T90.. الصيد الأثمن من نوعه

يبدو أن الثوار في سوريا قد دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، فسيذكر للسوريين دائماً أنهم أول قوة في العالم تثبت أنها أعطبت دبابة T90 منذ دخلت إلى الخدمة في الجيش الروسي.

فقد نشر "هادي العبدالله" على صفحته الشخصية الفيديو الأول من نوعه، الذي يوثق لحظة إصابة وإعطاب دبابة T90 في سوريا و ربما في التاريخ، حيث يظهر في الفيديو عملية استهداف دبابة ظن الثوار أنها دبابة T72، لكن بعد فحص الفيديو ثبت أن الدبابة هي دبابة T90 بشكل مؤكد.

ويظهر على برج الدبابة منبعا التشويش لمنظومة "شتورا"، إضافة للرشاش المضاد للطائرات، الذي يبدو أن قائد الدبابة كان يطلق منه و هو داخل الدبابة، إضافة لمقياس سرعة الرياح، الواضح أعلى البرج و نسبة حجم البرج لحجم الدبابة .

ولكن العلامة الأكثر تأكيداً على كونها دبابة T90، تتجسد  بمنبعي التشويش الموجودين على جانبي المدفع، والذين يعتبران من أجزاء منظومة "شتورا" التي نشر لها النظام والروس قبل عدة أيام فيديو يدعون فيه أن منظومة "شتورا" حرفت صاروخي تاو أطلقا نحو دبابة T90 في الصحراء السورية.

الصاروخ أصاب الدبابة في أعلى البرج، و ما يؤكد أن الدبابة أعطبت هو خروج أفراد الطاقم الثلاثة من الدبابة بسرعة،  ما يعني أنه حدث خرق لدرع الدبابة في نقطة الإصابة، فهرب الطاقم قبل أن تنفجر الدبابة، و لو لم يحدث خرق لما خرج طاقم الدبابة منها، و لبقى السائق على الأقل ليسحب الدبابة بعيداً.

يعرف الروس بوجود احتمالية كبيرة لتدمير دبابات T90 بصواريخ التاو، و لذلك فقد بالغوا في الترويج لها، و بأنها قادرة على التشويش على صواريخ تاو غيرها، بسبب امتلاكها لمنظومة تشويش الكتروبصرية "شتورا"، وما يؤكد هذا الكلام هو وجود عدد من الصور لدبابات T90 في سوريا وقد وضعت عليها أكياس الرمل، بسبب الخشية عليها ومحاولة زيادة حمايتها من صواريخ تاو.

إضافة لمحاولة تخفيف الآثار المتوقعة على سمعة السلاح الروسي،  بتسليم الدبابات لعناصر النظام، حيث يدعي النظام أن عناصره هم من يشغلون هذه الدبابات، لتجنيب الروس الإحراج في حال دمرت تلك الدبابات.

فصاروخ تاو قادر على خرق 900 ملم في فولاذ التدريع، و درع T90 لا يتجاوز هذه القيمة في معظم نقاطه، وبخاصة الأجناب و الخلف.

إضافة لكون النقطة التي أصيبت فيها الدبابة في أعلى البرج أقل تدريعا من مقدمة البرج، ويمكن خرقها بصاروخ تاو، فلا يبدو أن الصاروخ اصطدم بالدروع التفاعلية للدبابة، بل اصطدم مباشرة بالدرع الرئيسي، ما ساعد على حدوث خرق للدرع في نقطة الصدم.

إعطاب دبابة T90 الذي وثق البارحة سيكون له أثر كبير على الروح المعنوية لجيش النظام ومؤيديه، و سيكسر حالة الغطرسة التي أصابتهم مع بداية الحملة الروسية، التي  أثبت الثوار أنهم قادرون على كسرها لو توفر لهم سلاح مناسب بكميات كافية، فتدمير هذه الدبابة سيجبر الروس على إجراء تعديل في تكتيكاتهم و خططهم خلال المعارك، وربما يدفعهم لإعادتها للخطوط الخلفية لمنع حصول خسائر كبيرة فيها،  منعا لتشويه سمعتها، خصوصاً أن الثوار يسجلون إطلاق كل صاروخ تاو يرمونه، ما يعني أنهم سيوثقون أي عملية تدمير أخرى.

إضافة لكون تدمير دبابة T90 بصاروخ تاو، سوف يشجع الثوار على استهداف هذه النوعية بصواريخ تاو مرة أخرى بهدف تدميرها، لما لتدميرها من أهمية عسكرية ومعنوية.

حيث يعتبر صاروخ تاو فعالاً ضد دبابة T90 بشكل مؤكد في الأجناب و الخلف، و باحتمالية كبيرة في المقدمة، فلو أصاب الصاروخ الدبابة تحت البرج في جانب البدن، لحصلنا على مشهد انفجار ضخم، ناتج عن كم الذخيرة المخزن في البرج تحت مقاعد الرامي و القائد، ضمن وحدة الملقم الآلي، مشابه لانفجارات دبابات T72 التي دمر منها العشرات سابقاً بيد الثوار

fYOJSz1WOEg