطرة وأوتايا.

ويأتي اجتياح النظام المستمر للمرج في ظل تعتيم إعلامي محلي ودولي كبير حول مجريات الأحداث في المنطقة، فقد صرح أحد الإعلاميين العسكريين في الغوطة وهو أبو حمزة "أن الإهمال الكبير من قبل وسائل الإعلام أعطى عامل مساندة قوي للنظام في تصعيد قصفه وعملياته العسكرية حتى عند إعلان الهدنة الدولية لوقف إطلاق النار في سوريا وتعهد النظام الكاذب في التزامه في الهدنة، وأهم سبب لهذه الخسارة الفادحة للغوطة الشرقية تأتي بشكل رئيسي بسبب حصار المنطقة منذ 4 سنين وعدم توفر الأسلحة والذخائر الكافية وعدم تأمين أي دعم عسكري أو طبي أو إغاثي للغوطة الشرقية بالتزامن مع سياسة الأرض المحروقة التي يستخدمها النظام بمساندة الطيران الروسي".

التعليقات (1)

    صقر الامه

    ·منذ 8 سنوات شهر
    لا سبب سقوطها حصار ولا اي شي تاني سبب سقوطها الشرزمه والاقتتال الداخي بين الفصائل والصراع عل صلطه مما فتح لنضام الانفراد بها
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات