كيف تحاول موسكو شق المعارضة السورية انطلاقاً من حميميم؟

كيف تحاول موسكو شق المعارضة السورية انطلاقاً من حميميم؟
منذ دخول عملية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يتبع كل من النظام ورسيا خطةً باتت واضحة المعالم، في محاولةٍ لإثارة الفتن داخل الحاضنة الشعبية للثورة السورية، أو بين قادة الفصائل العسكرية. 

وبالأمس، نشرت أورينت نت معلومات حصرية نقلاً عن مراسلنا في حماه، تكشف عن ممارسات النظام في الآونة الأخيرة التي أثارت ريبة المدنيين في محافظة حماة عبر تقديم العديد من الخدمات و التطمينات وتسهيل عبور المدنيين عبر الحواجز.

من جهتها تتبع روسيا الأسلوب ذاته، فقبلَ أيام احتضنت قاعدة حميميم الجوية الروسية، اجتماعاً هو الأول من نوعه لقادة مايسمى "المعارضة الوطنية"، ومن بين الحاضرين كان هناك "رجال دين" عُرفوا بأنهم عرّابي عمليات الهُدن والمصالحات في مناطق عدة لاسيما جنوب دمشق.

لكنَ الخطير في الاجتماع، هو ماتداولته وسائل الإعلام الروسية عنه، حيثُ أوضحت "روسيا اليوم" ووسائل إعلام روسية أخرى ناطقة بالعربية، أن من بين الذين حضروا "اجتماع حميميم" قادة في "المعارضة السورية المسلحة"، وذلك في محاولةٍ لشق الصف، والايحاء بوجود علاقات منفردة لقادة عسكريين من فصائل الثورة السورية مع روسيا. 

ولم توضح وسائل الإعلام الروسية من هم هؤلاء القادة، مكتفية بالتعتيم على المعلومة في تقصّد واضح لاثارة الريبة، حتى الصور التي تم بثها عن الاجتماع، لم توضح وجود أي راية أو أي قائد لأي فصيل عسكري في الثورة السورية. 

وبعد يومين على مُضي "اجتماع حميميم"، أعلنت وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلاً عن مسؤول في وزارة الدفاع الروسية، استعدادَ القوات الروسية لتأمين حماية أي قائد موقّع على اتفاق الهدنة!.

وأعلن سيرجي كورولينكو مدير مركز تنسيق الهدنة بقاعدة "حميم" في اللاذقية، أن وزارة الدفاع الروسية على استعداد لتأمين قادة المعارضة الذين وقعوا على اتفاق الهدنة في سوريا.

وتابع: "يمكننا أن نساعد في تأمين سلامة قادة المعارضة السورية، ورؤساء الإدارات المحلية، الذين وقعوا على اتفاق وقف إطلاق النار، وبدء المصالحة في سوريا"، حسبما نشرت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وفي خبرٍ لاحق، نقلت "سبوتنيك" الروسية عن مسؤول في وزارة الدفاع تأكيدهُ  أن إجمالي عدد الفصائل التي انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار في سوريا، ارتفع إلى 35. مشيرةً إلى وجود اتصالات مع قادة أربع فصائل مسلحة في دمشق ودرعا وحماه.

وقالت الوزارة في نشرتها يوم الاثنين: "خلال الـ24 ساعة الماضية تم التوصل إلى اتفاقات الهدنة مع قادة خمس فصائل يبلغ إجمالي عدد أفرادها 550 شخصا في محافظة دمشق. وارتفع إجمالي عدد الفصائل المسلحة التي أعلنت عن انحيازها للوفاء بشروط وقف أعمال القتال إلى 35".

ويحاولُ كل من النظام وروسيا أن يقدما أنفسهما "إعلامياً" على أنهما رُعاة عملية السلام والهُدن، في هذه المرحلة. ولاتكف الأخبار والمقالات لوسائل إعلام النظام والروس تتالى في نفس السياق، بينما تستمر مجازر الطائرات الروسية والقصف المدفعي للنظام في حصد مزيد من أرواح السوريين، في حين يواجه الناشطون والمصورون في الداخل السوري المحرر بمختلف مناطقه الجغرافية تحديات كبيرة في توثيق خروقات الهدنة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات