في رثاء شاعر الفرات: "عليك الغناء وحزن الحمام"

في رثاء شاعر الفرات: "عليك الغناء وحزن الحمام"
أعدم تنظيم "الدولة الإسلامية (داعش) الشاعر "محمد بشير العاني" ونجله "إياس"، في مدينة دير الزور، وذلك على خلفية اتهامهما بـ"الردة".

وكان التنظيم اعتقل الشاعر وابنه إياس من منزلهما في مدينة دير الزور، قبل نحو خمسة أشهر، واقتادهما إلى جهة مجهولة.

ومحمد بشير العاني، عضو اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وعضو جمعية الشعر، وهو من أبرز شعراء محافظة دير الزور. ولد في العام 1960، وحصل  على شهادة بكالوريوس في الهندسة الزراعية، وله ثلاث دواوين شعرية، أولها "رماد السيرة" 1993. ثم "وردة الفيحة" - دار علاء الدين، دمشق 1994، و"حوذي الجهات" الصادرة عن دار المجد العام 1994.

توفّيت زوجته بمرض عضال في تشرين الثاني من عام 2014، تاركة له ثلاثة أطفال أكبرهم الطالب الجامعي إياس الذي أعدم معه، وبيت أحرقه نظام الأسد بكافّة إرثه الثقافي والأدبي.

وفي السياق يعبر الكاتب "أحمد طلب الناصر" لأورينت نت عن صدمته من خبر إعدام "العاني" وابنه، ويعيد بالذكرة إلى لقاء جمعه بالشاعر في دمشق، بعد أن ترك بيته في حي "الرشدية" بدير الزور، حيث كان يحدثه بغصة وألم عن احراق بيته، وعبر حينها عن حزنه الشديد على احتراق المكتبة حيث قال وقتها "أشعر وكأني مذبوح وعائلتي قد حرقت!".

يتابع الكاتب "الناصر"، بعد وفاة زوجته "أماني" عقب استفحال ذاك المرض الذي نكره ذكره، فقال العاني يومها: كل ظني أن بيتنا والكتب كانا أكبر خسائرنا، لكني الآن حتى فقدت كل شيء ولم يعد لي مكان في البلاد.".

من جهتها، نعت "العاني"  الشاعرة "تماضر الموح" على صفحتها الشخصيّة بأبيات من الشعر، حيث كتبت:

عليك الرحيق

عليك السلام 

عليك الغناء وحزن الحمام 

بشير لإسمك يهدى الكلام 

وأي حروف تضاهي اليمام ؟؟

بشير القوافي عليك السلام !!

وأضافت في إشارة منها لذات الطريقة التي قتل فيها أدباء من المحافظة ذبحا على يد النظام أنه "عاجزة كل القواميس أمام حجم المأساة حين يقتل الحرف !! من أين تستحضر الكلمة؟؟؟ لروحيكما الخلود الشهداء بشير العاني، وولدك إياس بشير العاني، بلغ سلامنا لزملائك الشهداء، محمد رشيد رويلي، ابراهيم خريط ونجليه، الرحمة لكم، والذل والعار للمتخاذلين خونة الدم بائعي الضمير.

 يشار أن آخر الكلمات التي كتبها "بشير العاني" على حسابه الرسمي في الفيسبوك عند وفاة زوجته "أماني" بعد صراع مع المرض.

"مايخفف عني أني استطعت أن أحفر لكِ قبراً وأن أهيل التراب على جسدك الجميل".

بلى.. هذا ما يخفف عني الآن وأنا أراقب الأجساد المعلقات على الأعواد بانتظار شفاعة الأمهات كيما تترجّل.. هذا إن بقيت للأمهات هذه الأيام شفاعة لدى أمراء الحرب، (حجّاجي) العصر..

وبالذعر البشري الذي تستطيعه روحي أفكر بالجثث المرمية في المدن والمزارع والبلدات.. جثث برؤوس وبلا رؤوس.. من سيأبه بها أكثر من القطط والكلاب الشاردة..

و(الحقَّ أقول لكم.. لا حقّ لحيّ إن ضاعت في الأرض حقوق الأموات..)..

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات