سد الموصل يهدّد حياة مليون ونصف شخصاً في حال انهياره

سد الموصل يهدّد حياة مليون ونصف شخصاً في حال انهياره
بعد أن حذر مهندسون من إمكانية انهياره دون سابق إنذار وتهديد حياة  نحو مليون شخصأ، قامت الحكومة العراقية أمس الأربعاء بإبرام عقد مع مجموعة "تريفي" الإيطالية بلغ قيمته 296 مليون دولار للقيام بأعمال الصيانة و الإصلاح لـ"سد الموصل".

18 شهراً

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية بأن مستشار وزيرالموارد المائية العراقي مهدي رشيد أمس، وقّع نيابةً عن حكومته عقداً مع السفير الإيطالي الممثل عن مجموعة "تريفي"، بقيمة 273 مليون يورو أي ما يعادل 296 مليون دولار، بهدف صيانة سد الموصل شمال العراق.

وأوضح رشيد أن الشركة الإيطالية ستبدأ العمل فعلياً الأسبوع المقبل وستستمر على مدى 18 شهراً، كما بدأت بإجراء التحضيرات اللازمة لمباشرة أعمال الصيانة قبل العقد الذي تم توقيعه في مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وتنوي ايطاليا إرسال 450 جنديا لحماية موقع السد البالغ طوله 3.6 كيلومتراً ويقع قرب أراض تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال البلاد.

سبب انهيار السد

السد، المعروف سابقاً باسم سد صدام، يقع على نهر دجلة وهو أكبر سدود العراق.

ويعاني السد من عيوب هيكلية تعود إلى أخطاء في تأسيسه عام 1984، والتي بدأت في الظهور عند ملئه بالمياه سنة 1986، وفي حال انهياره ستغرق المياه وادي نهر دجلة المكتظ بالسكان، رغم تأجيل بنائه بسبب بعض المشكلات الجيولوجية في منطقة من نهر دجلة، بحيث تتحلل معظم أجزاء التربة جراء تدفق المياه.

مهندسين شاركوا في تأسيسه

وفي السياق ذاته عبر نادر الأنصاري لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أحد المهندسين العراقيين المشاركين في بناء السد، والذي شغل منصب الاستشاري العلمي لوزارة الري العراقية في حكومة صدام حسين، عن تخوفه من تزايد معدلات المياه بالمستودعات.

وتابع "يتمثل أحد سبل الحد من معدل التحلل ومخاطر انهيار السد في خفض مستوى المياه بالمستودع إلى أدنى مستوياته".

وأضاف الأنصاري: "مستوى المياه يبلغ حالياً 308 أمتار، ولكنه سيصل إلى 330 متراً، ولم يعد السد كسابق عهدنا به، تزايدت التجاويف أسفله، ولا أعتقد أن السد سيتحمل كل تلك الضغوط"، محذرا "إذا ما انهار السد ستصل المياه إلى الموصل خلال 4 ساعات وتصل إلى بغداد خلال 45 ساعة".

من جهته قال المهندس السابق نصرة أدامو: "سوف تؤدي الفيضانات القادمة خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان إلى ارتفاع مستوى المياه إلى معدلات مثيرة للقلق، بما يزيد من حجم المخاطر ويجعل السد غير مستقر".

وتابع بقوله: "أشعر بأن السد سوف ينهار في المستقبل، ولكن لا أحد يستطيع أن يحدد ما إذا كان ذلك سيحدث غداً أو خلال الشهر القادم أو ربما بعد عام، حيث لا نعرف تحديد حجم التلفيات التي تصيب أساساته".

وأضاف يتعين على الحكومة  العراقية بذل قصارى جهدها لاستئناف عمليات الحقن المكثفة وإصلاح البوابة السفلية بأسرع ما يمكن، كما أقر بأنه لا يعرف ما إذا كان من الممكن إنقاذ السد، حيث إن حجم التلفيات غير معلوم.

تأثير داعش على انهيار السد

أما بالنسبة لأحد أسباب انهيار السد كان من المعتقد خلال مراحل التخطيط، بأنه يمكن حقن الأساسات بمزيج من الإسمنت، وهو الإجراء المعروف باسم التجصيص.

و تم بالفعل حقن أكثر من 95 ألف طن من المواد في أساسات السد فيما بين عام 1986 حتى سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش" على السد في آب 2014.، ما أدى إلى توقف أعمال الحقن في ظل سيطرة داعش، بسبب قيام التنظيم "بسلب وتدمير معظم معدات الحقن"، وفرار معظم العاملين من المنطقة.

يذكر أن حوالي مليون و500 ألف عراقي يعيشون في المناطق الأكثر تعرضاً للمخاطر في حالة انهيار السد، بينما يتضرر 6 ملايين آخرين جراء مياه الفيضانات.

وكانت الحكومة العراقية قد دعت الأحد الماضي سكان المناطق المحاذية لمجرى نهر دجلة في محافظتي نينوى وصلاح الدين (شمال البلاد) إلى الانتقال لمناطق أكثر ارتفاعا، تجنبا لمخاطر انهيار السد الذي تعرض إلى تشققات.

كما أوصت السفارة الأمريكية الاثنين الماضي بإفراغ سد الموصل من المياه خشية انهياره وتضرر نحو 1.5 مليون شخص.

وأضافت في بيان "سيكون من غير الممكن في حال حدوث تصدع للسد إنقاذ ما بين خمسمئة ألف و1.47 مليون شخص يعيشون على امتداد نهر دجلة المقام عليه سد الموصل إذا لم يتم نقلهم من أماكنهم".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات