ها هي أفضل خيارات أمريكا الخمسة.. وكلها رهيبة

ها هي أفضل خيارات أمريكا الخمسة.. وكلها رهيبة
قضى الكثيرون نحبهم في سوريا، وتوقفت الأمم المتحدة عن العدّ، بعد أن قارب العدد نصف مليون شهيد، و4 ملايين سوري في النزوح، و6 مليون سوري اقتلعوا من بيوتهم السورية. هي كارثة ترمي بظلالها على دول الجوار المضيفة، وتهزّ السياسة الأوربية، وتخلق أسوأ كارثة إنسانية في العالم اليوم. أما داعش فمهمتها اختراع أحدث الوسائل لإرعاب العالم متطلعة إلى السيطرة على أجزاء من سوريا والعراق وتصدير الإرهاب إلى العالم.

أما عن موقف الولايات المتحدة اليوم، فإننا نجد أن أوباما يعطي الأولوية لمحاربة داعش، وليس لاقتلاع الأسد، بغية حصر الانغماس الأمريكي في الكارثة وفي ذلك يفشل أيضاً. وصحيح أنه تم إضعاف بنية داعش في العراق، ولكنها أبعد ما تكون في الهزيمة، والكارثة السورية ماتزال جاثمة على صدر العالم.

لكن اليوم الأمر غير المعروف هو أي بدائل متوفرة لأمريكا؟ وما هي خيارات أمريكا لمقاربة المسألة السورية بشكل مختلف؟. وإذا ما كان بنيتنا تغيير منهجيتنا، كما يعتقد الكثيرون، وأنا من بينهم، فإنه من المفيد تفحص الخيارات، فبدون إطلاع معمق سيبدو من السهل طلب الكمال وتجاهل المساومات المتأصلة في مختلف المقاربات، وانسداد الرؤية بالكلف والمخاطر لمنهجية العنف.

وسأقدم فيما يلي الخيارات الخمسة التي يمكن للولايات المتحدة أن تنهجها تجاه الصراع في سوريا، وألفت النظر إلى أن أياً منها ليس بالخيار الموفق، ولكنه علينا أن نختار أحدها لعلنا نختار الأقل سوءاً.

الخروج والابتعاد وفك الارتباط كاملاً

يمكن للولايات المتحدة أن تدير ظهرها تجاه القضية السورية، وتتوقف عن القصف الجوي لمواقع داعش في سوريا، وتنهي برامج التدريب للمقاتلين المحليين وتتوقف عن ترويج وقف إطلاق النار وأي جهود توسطية. وإلى الجحيم لكل شيء.

لكن المخاطر ستكون بلا حدود، فالرعب الإنساني في سوريا سيزداد سوءاً ويتفاقم خطره، وسيمتد الصراع عبر داعش والعسكرة ودفع النازحين إلى التطرف ولا يستبعد في هذا الحال هجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة ولايستبعد أيضاً تزايد تدخل دول الجوار، والانتقال من الحرب بالوكالة إلى حرب مباشرة كالسعودية وإيران.

الانخراط الكامل: تدخل واحتلال

يمكن لأمريكا وحلفائها في الناتو التدخل بشكل كثيف، بحيث يضمنون سحق داعش وقلب الأسد. فقوات الأسد وداعش وإن كانا يبدوان قوى كبيرة على الورق، ولكنها لاشيء مقارنة بقوة أمريكا والناتو، والحرب ستنتهي بسرعة.

إلا أنه ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك؟ عقايبل العراق 2003 ماتزال ماثلة ولا يمكن لأمريكا أن تدخل وتخرج بالسرعة التي تريد، ستجد أمريكا تمكثت وتقاتل داعش وحزب الله وموالي الأسد. على أمريكا أن تدعم خلق حكومة انتقالية ذات صلاحيات، وهذه مهمة صعبة في سوريا لأن ما من فريق بسوريا يستطيع أن يتكلم باسم الجميع، باسم المعارضة المعتدلة. لقد عانت أمريكا من توفر الحلفاء على الأرض، فمن سيتولى السلطة، إذا ما هزمت داعش والأعداء الآخرين؟. ومن الصعب تخيل أمريكا وأوربا تتدخلان لزرع ديكتاتورية جديدة، فمن هنا فإن أي تدخل كبير سينهي حالة من الفوضة ويخلق أخرى، ولاسيما أن قصة العراق لاتزال ماثلة ترمي بظلالها على الذهن الأمريكي، فأمريكا لن تتحمل احتلالاً طويلاً الأمد لدول شرق أوسطية أخرى.

النوم مع الشيطان: دعم الأسد بديل آخر

 

يقول الدبلوماسي الأمريكي ريان كروكا: "إنه لأمر سيء، ولكن هناك ربما يكون مناهضاً للسياسة الأمريكية وديكتاتوراً وحشياً إلا أنه ليس تنظيم الدولة"، وبما أن المعارضة السورية تبدو ضعيفة ومنقسمة في هذا الوقت، فإن جبهة النصرة والمجموعات المتصلة بالقاعدة في سوريا لاتبدو خيارات جيدة كشركاء في القتال على الأرض.

وكدعم للأسد يمكن للولايات المتحدة أن توقف العمل مع المعارضة السورية والمفاوضات، وأن تقبل باستمرار قيادة الأسد وتنسيق عمليات عسكرية مع النظام ضد تنظيم الدولة، لكنه يبدو خياراً بائساً من الناحية الأخلاقية. ولاسيما أن حلفاء الولايات المتحدة كالسعودية وتركيا، يعارضون هذه السياسية لأنهم إما يعارضون الأسد نفسه أو لأنهم يريدون قطع العلاقات بين دمشق وإيران.

منطقة الحظر الجوي .. المناطق الآمنة والممرات الإنسانية

إن إيجاد منطقة حظر جوي تبدو نصف حلٍ للسوريين، وهذا الخيار كان قد دعمه من قبل كل من الديمقراطين والجمهوريين في أمريكا.

وقد تبدو  المناطق الآمنة جيدة وقليلة التكلفة من الناحية النظرية، الأمر الذي يساعد على تخفيف العبء على الدول المجاورة والحلفاء في الولايات المتحدة الأمريكية لكن هذا الخيار يبدو غير واقعي، لأن الأسد وتنظيم داعش ربما يجدون هذه المنطقة كتهديد لهم ، ومن ثم يشنون العمليات العسكرية ضدها.

سياسة الاحتواء

إن الخيار الأخير هو سياسة الاحتواء التي من شأنها أن تمنع العنف والفوضى من الانتقال إلى خارج سوريا في البلاد المجاورة وتهديد زعزعة الاستقرار في الإقليم. وخير مثال العراق الذي كان يبدو في طريق التعافي، ولتخفيف المشاكل التي كانت قد انتقلت منه إلى البلدان الأخرى، تمت سياسة الاحتواء.

ولكن التركيز لم يكن فقط على احتواء داعش، بل هناك بعض الأطراف البغيضة والطائفية التي بدأت تنطلق إلى سوريا، ومن أجل هذا قامت الولايات المتحدة بمساعدة الدول المجاورة كتركيا ولبنان والأردن ليعتنوا بعشرات الآلاف السوريين اللاجئين الذين دخلوا أراضيهم، والذين مازالوا يتدفقون من سوريا.

إن الجهود التي بذلت ضد تنظيم الدولة سوف تستمر لكن الهدف الحقيقي هنا يكمن في إضعاف تنظيم الدولة في منبعها بدلاً من هزيمتها بشكل نهائي؟

وبالرغم من أن تكلفة سياسة الاحتواء تبدو منخفضة بالمقارنة مع الخيارات الأخرى، فإن الحرب في سوريا سوف تستمر، وعداد الموتى سوف يستمر بازدياد وتدفق اللاجئين أيضاً الذي لاتلوح في الأفق له نهاية، وعلى الرغم من أن المخاطر تبدو قليلة إلا أنها ستسبب مشاكل في الدول المجاورة.

ترجمة: أورينت نت القسم الإنكليزي عن صحيفة فوكس

للاطلاع على المقال اضغط هنا

التعليقات (2)

    سورية مقبرة العالم

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    تحليل إما أن من كتبه ﻻيعرف شئ أو أنه موظف في البيت الأسود فأمريكا لم ولن تحارب داعش /التي خدمت الجميع بإستثناء العرب والمسلمين/ وعن التعاون مع بشار :هي داعمة له ومجرد تحليل مواقف دراكولا البيت اﻷسود بهذا الشكل هو حقق سياسته في سورية ... وهو قتل السورين بأدوات مثل روسيا وإيران وتوابعها والظهور بمظهر المتباكي على السورين.....

    قاتل الكفره والمرتدين..

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    الدوله الاسلاميه وجبهة النصره يستمدون دعمهم من الله.اما بشأن امريكا والغرب والشرق وخياراتهم فهم قد فعلوا خياراتهم كلها وارجوا ان يكونوا على وشك الافلاس والسقوط...ماذا سفعلون...هل سينتقمون من الصحوات لانهم اجبن واضعف واحقر من ان يقاتلوا جنود الله..نعم هذا حل بلاد الكفر بالمنافقين
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات