قبل أن يخرج الساروت من حمص القديمة في أيّار 2014، أطلق مواله الأخير مودعاً تاريخاً كتبه مع رفاقه بالدم، والجوع، والقهر، والانتظار، والحلم . قبّل الأرض الخراب، لأنه مازال موقناً أن تلك القبلة ستنطق الحجر، وتزيد ندى العشب الذي مازال ينبت بين مفاصل الصخر، والقهر.
اتُهم الساروت كما اتهمت الثورة، بالارهاب، وغُيّب كما حاولوا تغييبها، ولم يظهر خلال تلك الفترة إلا في فيديوهات هنا وهناك
غاب الساروت، في نفس الفترة التي عاشت فيها الثورة وقتاً ضائعاً طويلاً، حاربت فيه قوى العالم كلّه منفردةً يتيمةً، من داعش إلى حزب الله و ميليشيات ايران متعددة الجنسيات وأخيراً، الروس.
يقول الساروت في شريطه الأخير: "الثورة مستمرة .. واللهِ هذه الثورة مستمرة بإذن الله.. والله لاروسيا ولا الصين و لا إيران ولا كل دول العالم، حتى لو تكالبت علينا الدول بأكملها .. هذه الثورة مستمرة .. ولن نتراجع عن هدفنا وهو اسقاط النظام".
ثم أنشد: "جنة جنة جنة .. والله ياوطننا .. ياوطن ياحبيب .. يابو تراب الطيب .. حتى نارك جنة .. شهيدنا لا ما مات .. زغردن يو يالبنات .. بإذن الله على الجنة".
في نفس يوم ظهور الساروت، عمّت المظاهرات المدن السورية في أول جمعةٍ بعد الهدنة. كادت الجُمع توشك أن تُنسى، كما الساروت تماماً، لكن المظاهرات والساروت خرجا معاً ليقولا: "الثورة مستمرة".
أكثر من 100 نقطة تظاهر في سوريا أمس .. عشرات الألوف خرجوا وهتفوا .. كان الأمل زادهم ، وزوادتهم ، كان ألق الهتاف الأول وشاعريته ماثلاً في كل الأماكن.
التعليقات (2)