لبنان على موعد مع "الحزم"..طبول "الثورة" تقرع

لبنان على موعد مع "الحزم"..طبول "الثورة" تقرع
"سنكون حيث ينبغي أن نكون" نظرية "كونفوشيوسية" أطلقها أمين عام حزب الله حسن نصرالله لتبريره قتل الشعب السوري، ولترتسم من بعدها صورة لبنان كغرفة عمليات لمخططاته الاجرامية والارهابية حول العالم. إستطاع تحويل الحكومة اللبنانية إلى حكومة غريبة الأطوار، تسير عكس المسار الطبيعي للمنطقة، وعكس المسار التاريخي للبنان. لتكون حكومة الموت السريري، تنضح شللاً وعتمة وفساداً وهدراً وابتزازاً، انها حكومة مسخ تشبه أيّ شيء إلاّ سلطة تنفيذيّة تتخبّط باتجاهات كثيرة، لكنّ المطلوب واحد.

في العام 2006 خطف حزب الله جنوداً إسرائيليين وقاد البلاد الى مواجهة مدمرة مع إسرائيل انتهت بشبه وثيقة استسلام هي القرار 1701 الذي أحال "المقاومة" على التقاعد رغم كل الخطابات على المنابر، فأصبحت "مقاومة" على الشعب اللبناني تحمي حدود إسرائيل.

وفي العام 2012 انخرط بشكل كامل في قتل الشعب السوري، وأسقط حدود لبنان التي جعلها سائبة تتهاوى أمام عبور جحافل "حزب الله".

أما في العام 2016، خطف حزب الله سياسة لبنان الخارجية، وهو يقود البلاد إلى مواجهة مدمرة هي الأخرى مع العرب، ولن تنتهي بأقل من عزلة خليجية وعربية وتدمير ما تبقى من دولة لبنان والوصول الى دولة فاشلة يمكن تعريفها بـ"الحال اللبنانية"، تكون ملعباً حيوياً في توسع الامبراطورية الفارسية.

أمام هول فاجعة انهيار الدولة اللبنانية وعدم قدرة مؤسساتها على الصمود في وجه الزحف الفارسي المتغطرس والمتجلبب برداء الولي الفقيه وعودة الامام الغائب من جهة وتخاذل الجيش والقيادات الرسمية التي باتت شكلية ومعتمدة للديكور فقط هل يجب الصلاة فقط بانتظار مخلص؟.

ربما قد حان الوقت لأن تعود الحرب إلى لبنان ولكن حربا من نوع آخر.. أي من النوع الذي يضع العالم أمام مسؤولياته خصوصا العالم الغربي الذي كان على الدوام في شبه توأمة سياسية واقتصادية مع كل فئات لبنان بدليل وجود رعايا كبيرة وفاعلة في معظم دول الغرب.

وهذه الحرب ينيغي أن تكون تحركا سريعا وفاعلا في الداخل والخارج على كل الأصعدة إذا أرادوا للدولة أن تستعيد روحها بدلا من لفظها، من أجل الوقوف في وجه المخطط الذي وضعه حسن نصرالله على نار قوية لابتلاع آخر حصون الهيبة والخصوصية اللبنانية عبر سلاحه السافر المنتشر على الأراضي اللبنانية، وامتداد ارهابه إلى العديد من دول العالم ولاسيما العربية منها وليس آخرها تدمير علاقة لبنان بالخليج العربي والمملكة العربية السعودية.

فهل يمكن مهادنته هذا الخلل وتعطيل الحياة اللبنانية برمتها من قبل فصيل لبناني يأتمر بأوامر الحرس الثوري الإيراني؟ وهل سنترك هذه الميليشيا التي تقامر بمصير اللبنانيين والإنزلاق بالبلاد إلى النزاعات المتكررة والمتعددة والتي ستؤدي حتما إلى احتلال العاصمة اللبنانية مرة ثانية ..ولكن من قبل من هذه المرة؟

اللبنانيون هم المعنيون بالدرجة الاولى.. واللبنانيون ليسوا كلهم حزب الله.. وهم يرفضون أن يكونوا مرة اخرى ضحية التآمر عليهم ..وعليهم أن يعدوا العدة ولو متأخرين لمواجهة الغول الذي لن يشبع إلا بعد التهامهم كلهم لتخلو له الساحة ويحقق الحلم الالهي بولاية الشر الفارسية. الخيارات لم تعد متعددة امام الشعب اللبناني لعدم تمكين أحد من احتلال لبنان مجددا وإزالة ما تحاول طهران أن تفعله اليوم، فلينتفض الجميع سلميا في الداخل والخارج كما حصل في ثورة الأرز الأولى لتخليص البلاد وبالسرعة المطلوبة وقبل فوات الآوان.

نظرياً قد يعتقد البعض أن هذه الثورة صعبة ومعقدة، ولكن إذا نظرنا إلى التجربة المصرية والثورة المضادة على الثورة الأولى والتي أتت بالسيسي رئيساً لمصر، نستنتج أن الامر ليس بهذه الصعوبة ولاسيما الأجواء العربية والدولية ستدعم أي حراك يستهدف منظمة "حزب الله" المتوقع إعلانها منظمة إرهابية سواء على المستوى العربي أو الدولي، فالشعب اللبناني سيحصل على كل الدعم السياسي لتحجيم منظومة إرهابية صدرت جرائم الحرب والإرهاب من لبنان إلى بقاع كثيرة من العالم.

وطبعاً هذه المواجهة التي شاء القدر أن يتحملها اللبنانيون، لأن منظومة حزب الله تنطلق من لبنان رغم انتمائها الكامل لتصبح شكلاً من أشكال الحرس الثوري أو وجها من وجوه "الباسيج" الإيراني، لها بعد أوسع وأشمل من بعدها الداخلي المتجسد في قوى 14 و8 آذار، فهي حلقة من حلقات المواجهة العربية-الفارسية التي تمتد على مساحة الوطن العربي، وهي تهدف في بعدها الداخلي اللبناني إلى استرجاع "الدولة" من "الدويلة" وانتصار "الجمهورية" على "الولاية".

أيها اللبنانيون، إن استراتيجية حزب الله لتغيير وجه لبنان قائمةٌ على قدمٍ وساق منذ أمدٍ بعيد، إلاّ أن تورّط الحزب المباشر في سوريا واليمن والعراق والبحرين وصولا إلى الصومال وبلغاريا والفلبين وكل بقاع الارض، عجّل في سقوط آخر أوراق التين التي تلطّى هذا التنظيم الارهابي خلفها كلّ تلك السنين. لقد قرر حزب الله تغيير وجه لبنان المُشعّ، تيمّناً بما هو حاصل في الجمهورية الإسلامية في إيران.

أيها اللبنانيون، إنّ استرجاع قرارنا الوطني، باب خلاصنا، هو رهنٌ بموقفكم، وإرادتكم، وتوقكم لغدٍ لبناني أفضل فلا تتأخروا ولا تخافو، لم نعد وحدنا في هذا العالم والمطلوب هو الصمود.

 

التعليقات (11)

    كمال

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    اخي الحبيب طوني اولا الله يحميك.أتابعك دائما على أكثر من شاشه و في أكثر من مقال.كلامك نقي والشعب اللبناني يستحق حياة افضل.و الثوره على حزب الله افضل رساله للعالم.اكيد انتم لستم وحدكم ولكن الامور تحتاج الى تحضير و تحييد الجيش الذي اصبح فرع من حزب الله.ابدأوا برمي الزباله امام مجلس النواب وامام بيوت المسؤولين.والله مش عارف شو بدي اكتب ولكن اقول ضيعان لبنان......اردني محب

    سعيد الصيداوي/ صيدا ـ لبنان الحر

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    خاصّه والجمهور العربي عامه بما يسمّى ب"حزب المقاومه" زورا وبهتاناً. وأخيرا وليس آخراً ، أتّفقُ معك تماما بختام مقالك ودعوتك لكلِّ اللبنانييّن: " أيها اللبنانيون، إنّ استرجاع قرارنا الوطني، باب خلاصنا، هو رهنٌ بموقفكم، وإرادتكم، وتوقكم لغدٍ لبناني أفضل فلا تتأخروا ولا تخافو، لم نعد وحدنا في هذا العالم والمطلوب هو الصمود.". أنا معكم وفي صفٍّ واحد.

    معتصم

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    السعودية تركت الدول العربيةفي الفترة السابقة حتي سيطر الفرس علي مفاصل الدول العربية ثم قامت متاخره من اجل اصلاح ما افسدوه عدئها للاسلامين السنه في كل الدول جعلها الان في مصيبة كبيرةمع العلم انالفرس بيعتبرها ان هي الحصن الاخير للسنه

    جلنار ابو زهرا.

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    نعم لبنان عربي وليس فارسيا .وحزب الله ارهابي وامينه خائن للعروبه.

    سوري حر

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    بعد نجاح الثورة السورية إن شاء الله يجب تشكيل قوة عربية إقليمية للدخول برياً واجتثاث حزب اللات من لبنان كافة.

    عياد

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    يظل حزب الله والشيعه في لبنان اقليه اذا قورن بالمسيحيين والسنه والطوائف الآخري وعلي اللبنانيين ان يتحركوا لوقف عبث حزب الله بلبنان واللبنانيين ولانستبعد خطوات تصعيدية من السعوديه مثل سحب الودائع من مصرف لبنان المركزي وعندها ستنهار العمله اللبنانيه وسيتدمر اقتصاد لبنان

    إحسان

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    لماذا ليس للسنة مخالب؟؟؟! في غابة الظلم

    طوني ببولس

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    شكرا استاذ كمال على مشاعرك النبيلة.. على امل ان ينتفض الشعب اللبناني وان تاتي الصحوة العربية بما فيه خير لامتنا جميعا

    ماهر ابو كريم

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    شاء الله رب العالمين .. ان يزيل القناع عن هذا الحاقد القاتل عن وجه ادعى التقوى .. وجعل قتل اطفال ونساء سورية .. (( مهمة جهادية )) . ولم نسمع منه إلا الكذب .. ويرسل القتلة لسورية .... كلمات جريئة ..استاذ بولس ... الله يحميك ..من شرهم ...!!

    ماهر ابو كريم

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    مقال بمنتهى الروعة والجرأة .. وگم اتمنى من الصحفيين والكتاب اصحاب الضمير مثلكم استاذ طوني ... ان يفضحوا هذا السفاح . بل يطالبوا ب محاكمته على قتل اهل سورية . ويكشفوا كل الأكاذيب من بداية الثورة حتى اليوم .. وحتى الحقوقيين يطالبوا بمحاكمة دولية . ويكشفوه امام العالم ... بارك الله بكم

    إحسان

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    كلام عسل والحق الوضع خطير للغاية حتى على الشيعة المحترمين ايران تريد كلاب لا تريد اسياد
11

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات