الأسد بين الجولاني وتسريبات حزب الله!

الأسد بين الجولاني وتسريبات حزب الله!
أصاب زعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني، جانباً من الحقيقة، بقوله في حديثه أو ل أمس. أن الموافقة على الهدنة، يعني البدء بحل سياسي، يقضي ببقاء مؤسستي الجيش والأمن التابعتين للنظام. وهما أكثر من فتك بالشعب السوري.

المفارقة، أن حزب الله، يشارك الجولاني برأيه، في هذه النقطة تحديداً. بل يذهب أبعد. إذ كشف عبر صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التابعة له أمس، عن مخاوفه من تفاهم روسي – أمريكي. لا يستثني بشار الأسد فقط، من أي حل مقبل، بعد وقف إطلاق النار . إنما يتعلق بمصير النظام السوري برمته. لذا، لا يزال موقف طهران، رغم موافقتها المبدئية على الهدنة مُتريثاً، في التعامل سياسياً، مع التحرك الروسي، بحسب الصحيفة. خصوصاً أن موسكو، تحاول سحب سورية، من يد إيران . وتعمل على تطبيق إستراتيجيتها فيها، بما يتوافق مع سياستها العامة، في المنطقة، وأوروبا الشرقية، وشمال أفريقيا "ليبيا تحديداً".

لعل حزب الله، كان أدق من زعيم النصرة، في ربط "النظام" بشخص بشار. ولا غرابة، ذلك أنه يعرف بالضبط، طبيعة تركيبة السلطة في سورية. وبالتالي يُدرك أن الإطاحة بعائلة الأسد، يعني انفراط ما يُسمى "النظام" تلقائياً، حيث لا وجود له أساساً.  وهذه معضلة بوتين، التي يحاول إيجاد الحلول لها. من خلال خلق ما يشبه أساس نظام، يُمكن البناء عليه لاحقاً. من خلال الاحتفاظ ببشار الأسد، على رأس السلطة، لأطول فترة ممكنة. عبر تحييد صيغة "هيئة الحكم الانتقالية"، كاملة الصلاحيات المنصوص عنها في جنيف1. لتحل محلها مخرجات فيينا، ممثلة بقرار مجلس الأمن 2254، والذي يتضمن "حكومة وحدة وطنية شاملة"، تنتهي بإجراء انتخابات نيابية، ورئاسية. خلال 18 شهراً. وربما تكون "المفاجأة الروسية" إن جاز التعبير. أو التنازل الأهم . هو في منع بشار الأسد من الترشح للانتخابات. ومن هنا يمكن قراءة رفض "الأخير" غير المُعلن للحل السياسي، أو تخوفه من نوايا بوتين ، باستباقه تحديد موعد "انتخابات مجلس الشعب" في 13 نيسان القادم. وكذلك بتصريحاته السابقة، بشأن استمرار القتال، حتى استعادة سيطرته الكاملة. وتلميحاته إلى تمسكه بالسلطة، والترشح مجدداً. وما استدعته تلك التصريحات، من توبيخ روسي علني له. 

ما باتت موسكو متأكدة منه، بعد انخراطها المباشر بالقتال. أن الأسد وحلفاءه عاجزين، عن إعادة فرض سيطرتهم على أنحاء البلاد. وهو ما دفعها، إلى تمديد فترة احتلالها "المُكلف"، التي حددتها سابقاً بثلاثة أشهر. كما أصبحت على يقين، بضرورة إزاحة "الأسد" من الواجهة، بأسرع وقت ممكن، من أجل إعادة الاستقرار. الذي يضمن مصالحها. ويُعزز حضورها السياسي، كقوة عظمى فعلاً. وهذا، ما لا تستطيع انجازه، إلا باندماج مقاتلي المعارضة، مع بقايا قوات الأسد، في جيش واحد. وهو ما أشار إليه "الجولاني" في حديثه. وقبله "أورينت نت"، عقب إعلان بوتين للهدنة.

بكل الأحوال، من المستحيل، إعادة هيكلة الجيش وأجهزة الأمن، على عقيدة "الأسد أو نحرق البلد"، التي لن يسمح الشعب السوري بتكرارها، بعد ما دفعه من دماء وتضحيات، غير مسبوقة بالتاريخ البشري. وفي حال أرادت موسكو النجاح، لا يجب أن يتجاوز طموحها، تفادي انهيار كامل "للجيش" و الأجهزة الأمنية. تجنباً لانتظام هؤلاء لاحقاً في مجموعات مسلحة معارضة للسلطة السياسية القادمة، لاسيما أنهم يملكون فائضاً من المال والسلاح. وهذا الطموح، أو الصيغة ربما تحقق قبولاً، لدى عموم السوريين، في إطار وطني جامع. يقدم ضمانات لمختلف مكونات الشعب السوري. خاصة العلويين، الذين يُفترض أنهم أيقنوا، بعد خمس سنوات. بأن لا مجال لبقاء "مافيا الأسد". أو ديمومة حكم تحتكره وحدها.

 عموماً، من الواضح، بأن تحالف "الأسد" والإيرانيين، لا يشعر بالارتياح اتجاه الإعلان الروسي – الأمريكي، وتحمس بوتين لإنجاحه إلى درجة، توليه إعلان الهدنة شخصياً، ثم تشديده على ضرورة، عدم  تفويت ما يراه "فرصة تاريخية" لإنهاء الصراع.

لكن بالمقابل، لا يُمكن التعويل، قياساً للتجارب السابقة، على ما تظهره موسكو من نوايا. ولا شك بأن المحك لمصداقيتها، يكمن بمدى إرغام ميلشيا طهران وبشار ، على الامتثال لوقف إطلاق النار، في الأيام المُقبلة. وعدم استهداف فصائل المعارضة، بدعوى تواجد عناصر النصرة. والتكفل بحماية المدنيين. وضمان دخول المساعدات، إلى جميع المناطق المُحاصرة. إضافة إلى جدية جولة 7 آذار، من المفاوضات القادمة. وكشف الغموض حول مستقبل بشار الأسد. هذا، فيما لو صمدت الهدنة، التي حرص "الأسد" وأعوانه، على خرقها فور بدئها.    

التعليقات (2)

    م ب

    ·منذ 8 سنوات شهر
    هل تسدقون الهدنة مع اﻷ سدالهدنة عبرعن كذبة. ان كانو يردون حل فقط سيكون الحل العسكري

    نادر

    ·منذ 8 سنوات شهر
    فكريا حزب الله والنصرة ينبثقان من نفس الاناء! صحيح انهما يرفعان شعارات مختلفة، لكنهما يعملان للابقاء على ولي امرهما في دمشق اكبر وقت ممكن! والباقي كلها دعايات!
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات