بعيدا عن المماتعة والمقاولة التي اشتُهِرَ بهما نظام حافظ الأب، ولاحقا نظام الابن، وسيده الروحي الشاطر حسن، وكيل الولي الفقيه على لبنان والمتصرف بشؤونه، فإن لبنان قد كان على الدوام عالة على غيره من الدول والأمم، حيث لم يملك هذا البلد يوما مقومات الدولة، فلا موارد ولا ثروات طبيعية، ولا صناعة أو تجارة، بل كان حالة فريدة بين جيرانه حيث الملاهي والنوادي الليلية التي تقيم الأفراح والليالي الملاح التي استقطبت العرب الباحثين عن المتعة بكافة أشكالها وأنواعها.
قد يستغرب القارئ حجم التأثير والدور الذي لعبه لبنان ليس كدولة، بل ككيانات وجودية، كانت أشبه ما تكون بتنظيمات أو قبائل تتقاتل على "الكلأ والماء"، ولكم أن تتخيلوا طبيعة دولة كلبنان يتصارع على حكمها 18 طائفة تشرذمت بدورها ففرخت أحزابا وتيارات سياسية ودينية سعت جميعها للحصول على نصيب من كعكة الحكم، فتقاسم سياسيوها الأرض والسماء حتى لم يتركوا مكبا للنفايات التي غصت بها شوارع بيروت، فحكموا باسم اللبنانيين، لكن ولائهم كان دائما للخارج ولمن يدفع أكثر.
لبنان الرسمي كدولة لم يكن سوى ورقة التوت التي سترت عورة هذا الكيان الذي تم اقتطاعه من الوطن الأم سورية، وتم تأمين مصادر بقائه على قيد الحياة عن طريق الودائع المالية، والمساعدات الخارجية، والقروض الميسرة، والاستثمارات، وغسيل الأموال، وزراعة وتجارة المخدرات، والسياحة، وتحويلات المغتربين. حوالي 60% من الاقتصاد اللبناني يعتمد على الخدمات في حين أن الزراعة لا تشكل أكثر من 11% من الناتج المحلي.
لقد كان من الطبيعي وفي ظل هذا الواقع الاقتصادي أن يجد لبنان ضالته في دول الخليج العربي التي بدورها وجد مواطنوها ومسؤولوها متنفسا لهم في هذا البلد العربي فلم تتردد الحكومات في إستثمار ملايين بل مليارات الدولارات في كافة القطاعات الحيوية في حين أن المواطنين العرب أقدموا على الاستثمار في المجالات العقارية والسياحية رغم الأزمات والحروب التي مر بها لبنان والتي لم تمنعهم من معاودة الدخول إلى السوق اللبناني مجددا.
في العام 1982 وبالتوازي مع الاجتياح الصهيوني للبنان ودخوله بيروت، وما صاحبه من مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا، تم الإعلان عن تأسيس ما يسمى بحزب الله، ليصدر هذا الحزب في شهر فبراير/ شباط 1985بيانا مفصليا أكد فيه أن الحزب "ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة".
هذا البيان كان كافيا لتنبيه الجميع في حينه إلى المخطط الإيراني في المنطقة، وهو بالتالي يكفي اليوم للرد على أي محاولة لإيجاد تبرير لتدخل حزب الله في سورية والعراق واليمن وعبثه بأمن بقية الدول العربية، فالبيان واضح لا لبس فيه، فهو ملتزم بأوامر قيادة إيرانية حكيمة ويسعى لإقامة ولاية الفقيه على المنطقة، وهو ما أكد عليه لاحقا أمين عام الحزب نفسه في إحدى كلماته المصورة.
بيان العام 1985 كان بداية التحول الكبير في مستقبل لبنان والمنطقة، حيث أسس البيان لسلسلة الأحداث والتطورات اللاحقة التي بنيت عليه، وصولا إلى مسرحية العام 2006 بكل إفرازاتها الممهدة لسيطرة حزب الله الفعلية على الدولة اللبنانية.
تنفيذ مسرحية العام 2006 وما تلاها من مخططات شيطانية كان حتما يقتضي التخلص من الرئيس رفيق الحريري أحد أهم رموز لبنان، والذي يشكل وجوده عائقا أمام انفراد الحزب بالسيطرة على لبنان بجميع مكوناته وطوائفه، فكان الاغتيال يوم 14 شباط من عام 2005 بانفجار ضخم هز منطقة السان جورج في بيروت.
اغتيال الحريري حرك الشارع ورفع الأصوات المطالبة بمحاسبة الجناة وطرد جيش المحتل الأسدي، فكان لابد من إخراس هذه الأصوات وإلى الأبد، لأنها بدت عائقا أمام تنفيذ المخطط الرامي لتحويل لبنان إلى محمية إيرانية تتبع الولي الفقيه فكانت سلسلة اغتيالات بحق شخصيات سياسية وإعلامية وعسكرية وأخرى لها علاقة بالتحقيقات الأمنية الخاصة بالاغتيالات نفسها.
بعد توفر أركان الجريمة وبتاريخ 12 تموز / أيلول من العام 2006 يعلن الحزب عن عملية أسماها "الوعد الصادق" وذلك باستهدافه لدورية للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا يصادف أن عناصرها من العرب فترد إسرائيل بشكل سريع ومدروس بقصف مطار بيروت ومحطات الكهرباء والجسور، لتستمر الحرب على هذا المنوال من تدمير للبنية التحتية للبنان ولمدة 34 يوما.
صدر القرار 1701 القاضي بوقف الأعمال العدائية، وإنسحاب الحزب إلى شمال نهر الليطاني، ودخول 15000 عنصر من قوات اليونيفيل لحفظ السلام بين الحزب والكيان الصهيوني، وتماما على غرار ما فعل حافظ الأسد بعد حرب تشرين التحريكية، التي حفظت السلام مع نفس الكيان لأكثر من أربعة عقود، لنكتشف لاحقا أن نظام الأسد هو من كان يحمي حدود أرضنا المحتلة.
لقد كانت حرب 2006 صفقة تم بموجبها تسليم لبنان لحزب الله، ما يؤكد هذا ليس الأحداث اللاحقة فحسب بل تصريحات المسؤولين الأمريكيين أنذاك ومن ضمنهم كونداليزا رايس التي بررت رفضها أي وقف لإطلاق النار بالقول: "من الضروري العمل أولا على معالجة سبب العنف وهو وجود حزب الله في جنوب لبنان"، وتحدثت عن "ضرورة خلق شرق أوسط جديد وظروف سلام دائم" وهو ماحدث بالفعل.
من نتائج حرب تموز 2006:
استهداف الضاحية الجنوبية أتاح للحزب إعادة بنائها بطريقة حديثة جعلت منها قاعدة عسكرية واستخباراتية تسيطر على بيروت.
انكفاء الحزب وتفرغه للشأن اللبناني بشكل كامل وبالتالي إحكام سيطرته على كافة مفاصل الدولة وقرارها.
كرست حرب تموز الحزب كحركة مقاومه شرعية، وبالتالي استفاد من كل ما قدمه العرب من مساعدات إعادة الإعمار، وهذه ربما كانت أحد أخطر نتائج الحرب المزعومة حيث بات الحزب يبني ويقوي مؤسساته بما يقدمه العرب من منح ومساعدات للبنان.
هي مسرحية رسمت خيوطها بدقة متناهية، فأظهرت حزب إيران الإرهابي، حركة إسلامية مجاهدة، وحزبا عربيا قوميا مناضلا، تعاطفت معه شعوبنا من محيطها إلى الخليج، فقدمت التبرعات والمساعدات والهبات ولهجت له بالنصر في الصلوات، وفتحت أبواب البيوت للنازحين تستقبلهم بالورد والريحان، حتى ان مرشد جماعة الاخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف أعلن أن جماعة الإخوان المسلمين مُستعدة لإرسال عدة آلاف من أعضائها للقتال إلى جانب حزب الله في لبنان ضد إسرائيل.
لاحقا تكفلت الدول العربية بإعادة إعمار ما اتفق الآخرون على تدميره، فحتى مدن وقرى وبلدات الشيعة ومدارسهم ومستشفياتهم تم إعادة بنائها بأموال العرب، لم لا؟ ألم يدمرها اليهود؟ لكن فلنسأل هذا السؤال البريء، مالذي قدمته إيران للبنان؟ وكيف رد حزبها الجميل للبنانيين والعرب؟
لقد كان من المثير للاشمئزاز أن نستمع إلى أمين عام هذا الحزب وهو ينكر في العام 2011 وجود ثورة أو مظاهرات في سورية، ثم يعلن عن تدخله المسلح ضد شعب احتضن الشيعة الفارين من حربه المصطنعة مع إسرائيل، فيرسل عصاباته لتشارك في قتلهم وتهجيرهم وتجويعهم باسم حماية المراقد والقبور والثأر للحسين.
ربما لازال أمين عام حزب الله لا يعلم أنه وبعد خمس سنين من عمر الثورة السورية، ورغم الجوع والألم، لازال السوريون يخرجون عقب صلاة كل جمعة، يتظاهرون مطالبين بإسقاط نظام الأسد.
بتاريخ السابع من أيار / مايو من العام 2008 يقوم حزب الله وخلال ساعات باحتلال العاصمة اللبنانية بيروت وأسميه "احتلالا" لا "اجتياحا" لأن الحزب كان فعلا يحتل بيروت ولم يكن بحاجة إلى هجوم بل فقط إلى نزول عناصره إلى الشوارع, الاحتلال كان على خلفية قرار للحكومة اللبنانية بإقالة العميد فؤاد شقير مسؤول امن مطار بيروت ونزع كاميرات المراقبة وشبكة التجسس الإليكترونية التي زرعها الحزب في المطار، حيث إعتبر الحزب أن هذا القرار يعتبر تعديا على المقاومة، بينما في الحقيقة كانت الشبكة تستخدم للتجسس على اللبنانيين وتسهل مراقبة وتأمين وصول شحنات الأسلحة القادمة لحزب الله جوا عبر مطار بيروت.
الاستثمار الإيراني في لبنان
الاستثمار الإيراني في لبنان لم يكن عبثيا، فهي لم تنفق أموالها في مساعدة الدولة اللبنانية ولا في سد عجز موازناتها ولا إقامة مشاريع صناعية او خدمية، إيران استثمرت في شراء الضمائر وتطويعها في خدمة المد الصفوي الذي يفاخر قادة إيران بأنه وصل شواطئ المتوسط، وهي بهذا لم تفرق بين شيعي أو سني ولا مسلم أو مسيحي، هي باختصار قامت بشراء كل من كان مستعدا لبيع نفسه.
إيران ومن خلال شرائها لضعاف النفوس نجحت في شق وحدة صف الطوائف والأحزاب فشرذمتها وزرعت الفرقة بين أبنائها.
شراء إيران لولاء بعض أمراء الطوائف كان له سبب واحد ألا وهو تهيئة الأرضية المناسبة لبناء تنظيمها الذي أصبح دولة داخل الدولة، وهو ما يفسر وجود عشرات المؤسسات والهيئات والمراكز التابعة للحزب والتي يحتاج تشغيلها إلى ملايين الدولارات، كمؤسسة جهاد البناء، والهيئة الصحية الإسلامية، وجمعية القرض الحسن، وجمعية الإمداد الخيرية الإسلامية، ومؤسسة الشهيد، والمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، ومؤسسة الجرحى، وهيئة دعم المقاومة الإسلامية، هذا عدا عن المراكز الرياضية والثقافية والإعلامية، كمركز الإمام الخميني، وجريدة العهد، وإذاعة النور، وتلفزيون المنار.
جميع هذه الهيئات والمؤسسات التابعة لجزب الله تستفيد من الدعم الحكومي المقدم للمؤسسات الخيرية والخدمية مع ملاحظة أنه قد ربط نفسه بالدولة من خلال رفع شعار وحدة مسار الدولة والمقاومة، وبالتالي فهو يلهث باستمرار خلف أي مساعدة أو هبة يقدمها العرب للبنان، كونه لا يعامل معاملة الإرهابي الخارج على القانون. بل كأحد مكونات المجتمع اللبناني.
عسكرياً فقد كان عدد عناصر الحزب المقاتلين قبل العام 2011 بحدود 25 ألف مقاتل، حوالي 5000 منهم من قوات النخبة، لكنه وبعد انخراطه في الحرب على الشعب السوري زاد من وتيرة تجنيده للمقاتلين ومن مختلف الأعمار ليرفع عددهم إلى أكثر من 100 ألف مقاتل، لا يتمتع معظمهم بتدريب قتالي عالي المستوى، لكنه إحتاج للزج بحوالي 25 ألفا منهم للقتال إلى جانب نظام الأسد في سورية،
الحزب يتولى بنفسه إدارة العمليات العسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرته من أقصى شمال سورية إلى جنوبها وهو الذي يوجه قوات الأسد ويشرف عليها وليس العكس.
وصول حزب الله إلى هذا المستوى العالي من التنظيم بمساعدة ودعم مباشر من دول، كإيران، وسورية، والعراق، ولبنان، وغض نظر أو تساهل من قبل العديد من أنظمة المنطقة، سهل لعناصره حرية التحرك مستفيدين من كونهم مواطنين عرب, مكنه من التغلغل في كافة الدول العربية، وتحت أكثر من غطاء أهمها المغتربون الذين يبلغ عددهم اكثر من نصف مليون لبناني في دول الخليج لوحدها يعملون في وظائف ذات مرتبات عالية نسبيا إضافة إلى إدارة الشركات والمؤسسات السياحية والخدمية التي لم تكن سوى غطاء يستر النشاط الحقيقي لخلايا الحزب ويقدم الدعم المادي له في نفس الوقت.
حزب الله اليوم ونتيجة التكلفة العالية لتورطه في الحرب على الشعب السوري يقوم بإدارة شبكات زراعة وتصنيع المخدرات والأدوية الفاسدة إضافة إلى تجارة الأسلحة، وهو كذلك لا يوفر أي عمل يمكن ان يدر عليه المال.
كيف لحزب محلي أو حركة مقاومة أن تصادر قرار دولة بكل ما حوته من طوائف وتيارات سياسية متنافرة ترغيبا وترهيبا؟ وكيف لهكذا حركة أن تنخرط في سلسلة حروب في أكثر من دولة كسورية والعراق واليمن وبشكل مباشر وإن بنسب متفاوتة، وكيف لهكذا حركة تدعي مقاومة الاحتلال الصهيوني أن تتغلغل وتنتشر في معظم دول الخليج العربي فتخلق وتدرب الخلايا، بل ويصل بها الأمر حد محاولة إغتيال أمير الكويت ذات يوم؟
أي دولة هذه هي التي لا تستطيع إقالة ضابط جيش أو أمن، بل إن جيشها يأتمر بأوامر منظمة إرهابية، تعمل دون رقيب أو حسيب، أي دولة هذه التي يقوم حزب باحتلال عاصمتها خلال ساعات، أي دولة هذه التي تملأ القمامة شوارعها ولا تستطيع تخصيص قطعة أرض كمكب نفايات، أي ديمقراطية هذه التي لا يستطيع الشعب اختيار رئيسها مباشرة، وأي دولة هذه التي يقوم عناصر حزب بتصفية محتجين والاعتداء عليهم جهاراً نهاراً أمام سفارة إيران وعلى مرأى ومسمع عناصر أمنها وجيشها؟
أمين عام الحزب نبي مع مرتبة إله
لقد وصل التطرف والغلو بحزب الله وأنصاره في لبنان حدا أعمى بصائرهم وجعلهم لا يقيمون وزناً لأمة تعد من البشر مليارا، وهو ما ترجموه واقعا عمليا قبل أيام قليلة، وذلك عندما كرروا مشهد احتلال بيروت في العام 2008 ولكن على هيئة احتجاجات شعبية منددة بعرض قناة العربية لفيديو يسخر من زعيم الحزب، فما الذي حدث؟
هل كان احتجاجهم موجها لقناة العربية؟، وهل تعرضوا لها بالأذى؟، هم لم يفعلوا, هم فقط أرادوها فرصة لإخراج مكنون أنفسهم وحقدهم على هذه الأمة والنيل من رموزها، وبرهنوا على مدى وضاعتهم التي عرفها عنهم اللبنانيون على مدى عقود طويلة، وذلك عندما شتموا آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهم بذلك جعلوا من زعيم الحزب نبيا بمرتبة إله لا يجوز انتقاده في حين أنهم قذفوا عرض نبي هذه الأمة دون أن يرف لهم جفن، أو يلقوا بالاً لردة فعل من المسلمين، لم لا فقد أمنوا العقاب فأساؤوا الأدب بل عربدوا وأفسدوا وأخذتهم العزة بالإثم.
لبنان اليوم أشبه ما يكون بمجموعة من عصابات المافيا أو التنظيمات المتناحرة، فهو ومنذ سيطرة حزب الله على مقاليد السلطة فيه بات خنجرا ليس فقط في ظهر الأمة بل وفي صدرها وخاصرتها، ولو تأملنا في الواقع العربي لوجدنا أن حزب الله في لبنان وسورية والعراق واليمن والسعودية والبحرين والكويت وغيرها حيث امتدت أنشطة الحزب الهدامة والتخريبية لتشمل معظم الدول العربية، فهو ذراع إيران التي ما كانت لتنجح لولا وجوده بيننا كطابور خامس وسادس، وقد آن الأوان للجمه وتحييده قبل أن نقول ليت أنا فعلنا.
عندما تقطع السعودية مساعداتها عن لبنان فهذا يعني أن السيل قد وصل الزبى، وأن الخطب جلل، فهي لم تفعل ذلك إلا بعد أن وصلت إلى طريق مسدود ويئست من إمكانية الإصلاح، لكن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد فلا إيران ولا الحزب في وارد التخلي عن سياسات التوسع وإثارة الفتن والقلاقل في أكثر من دولة عربية.
إن وجود مئات ألوف اللبنانيين في دول الخليج العربي يعطي إيران وحزب الله أفضلية التحرك في الوقت والزمان الذي يشاؤون، وقد أثبتت التجارب قيامهم بزرع الخلايا النائمة التي تنتظر الأوامر بالتحرك لضرب استقرار وأمن هذه الدول، وبالتالي فإن المصلحة تحتم القيام بإجراء وقائي بات ضروريا.
إن قطع السعودية لمساعداتها المادية عن لبنان كان رد فعل طبيعي خاصة بعد الطعنة التي تعرضت لها على يد وزيري خارجية وداخلية لبنان اللذان رفضا التصويت لصالح قرارات تدين اعتداء على السفارة السعودية في إيران وتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، هذا التصويت الذي كشف عورة الأنظمة العربية الحاكمة كتلك المحسوبة على الربيع العربي والتي تراجعت عن تصويتها لصالح تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية.
زعيم حزب النهضة التونسي، راشد الخريجي (الغنوشي) بدوره أظهر رمادية كلون البدلة التي يحرص على ارتدائها دائما.
دول الخليج العربي مهددة اليوم في أمنها القومي، ومن الصعب على السعودية أن تتقبل الطعنة المزدوجة التي وجهها لها نظاما كل من لبنان ومصر، في وقت هي أحوج ما تكون فيه للصديق خاصة بعد كل ما قدمته لهما من مساعدات وعلى مدى عقود، وقطع المساعدات السعودية والخليجية عنهما سيؤثر عليهما وبلا أدنى شك، وما العويل الصادر من الضاحية إلا رد فعل طبيعي على التأثير الكبير الذي سيحدثه وقف المساعدات التي كان يتحصل الحزب على جزء كبير منها, لكن هذا لا يعني ان السعودية ستتوقف عن دعمها لحلفائها أو انها ستخلي الساحة لإيران، فكل ما في الأمر أن قواعد اللعبة قد تغيرت.
التعليقات (1)