تعرف على صواريخ "جافلين" التي منحتها أمريكا للميليشيات الكردية

تعرف على صواريخ "جافلين" التي منحتها أمريكا للميليشيات الكردية
 تعتبر الحرب السورية من  أغرب الحروب عبر التاريخ البشري، بسبب تعقيدها و تداخلها، و عدد الأطراف المشتركة فيها، و طبيعة ما يستخدم فيها من أسلحة، فمن المنجنيقات إلى الصواريخ العابرة للقارات مروراً بالكيماوي، لم يبقى سلاح على الوجه البسيطة لم يستخدم في هذه الحرب الكونية.

لكن قمة الغرابة في الحرب السورية، هي حصول بعض الميليشيات المشاركة فيها على أسلحة لم تصل للكثير من جيوش الدول، حيث تظهر صورة التقطت في سوريا وصول أحدث منظومات الصواريخ المضادة للدبابات لدى الجيش الأمريكي لميليشيات YPG الكردية، ويظهر في الصورة وحدة التسديد و أنبوب الأطلاق لصاروخ "جافلين "، الذي يعتبر أحد أكثر الأسلحة المضادة للدبابات تطوراً في العالم، إضافة للصور التي توضح نوع الصاروخ، بحيث نُشر فيديو يُظهر لحظة إصابة هذا الصاروخ لعربة متحركة ( خلال معارك الشدادي كما يشير الفيديو)، ما يعني أن الصاروخ دخل مرحلة الاستخدام الفعلي.

لماذا صواريخ جافلين مميزة:

بغض النظر عن سعرها الخيالي و قلة عدد الدول التي تملكها و انخفاض أعدادها لدى هذه الدول، حيث لا تمتلك معظم الدول التي اشترتها سوى عشرات الصواريخ فقط، تعتبر صواريخ "جافلين" أحدث ما يمتلكه الجيش الأمريكي من صواريخ مضادة للدبابات و أرقاها تكنولوجياً، فهي النوع الوحيد من الصواريخ المضادة للدبابات المستخدم في الساحة السورية الذي يوجه نفسه "ذاتياً".

 فعلى عكس الصواريخ الموجهة المستخدمة في سوريا من تاو و كونكورس و أشباههما، لا يتطلب الأمر من الرامي سوى تحديد الهدف، ثم إطلاق الصاروخ الذي يمتلك باحثاً حرارياً يوجه الصاروخ تلقائياً، و يقتصر دور الرامي على إطلاقه فقط و لا يتطلب توجيهه أو متابعته خلال طيرانه.

فهو ليس موجهاً سلكياً كحال صواريخ تاو و كونكورس، و لا ليزرياً كحال صواريخ كورنيت، و يمكن للرامي مغادرة مكانه مباشرة بعد خروج الصاروخ من فوهة الحاضن، و يمكن إطلاقه من بين الأبنية و الانتقال مباشرة لمكان أخر.

كذلك يمتاز صاروخ جافلين بأنه ينقض على الهدف من الأعلى نحو الأسفل، خلاف الصواريخ المضادة للدبابات المنتشرة في سوريا، و التي تصطدم بالأهداف من الجانب، ما يعطيه إمكانية تجاوز العوائق و المساتر التي تُخفى العربات خلفها عادة، ما يجعله مناسباً جداً للرماية على الدبابات المخفية خلف سواتر رملية.

 فرأسه الحربي الترادفي قادر على خرق أي دبابة موجودة في سوريا حالياً، خاصة بسبب طريقة هجومه من الأعلى، حيث يهاجم الدبابات في أضعف مناطقها، كذلك لديه قدرة جيدة ضد الأهداف المتحركة، مقارنة بباقي الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، إضافة لقدرته على مهاجمة الأبنية بشكل مباشر مشابه لصواريخ تاو.

 ما بين جافلين و" تاو" :

حصل الثوار على صواريخ تاو بعد سنوات من المعاناة من دبابات النظام، و بعد أن طرقوا كل الأبواب للحصول على السلاح، لكن الميليشيات الكردية حصلت على صواريخ جافلين بسلاسة، في محاولة على ما يبدو لوقف الهجمات بالعربات المفخخة،  التي تتسب بالكثير من الخسائر البشرية في صفوفها (بسبب فاعلية الصاروخ النسبية ضد الأهداف المتحركة).

 الفرق بين الصاروخين يتطلب الكثير لتوضيحه، لكن يكفي أن نعرف أن معظم الدول التي حصلت على صواريخ تاو لم تحصل  على صواريخ جافلين بعد، فالفرق بين الصاروخين يقارب الثلاثين عاماً، بين ظهور صواريخ تاو 1968 و ظهور صواريخ جافلين 1996.

فثمن الصاروخ لوحده حوالي 80 ألف دولار، أما ثمن وحدة التسديد حوالي 130 ألف دولار ) المجموع الكلي قرابة 250 ألف دولار)، ما يجعله أغلى الأسلحة المستخدمة في سوريا، حصلت عليه عدة دول فقط بأعداد محدودة بسبب سعره العالي جداً و القيود على تصديره، فسعره يفوق سعر صاروخ تاو و كونكورس و أشباهها بأضعاف، ما يجعل حصول ميليشيا YPG  عليه سابقة تاريخية تشير لمستوى الدعم الذي تحصل عليه  هذه الميليشيا، ما سيثير حفيظة تركيا بشكل كبير، خصوصاً أن تركيا نفسها لم تحصل على صواريخ جافلين  بعد، و قد يفتح ذلك باباً لدعم الثوار ببعض السلاح الذي لم يحصلوا عليه سابقاً .

هوامش :

قبل صواريخ جافلين وصلت دبابات "أبرامز" أمريكية ليد ميليشيات الحشد الشيعي في العراق عبر الجيش العراقي، و التي يقاتل عناصرها في سوريا و العراق، إضافة للكثير من أشكال و أنواع الأسلحة و الذخائر الأمريكية.

مدى الصاروخ 2500 متر، و يستطيع خرق 800 ملم في فولاذ التدريع على الأقل، ووزن الصاروخ مع وحدة الإطلاق 23 كغ، و الطاقم شخص أو شخصان، و يطلق من الكتف بعد تثبيته على أي مسند متوفر في المكان سواء جدار أو أي مسند أخر، ما يوفر إمكانية نشر و انسحاب سريعة على عكس صواريخ تاو، التي تتطلب قاعدة كبيرة، و زمن نشر و انسحاب طويل نسبياً .

ويتميز صاروخ جافلين بطريقة تسديده المختلفة عن جميع أنواع الصواريخ المضادة للدبابات، حيث تحتوي وحدة التسديد على كاميرا حرارية تلتقط صورة الهدف بعد تحديده، و تحوله للصاروخ الذي يحتوي أيضاً على كاميرا في مقدمته، و عند اطلاق الصاروخ يطير نحو الهدف المخزن الذي اختاره الرامي، و يعدل مساره تلقائياً حتى يصيب الهدف، وتختلف طريقة توجيه هذا الصاروخ عن "الصواريخ الحرارية" المضادة للطائرات، و لا يجب الخلط بينهما.

التعليقات (6)

    بلال الحلبي

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    هؤلاء الشيوعيون الماركسيون ال pkk يتم تسليحهم لشق عصا المسلمين وتفريق جمعهم فأعداء المسلمين يريدون أن يقيموا لهم دويلة في سورية لأنهم لما كانوا بلا دين و لا أخلاق وأبدوا طاعتهم واستعدادهم للإنخراط في مشارع الغرب وإسرائيل في تفتيت المنطقة ( تركيا ، سورية ، العراق ) و إقامة الدولة الكردية التي تمثل حلما لإسرائيل طرحه كيسنجر ، ومعروف تحالف مصطفى البرازاني مع إسرائيل وكيف كانت تمده بالسلاح والخبراء واستمر هذا التحالف في عهد أبنائه حيث تكررت زيارات مسعود البرازاني لإسرائيل .

    هشوم محمد باشريك

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    هذا الصراع اللعين والمعارك التي تدور رحاها والقتل والدماروالهلاك الذي يصيب الانسان في سوريا مرده الطائفيه والجهويه التي ناهانا منها ديننا الحنيف وكل قوة التدخل الكبري هدفها تدمير وتشريد انسان المنطقه

    هشوم محمد باشريك

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    هذا الصراع اللعين والمعارك التي تدور رحاها والقتل والدماروالهلاك الذي يصيب الانسان في سوريا مرده الطائفيه والجهويه التي ناهانا منها ديننا الحنيف وكل قوة التدخل الكبري هدفها تدمير وتشريد انسان المنطقه

    عامر

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    هذا دليل كبير على أن هدف أمريكا أكبر من طردهم داعش على يد مليشيا صالح مسلم بل أهداف أخرى لا تقل عن انفصال الكرد أو حكم ذاتي وإقامة قاعدة لهم وتحريكهم ضد جهات مكروه عند إسرائيل كتركيا أو العرب السنة في سوريا أو العراق

    ايجل

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    لو لم توافق اسرائيل على اعطاء هذه الصواريخ للملشيات الكردية لما تم ذلك... ليس حبا بالاكراد وانما من اجل تفكك الدول العربية وتشرذمها فكل ما يتم فعله بالمنطقة هو من مشورة الصهيونية الاميركية الحاضنة لاسرائيل... ولو ان الحكام العرب في مستوى عال من الحنكة والمسؤولية الوطنية لالقموا الغرب المتآمر حجرا وذلك باعلانهم الوحدة بين سورية والاردن او مع السعودية لنرحب بسلمان ملكا علينا.

    صلاح الدين

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    ان أمثالك من اصحاب الفكر الاقصائي التعصبي المتطرف يتحملون السبب في استمرار سفك الدم السوري.
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات